أدت الازمة الاقتصادية الحالية الي انخفاض اسعار الطاقة وبعث الحياة من جديد في مشروع لبناء خط لانابيب الغاز من دول بحر قزوين الي اوروبا ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن محللين ان انخفاض اسعار الطاقة قل من رغبة روسيا في شراء الغاز من المنطقة، مما ابقي علي امكانية تصدير جزء منه الي اوروبا عن طريق خط نابوكو الذي لا يزال يواجه صعوبات كبيرة ويهدف الخط الضخم الي نقل 31 مليار متر مكعب سنويا من الغاز من منطقة بحر قزوين الي دول الاتحاد الاوروبي وتعقد في براغ يوم الجمعة القادم قمة تضم لاول مرة زعماء ورؤساء حكومات ومسئولين من اللاعبين الرئيسيين في مجال الغاز ومنها تركيا واذربيجان والعراق ومصر، وتهدف الي بحث كيفية توصيل غاز منطقة بحر قزوين والشرق الاوسط الي اوروبا ويقول مسئولون ان الزعماء الاوروبيين سيطلبون من زعماء الدول المصدرة للغاز التزامات سياسية بتصدير كميات معينة من الغاز ومن المشترين في اوروبا التعهد باستيراده. وسيحضر القمة مراقبون من الولاياتالمتحدةوروسيا وتسعي اوروبا الي دفع مشروع خط نابوكو قدما وذلك لتنويع مصادر الطاقة، مما يجعلها اقل اعتمادا علي الغاز الروسي وقد تسبب النزاع بين اوكرانيا وروسيا علي اسعار الغاز في قطع امدادات الغاز الروسي الي اوروبا هذا العام لعدة اسابيع للمرة الثانية منذ 2006 وكانت المشكلة الاساسية التي تواجه مشروع نابوكو هي عدم وجود ما يكفي من الغاز لملء الخط اضافة الي المفاوضات الشاقة التي ما زالت مستمرة بين تحالف الشركات المشرفة علي المشروع وتركيا بشأن شروط عبور الغاز الاراضي التركية.. ويقول جوناثان ستيرن مدير ابحاث الغاز في معهد اكسفورد لدراسات الطاقة ان انخفاض الطلب وهبوط اسعار الغاز بسبب الركود الاقتصادي الحالي ذلل جزئيا بعض العقبات كما دفع انفجار في 9 إبريل في خط للغاز يربط تركمانستان بروسيا المسئولين في تركمانستان الي اطلاق دعوة لتنويع طرق تصدير الغاز وادي الانفجار الي خسارة تركمانستان كميات كبيرة من صادرات الغاز التي كانت شركة غازبروم الروسية قد تعاقدت مع تركمانستان عليها العام الماضي في اوج غلاء اسعار الغاز. ويقول ستيرن ان روسيا حتي العام الماضي كانت تطوف بلدان المنطقة للبحث عن عقود طويلة الاجل لشراء الغاز لكن غازبروم اغضبت بعض دول المنطقة مثل تركمانستان التي تعتقد أن الشركة الروسية تحاول حاليا التخلص من عقودها الموقعة. ومن المشكلات التي اعاقت المشروع النزاع حول الموقف القانوني لبحر قزوين مما يجعل بناء خط عبره ليتصل بخط نابوكو الأوروبي امرا صعبا.. واستمرت المفاوضات بين تركيا وتحالف من الشركات التي ستشرف علي بناء خط لعدة اشهر حول مسألة عبور الغاز الاراضي التركية واقترحت تركيا احيانا ربط موافقتها علي الخط بعضويتها في الاتحاد الاوروبي.. ويقول مسئولون اوروبيون انهم قد يستطيعون التوصل مع تركيا الي اتفاق بحلول يونية القادم. ويقول كريستيان دوليزال المتحدث باسم تحالف الشركات انه بعد الانتهاء من المفاوضات مع تركيا فإن التحالف سيبدأ التعاقد لملء الخط بالغاز.. ويشترك في الخط الذي يمتد الي مسافة 3300 كيلومتر وتصل تكلفته الي 10.65 مليار دولار كل من شركة بوتاس التركية وشركة الطاقة البلغارية إي أي دي وشركة مول الهنجارية وأو إم في النمساوية وآر دبليو اي الالمانية اضافة الي شركة ترانسغاز إس أي الرومانية ومن المتوقع ان يبدأ الخط في العمل عام 2014 رغم ان محللين يعتقدون ان هذا التاريخ يبدو مبكرا. ويقول مسئولون اوروبيون ان تنفيذ مشروعات بناء خطوط للغاز يستغرق وقتا طويلا وان من بين ثلاثة مشروعات تخطط لها اوروبا لبناء ما يسمي ببوابة الطاقة الجنوبية استطاعت اوروبا بناء جزء فقط من خط ينقل 8 مليارات مترمكعب من الغاز سنويا ويمتد من تركيا الي ايطاليا عبر اليونان.