من وحي مؤتمر الطاقة الذي نظمه مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة, الذي عقد في البحرين تحت عنوان (آفاق التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية) طرح موقع صحيفة العرب اليوم الأردنية في شبكة الانترنت عبر زاوية حارات الكترونية سؤالا فحواه ما هي مقومات نجاح أمن الطاقة?! ساهم في هذا الحوار عدد ممن ينتمون إلى شرائح اجتماعية متنوعة في العالمين العربي والإسلامي. وتاليا بعض المشاركات:قال مستشار جلالة العاهل البحريني للشؤون الدبلوماسية رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة الدكتور محمد عبد الغفار أن مؤتمر أمن الطاقة يركز على بحث إمكانات التعاون بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بأمن الطاقة. وأوضح خلال كلمته لافتتاح المؤتمر أن أمن الطاقة يشمل استجابة التفاصيل الفنية للعرض والطلب للتنافس الجيوسياسي وتحديات النقل والتهديدات الإرهابية وعدم الاستقرار السياسي. ولفت أنه رغم المخاوف التي تتعلق بالتغير المناخي, فإنه من المتوقع أن يزداد حجم استخدام الوقود الاحفوري خلال السنوات الثلاثين المقبلة, لا سيما من قبل الأمم النامية مثل الصين والهند.وأشار أن منطقة الشرق الأوسط برزت خلال الخمسين عاماً الماضية باعتبارها أحد أهم مصادر الطاقة في العالم فيما يتعلق بالنفط والغاز الطبيعي. يشار أن التقرير الإحصائي للطاقة العالمية لشركة البترول البريطانية, بين أن إنتاج منطقة الشرق الأوسط شكل 30% من حجم الإنتاج العالمي خلال 2009 بواقع 24 مليون برميل يوميا.وأوضح أن السنوات الماضية أكدت أهمية الجغرافيا السياسية لأمن الطاقة في تحقيق الاستقرار الوطني والعالمي, مثل عدم الاستقرار في العراق والتوترات عبر شبكات التوزيع في منطقة بحر قزوين. ولفت أن تقلب أسعار الطاقة أبرز المخاطر التي تواجه سوق النفط وهو ما شجع المستهلكين على البحث عن مصادر الطاقة البديلة لتنويع مصادر الدخل. وأشار أن الركود الاقتصادي العالمي خلال العام الماضي أدى إلى تسجيل أول انخفاض في الاستهلاك العالمي من الطاقة منذ عام ,1982 كما أنها دفعت أسعار النفط إلى التراجع للمرة الأول منذ .2001 وشدد على أهمية الترابط بين الاقتصاديات الإقليمية والتعاون حول أفضل السياسات لمستقبلنا للطاقة, لا سيما مع وجود عدد من الفرص للتعاون بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي لا سيما في البحث والتنمية وتأمين مسالك الإمدادات ووجود سياسات متسقة وشفافة للطاقة من جانبه صرح ل »العرب اليوم« د. عبد العزيز بن عثمان بن صقر / رئيس مركز الخليج للأبحاث أن الاستثمار في مجال الطاقة ضخم ولا يمكن أن يتم إلا في وجود التزام من الدول المستهلكة لفترة طويلة. العلاقة مع الاتحاد الأوروبي مهمة لكن استيرادها الطاقة من دول الخليج اقل مما يجب لان اعتمادها على روسيا ونحن بحاجة أن ندفع بإتجاه زيادة الصادرات إلى أوروبا.أمن الممرات المائية مهم جدا بالنسبة لأمن الطاقة وهو مسؤولية دولية وجماعية. حماية المنشآت النفطية بأفضل الطرق والأساليب مهم جدا. التعاون الدولي فيما يتعلق بالملاحة البحرية والمعلومات الأمنية ومحاربة القرصنة والإرهاب من أهم قضايا أمن الطاقة. امن الإمداد, امن الطلب, امن المنشآت, امن الملاحة البحرية وحدة مترابطة. خاصية المؤتمر انه جمع خبراء دوليين وناقش ثلاث وجهات نظر حول مستقبل الطاقة, الإنتاج, الإستهلاك, والأسعار. رغم الحروب إلا أن دول الخليج التزمت بإمدادات الطاقة من النفط والغاز ولم تؤثر العوامل السياسية والحروب على الإمداد. دول الخليج حريصة على توازن الأسعار والطلب كذلك وحدة الأوبك وتماسكها كمنظمة للدول المنتجة للنفط. وفي السياق نفسه رأى السفير محمد حمد المحميد انه لنجاح أمن الطاقة ينبغي الأخذ بالنقاط التالية: 1- التعاون والتنسيق بين الدول المصدرة للنفط والدول المستهلكة للنفط لتحقيق الأمن المنشود ذلك أن المصلحة مشتركة بين الطرفين 2- وضع خطة عمل مدروسة بشكل جيد في حال حصول انقطاع تصدير النفط من مواقعه إلى الأسواق العالمية. 3 - في حال الانقطاع للنفط ينبغي التحضير مسبقا لأجل هذه الأزمة لتحقيق النجاح المنشود. 4- أخيرا ضرورة العمل على معالجة الحروب الأهلية في الدول المصدرة للنفط لتفادي انقطاع النفط وتصديره للأسواق العالمية. وفي السياق نفسه رأى المهندس عباس حبيب سلمان أن الطاقة النفطية والغازية تستنفد يوميا بشكل مخيف وستنفذ سريعا إذا ما استخدمت بشكل رشيد ويعاني الاقتصاد الوطني من الكساد ويتغير المناخ البيئي وينخفض مستوى المعيشة: - الاستثمار في العنصر البشري - خلق كوادر فنية قادرة على الإبداع وعدم الاعتماد على الخبرات الأجنبية - الاستفادة القصوى من الطاقة - الحد من التضخم السكاني. من جانبه رأى د.أياد النسور أن امن الطاقة من المفاهيم الجديدة التي أدخلتها الحكومات الامبريالية في أجندة الدول النامية شانها شان الأمن الغذائي والأمن الاقتصادي, والأمن المائي... الخ, والهدف منها وضع الدول النامية والعربية خاصة في حالة الدفاع عن النفس دائما, رغم أن الدول العربية مصدر أهم ركائز أمن الطاقة في العالم وهو البترول. التبعية الاقتصادية والسياسية للعالم المتحضر (حسب معاييرهم) تفرض علينا تدويل سياستنا واقتصادياتنا الضعيفة وهذا يزيد من مخاطر التعرض للصدمات الخارجية باستمرار في حال حاولنا الاعتماد على أنفسنا وإغلاق مصالحهم الاقتصادية في بلادنا, لذلك لا مجال إلا بربط مصيرنا وجعله بأيديهم. الدولار هو أهم سبب لعدم استقرار أسعار الطاقة, وإذا كنا نبحث عن الاستقرار لم لا نعود إلى الأطروحات القديمة بوضع سلة عملات لتسعير البترول, حتى دول الخليج يفرض عليها التعامل بالدولار في الكثير من التعاملات التجارية. من جانبه رأى الدكتور زيد عيادات أن امن الطاقة يجب النظر إليه من المنظور الشامل لمفهوم الأمن الدولي والإقليمي والوطني. بناء على ذلك فأن أهم مقومات نجاح أمن الطاقة الأمن الوطني والإستقرار داخل الدول بما في ذلك سيادة القانون وحل الخلافات المحلية والإقليمية والدولية بالطرق السلمية هي صمام أمان امن الطاقة.