اتسمت علاقات روسيا مع البلدان التي تصدر عبر اراضيها الغاز والكهرباء والفحم الي اوروبا بنزاعات متكررة. فقد وصف الرئيس فلاديمير بوتين دول العبور لصادرات الطاقة الروسية بانها عالة علي بلاده حيث تستفيد من رسوم الشحن والطاقة الروسية الرخيصة وقال ان علي روسيا ان تتوقف عن دعم الاسعار المقدمة لها. ويتوقع محللون استمرار التوتر في العلاقات مع مباشرة روسيا لسياسة خارجية صارمة يوازنها من ناحية اخري القلق من ان تكون انطباعا لدي غرب اوروبا بعدم امكانية الاعتماد علي امدادات موسكو. وفيما يلي استعراض لاهم دول العبور لصادرات الطاقة الروسية: اوكرانيا حوالي 80% من صادرات الغاز الروسية الي اوروبا تمر عبر اوكرانيا. ولطالما ساومت اوكرانيا بشأن كم ينبغي ان تدفع لروسيا مقابل الغاز لكن الخلاف لفت انتباه العالم في يناير 2006 عندما اسفر عن قيام جازبروم بوقف الامدادات الي اوكرانيا ومن ثم تأثرت الصادرات الي اوروبا التي تعتمد علي روسيا في 25% من حاجاتها من الغاز. وجرت تسوية النزاع بموافقة اوكرانيا علي زيادة سعر مشترياتها من الغاز الي المثلين تقريبا واوضحت روسيا استراتيجيتها القاضية بمحاولة الشراء في البنية التحتية بدول العبور لكن اوكرنيا ترفض الفكرة وفي وقت سابق هذا لعام صدق برلمانها علي قانون لحظر خصخصة او بيع او تأجير خطوط انابيت الغاز في البلاد ومن جانبها اقترحت روسيا بناء خط الانابيب "نورد ستريم" الي اوروبا والذي يتجنب المرور عبر اوكرانيا روسياالبيضاء. حوالي 20% من صادرات الغاز الروسية الي اوروبا تمر عبر روسياالبيضاء. كما ان خط الانابيب "دروجبا" او الصداقة الذي يمر عبر اوكرانيا. وروسياالبيضاء يمد اوروبا بنحو عشر حاجاتها من البترول. وفي خضم خلاف علي السعر مع روسيا في يناير توقفت شحنات النفط عبر روسيا لثلاثة ايام. كما تشاحنت روسياالبيضاء مع موسكو بشأن السعر التي تدفعه مقابل الغاز وهي تجري محادثات مع جازبروم حول اسعار الغاز في 2008. وبعد خلاف اخر في يناير اتفق الجانبان ان تدفع جازبروم 5.2 مليار دولار لشراء 50% من شركة بلتر انسجاز التي تديرها الدولة في روسياالبيضاء وتسيطر علي شبكة خطوط الانابيب المحلية. وتملك جازبروم بالفعل كل خطوط انابيب التصدير الي اوروبا عبر روسياالبيضاء. بولندا بولندا بلد عبور رئيسي لصادرات النفط والغاز الروسية الي اوروبا ويمر خطا انابيب الغاز "دروجبا" و"يامال - أوروبا" عبر بولندا من روسيا مرورا بأوكرانيا وروسيا البيضاء وخلال نزاع نشب في وقت سابق هذ العام رفضت بولندا طلبا من عملاق الطاقة الروسي جاز بروم لخفض الرسوم التي تحصلها علي ضخ الغاز الروسي عبر اراضيها الي اوروبا. وتعارض بولندا او غيرها من دول العبور خطة روسية المانية لمد خط انابيب عبر بحر البلطيق يربط مباشرة بين روسيا والمانيا وذلك تخوفا من مكانية عزلها عن الامدادات الروسية. تركيا تتطلع تركيا اثر عدة خلافات مع روسيا التي تنويع مصادر وارداتها وتطمح للتحول الي مركز لتوزيع الطاقة بدلا من بلد عبور للامدادات الروسية. وشركة بوتاش التركية المملوكة للدولة ضمن كونسورتيوم تقوده او. ام في النمساوية لبناء خط الانابيب "نابوكو" الذي سينقل الغاز من بحر قزوين واسيا الوسطي مقللا بذلك الاعتماد علي روسيا. وفي الوقت الراهن يربط خط انابيب الغاز الطبيعي "بلو ستريم" الشبكة الروسية بتركيا. ولدي روسيا مشروع مع شركة النفط الايطالية ايني لمد خط انابيب "بلو ستريم" الي جنوب اوروبا عبر تركيا. كما اعلنت عن مشروع مشترك مناصفة مع ايني اطلق عليه "ساوث ستريم" من شأنه تجنب المرور عبر الاراضي التركية. دول البلطيق تشغل دول البلطيق استونيا ولاتفيا وليتوانيا موقعا حيويا لعبور صادرات النفط الروسية وتتصل منظومة خطوط انابيب النفط الخام الروسية بثلاثة موانئ علي بحر البلطيق هي ميناء فتسبيلز في لاتفيا وميناء بوتينج في ليتوانيا وميناء بريمورسك الروسي. كما توزع كميات اصغر من النفط الخام وكميات كبيرة من المشتقات النفطية عبر خطوط السكك الحديدية الي موانئ اخري علي بحر البلطيق مثل طالين في استونيا . استونيا تشحن شركات البترول الروسية 25 مليون طن من منتجات البترول المكرر سنويا أي ربع صادراتها عبر استونيا لكن الكميات في تراجع منذ نزاع مع موسكو. كما تراجعت الشحنات من سلع أولوية أخري عبر استونيا مثل المعادن والفحم. وتدهورت العلاقات بعدما نقلت استونيا في أبريل نيسان نصبا تذكاريا لجنود الجيش الاحمر في الحرب العالمية الثانية من موقع في قبل المدينة الي مركز عسكري الامر الذي أوقد شرارة ليلتين من أعمال الشغب من جانب السكان الناطقين بالروسية. ليتوانيا في العام الماضي أغلقت روسيا خط الانابيب الممتد الي مصفاة التكرير "مازيكيو" في ليتوانيا. وربط محللون بين وقف ضخ البترول وقرار ليتوانيا السماح لشركة بي. كيه. ان أورلين البولندية بشراء المصفاة التي كانت عدة شركات روسية مهتمة بها. لاتفيا في 2003 أغلقت روسيا خط أنابيب للبترول يمتد الي مرفأ فنتسبيلز البترولي في لاتفيا. وقال مسئولون روس ان فرصة فنتسبيلز لاستعادة امداداته من البترول باتت ضئيلة بعد قيام روسيا بتوسعة ميناء بريمورسك.