في أول رحلة للرئيس الأمريكي الجديد إلي أوروبا والعالم الإسلامي ترك الرئيس أوباما انطباعا طيبا للغاية أمام شعوب العالم.. كان الفرق واضحا بين رئيس جاهل متغطرس استطاع في سنوات حكمه أن يرجع بشعبه ودولته عشرات السنين للوراء ورئيس آخر استطاع في رحلة واحدة أن يعيد الاحترام لشعبه.. هذا هوالفرق بين الرئيس بوش والرئيس أوباما.. ولا أريد أن أكون متفائلا كثيرا ولكن لا شك أن المسافة كبيرة جداً بين فكر رئيس ورئيس.. هنا يتضح الفارق في الثقافة وقراءة التاريخ ومعرفة الشعوب.. الواضح أننا أمام رئيس واسع الأفق علي دراية كبيرة بظروف العالم ومشكلاته.. في أوروبا كان واضحا أن الرئيس أوباما يسعي للبدء في صفحة جديدة.. رغم العلاقات التاريخية بين أوروبا وأمريكا ورغم الحروب التي خاضتها أمريكا دفاعا عن أوروبا فإن العلاقات الأوروبية الأمريكية شهدت فترة ركود وفتور في عهد الرئيس بوش.. كانت فرنسا ضد غزو العراق وتحمل توني بلير لعنات كثيرة من شعبه وهو يسير خلف سياسات الرئيس بوش سواء في العراق أو في أفغانستان.. ولكن الرئيس أوباما استطاع أن يكسب احترام الجميع في مؤتمر العشرين وان يقدم صورة مختلفة عن الرئيس بوش بكل سلبياته.. لا نستطيع الآن ان نقرر مستقبل العلاقات بين أمريكا والعالم ولكن الواضح حتي الآن ان أوباما يفتح صفحة جديدة فيها قدر كبير من الوعي والموضوعية واحترام الشعوب. ان أمريكا متورطة الآن في حروب دامية في العراق وأفغانستان ولم تنتصر في حرب منها ولهذا فإن أوباما يريد انسحابا كريما ونهاية تعيد الاعتبار لشعبه وجيوشه المنسحبة.. ولا يستطيع مسئول أمريكي واحد ان يقول ان أمريكا انتصرت في العراق ولكن سيكون من الصعب جدا علي الرئيس أوباما ان يعترف بهزيمة أمريكا.. انه يعلم كل العلم انه لم يتنصر.. ولكن كيف يكون الانسحاب بلا إعلان هزيمة ومن هنا فإن القوات الأمريكية لا تجد الآن مبررا للبقاء في أفغانستان وسوف تخرج كما خرج الاتحاد السوفيتي منذ سنوات.. وسوف تخرج القوات الأمريكية من العراق بعد ان خربت كل شيء فيه.. كان العراق دولة لها كل مقومات الدولة الحديثة والآن اصبحت خرابا بفضل القوات الأمريكية وهنا سيكون حساب التاريخ لأن التاريخ لا ينسي.