- السوبرانو العالمية: سعيدة بأول حفل كامل لى باللغة العربية وأمام وجوه راقية أعرفها شهدت قاعة المسرح الملكى «درورى لين» فى العاصمة البريطانية لندن ليلة فنية استثنائية؛ عزف فيها الاوركسترا الملكى الفلهارمونى، بقيادة المايسترو نادر عباسى، احتفاءً بإرث موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، فى حفل غير مسبوق من حيث الإقبال الجماهيرى والتفاعل، حيث امتلأ المسرح الذى يضم نحو 2000 مقعد عن آخره، فى مشهد عكس المكانة الخالدة لأعمال عبد الوهاب لدى الجمهور العربى فى الخارج. كان الحضور المصرى لافت، ولم يكن حضور المصريين مقتصرًا على المقيمين ببريطانيا فحسب؛ من كان قارات مختلفة، إذ حضر أفراد من ألمانيا وإسبانيا ودول أوروبية مختلفة، بالإضافة إلى مشاركين قطعوا المسافات من الولاياتالمتحدة. كما سافر عدد كبير من مصر خصيصًا لحضور هذا الحدث، ما عزز الإحساس بأن الليلة كانت بمثابة «ملتقى مصرى عالمى» على أرض انجليزية. جاء برنامج الحفل، ثريًا ومتوازنًا بين العزف والأداء الغنائى، ليستعيد الجمهور محطات موسيقية لامعة من أعمال عبد الوهاب منها: «الثلاثية – أوركسترا، على باب مصر – غناء، إليها – أوركسترا، الخيام – أوركسترا، القمح الليلة – غناء، حياتى – أوركسترا، أنا لك على طول – غناء، دعاء الشرق – أوركسترا، لا مش أنا أبكى – غناء، مدلى أم كلثوم – أوركسترا، كان أجمل يوم – غناء، عزيزة – أوركسترا، يا مسافر وحدك – أوركسترا، ميدلى عبد الوهاب – غناء، ونشيد القسم – غناء». التنوّع فى البرنامج منح الجمهور فرصة الاستماع لروائع متعددة بين اللحن الخالص والغناء الخالد، ما جعل التجربة أكثر شمولًا وعمقًا. بجانب وجود أوركسترا غربى ليعد من التحديات الموسيقية، لكن رغم القلق الطبيعى قبل الحفل نتيجة اختلاف بعض التوزيعات الموسيقية، فإن الأداء كان على مستوى التحدى. الأوركسترا والعازفون قدموا حالة تناغم واضحة، وبرز ذلك فى «دعاء الشرق» الذى تطلّب مهارات عالية فى المزج بين التون الغربى وثلاثة أرباع التون الشرقى، وهى مهمة صعبة لأوركسترا عالمى غير شرقى الأصل. ومع ذلك، تمكن العازفون من تقديم أداء مدهش أظهر مرونتهم وتعاونهم. أما مغنية الأوبرا فاطمة سعيد فقدمت أداء لامعا استحوذ على إعجاب الجمهور، وجاءت ردود الأفعال كبيرة تؤكد أنها كانت واحدة من أبرز مفاجآت الحفل. وقالت فاطمة سعيد فى منشور عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك مرفقة فيها صورة لها أثناء غنائها بالحفل «ليلة استثنائية لا تُنسى ..أول حفل لى كامل بأغانى باللغة العربية وبروائع عبدالوهاب، وفى لندن، أمام صالة مكتملة، وبين وجوه راقية أعرفها وأخرى سعدت بلقائها لأول مرة، وكل ما كان يشغلنى هو كم تمنّيت تقديم هذه الموسيقى الخالدة بما يليق بعظمتها». نجحت لندن فى احتضان أمسية موسيقية أعادت ألق عبد الوهاب، وأثبتت أن تراثه متجدد وقادر على جمع الجمهور من مختلف القارات. واتفقت أغلب ردود الأفعال على جهود أحفاد عبد الوهاب الذين عملوا على تفاصيل البرنامج، والإعداد، والتنظيم بشكل مكثف لضمان خروج الحفل بالصورة المشرفة التى ظهر عليها. وعبر صفحته على فيسبوك نشر المايسترو نادر عباسى مجموعة من صور من الحفل، وعلق عليها: حفل الأمس لموسيقى الموسيقار العظيم محمد عبد الوهاب كان لحظة فخر حقيقية؛ على مسرح واحد اجتمع الإبداع المصرى الأصيل مع قوة وحرفية الأوركسترا الملكى الفيلهارمونى، ومع الحضور الطاغى والأداء المنفرد اللافت الذى صنع حالة فنية خاصة للمبدعة فاطمة سعيد. وأضاف: لحظة من اللحظات اللى بتحسسنا أن موسيقانا قادرة تلمس العالم كله، المسرح الملكى «درورى لين» كان كامل العدد، والجمهور كان مزيجا مدهشا بين العربى والأجنبى، والمصريين تحديدا عملوا مشهد مبهج.. مشهد يليق بمكانة موسيقى عبد الوهاب، ويؤكد أنها ما زالت تلهم وتجمع القلوب من أنحاء العالم.