أثرت الأزمة المالية العالمية علي تجارة التحف والأنتيكات في أوروبا وأمريكا وأدت إلي خفض معدلات البيع والأسعار، وان كانت الأزمة لم تمنع بعض القطع النادرة من دفع عشرات الملايين من الدولارات في مقابل بعض القطع النادرة مثل المزاد الأخيرفي صالة كريستي في لندن، حيث تم بيع الكرسي الخاص يإيف سان لوران مصمم الأزياء الشهير والذي تم تصنيعه (سنة 1917 - 1919) بسعر 27 مليون دولار بالرغم من تقدير ثمنه بنحو 3 ملايين فقط. ولكن هل تأثر سوق التحف في مصر بالأزمة المالية علي النحو الذي تأثر به في باقي أنحاء العالم؟ أحمد حسن (صاحب جاليري للتحف والأنتيكات) يؤكد ان الأزمة المالية أثرت بنسبة 70% علي حركة البيع والشراء، وان كانت أسعار القطع النادرة لم تنخفض بالرغم من حالة الركود الحالية فالتاجر يفضل الاحتفاظ بها لحين بيعها بقيمتها الحقيقية، أما القطع التي تعرض لحساب الأفراد فيمكن تخفيض سعرها بحسب رغبة العميل لتسهيل بيعها وتوفير السيولة المادية المطلوبة، فعلي سبيل المثال القطعة التي تساوي 100 ألف جنيه انخفض سعرها إلي 80 ألف جنيه. وأكثر الأنتيكات التي تشهد اقبالا هي الأثاث الفرنسي المطعم بالبرونز الماركتري، ويتراوح سعر غرفة السفرة بين 30 ألفا يصل إلي 300 ألف جنيه (للسينهات النادرة)، أما المرايات الفرنسية المذاهبة بالزجاج البلجيكي فيبدأ سعرها من 10 آلاف جنيه، وأطقم الاوبيسون الفرنسي القديم ويبدأ سعرها من 100 ألف جنيه لندرتها وروعة روسماتها التي تشبه التابلوهات الفنية، يوضح أحمد حسن ان ترميم القطع القديمة يتم علي يد شخصين فقط من المتخصصين أحدهما بمنطقة الزمالك والثاني بمنطقة وسط البلد بجوار سينما اوديون وتكلفته في حدود 10 آلاف جنيه، وكذلك الأثاث العربي الارابيسك والتركي المطعم بالصدف والفضة والعاج والذي قد يصل سعر القطعة الواحدة منه إلي 50 ألف جنيه لندرته. الرسامين المصريين وتلقي رسومات المصريينالقدامي مثل الفنان محمود سعيد وهدايت إقبالاً كبيراً وخاصة من هواة جمع التراث الأجانب، فهي علي حد قوله سهلة البيع مقارنة بلوحات الأجانب، وتتميز بوضوح التفاصيل والملامح فعلي حد وصف حسن (الصورة ناطقة) وقد يصل سعر القطعة إلي مليون جنيه. أما الأباجورات المصنعة من البرونز الفرنسي فتلقي إقبالاً كبيراً وقد يصل سعرها إلي 300 ألف جنيه للقطعتين من الحجم الكبير، وهناك قطع مقلدة صناعة تايلاند سعرها 30 ألف جنيه للقطعتين. ويعتبر السجاد الايراني اليدوي الاصفهاني والشيرازي والتبريزي ذا قيمة كبيرة اذ يبدأ سعر القطعة من 10 آلاف - 300 ألف جنيه وللأسف لا يوجد سجاد صناعة مصرية أثري أو يمكن اعتباره قطعة "أنتيكة". ويؤكد حسن ان المزادات لا تفيد التاجر فمن الممكن ان تخفض سعر القطعة التي تم تسعيرها من قبل، و"الدلال" لا يعنيه سوي البيع بأي ثمن للحصول علي عمولة بنسبة 10%. نحاس إنجليزي وفنيار تركي عادل محروس العسال "صاحب جاليري العسال" يشكو من عدم بيع أي قطعة منذ فترة طويلة فالزبون تأثر بالأزمة المالية،فالسرير النحاسي (الشغل الإنجليزي) في الفترة السابقة كان يلاقي إقبالاً كبيراً باعتبار انه كان يعد آخر صيحة للموضة في جهاز العروس وسعره يبدأ من 6 آلاف جنيه، وهناك نوعية أخري معدنية شغل تركي بقشرة نحاس بسعر2800 جنيه، والسرير المعدني الأسود سعره 1500جنيه، وايضا النجف التركي والذي يرتفع سعره كلما زاد عدد الفنيارات المكونة للنجفة لا يقل سعره عن 20 ألف جنيه، كذلك النجف المورانو الايطالي الذي يبدأ سعره من 3 آلاف جنيه. وفي رأي العسال الوقت الحالي مناسب للشراء فاسعار القطع القديمة لن تنخفض بل ترتفع بمرور الوقت، أما المزادات فلم يعد الإقبال عليها مثل الماضي واصبحت سوقاً رائجة للقطع المقلدة والجديدة لانخفاض سعرها. عاشقات الأنتيكات سامح فتحي غريب "صالة كريستي للمزادات" يوضح ان السيدات أكثر إقبالا علي شراء الأنتيكات وخاصة الصالونات المذهبة اللويكنز واللويسيز المصنعة من خشب الأرو والتي يزيد تاريخ صناعتها علي 50 سنة، وايضا الجروبات البرونز مثل اطقم الساعات بالشمعدان والتي يتراوح سعرها من 200-400 ألف جنيه، وقطع الفضة الشغل التركي والايراني لا يقل سعر القطعة منها عن 10 آلاف جنيه. أما المزادات فتعتبر فرصة للترويج للمعروضات وسط حالة الكساد الحالية، فعلي حد قوله عدد كبير من الافراد يفضلون الحضور للمشاهدة وربما يعجب احدهم بقطعة معينه ويشتريها.