صاحبة المعالي السفيرة مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان تتذكرين جيدا عندما كنت سفيرة لمصر في إحدي دول أوروبا الشرقية وكنا مدعوين علي الغداء في بيت السفير المصري أنيس منصور وزوجته رجاء حجاج -شفاها الله- وأنا اتذكر أن سيدة فاضلة دمثة ورقيقة مرت علينا في الفندق لتصحبنا إلي مقر السفارة في سيارتها وقد سألتها فضولا: سعادة السفيرة اسمها إيه؟ فقالت بهدوء: مشيرة خطاب. عدت اسألها كدبلوماسية من سفارتنا.. سعادة السفيرة خدمت فين وفين؟ ردت قائلة: اسألها ع الغدا ثم ظهر أنيس منصور فرحب بالسيدة الدمثة وقال: أهلا سعادة السفيرة. واكتشفت ان مشيرة خطاب -شخصيا- هي التي جاءت تصحبنا إذ لم اتوقع ذلك بالمرة لكن الحكاية تركت في نفسي انطباعا "بتواضعك الجم" وحين نزلت بكل ثقلك ميدان العمل الاجتماعي رأيتك تدافعين عن منطقك بسلاسة وكياسة ولكن بتصميم وحين صدر قرار سيادي يضمك للوزارة في موقع مهم حدث "خلاف مهني" في الأداء بينك وبين وزير الصحة حول قضايا السكان واستطاعت حمامة السلام فايزة أبوالنجا فض الاشتباك وكنت ومازلت مؤمنا ان قضايا السكان في مصر ليست "قضايا طبية" بقدر ما هي "قضايا اجتماعية" صاحبة المعالي السفيرة مشيرة خطاب أطلب منك ما هو آت. أولا: الاستعانة الميدانية بتقارير د.ماجد عثمان في دعم القرار بشرط ألا تكون البحوث انطباعية تليفونية فهذا يعطي نتائج غير دقيقة وهذا "يضلل" البحث الميداني السليم علي مائدة صانع القرار. ثانيا: أطلب ان يكون لك "لوبي"من اساتذة الاجتماع وعلم النفس يحللون آليات الانجاب المتزايد في مصر وعمل خريطة سكانية بأكثر المناطق، وأقلها وربط ذلك بمستوي التعليم. ثالثا: لابد من اشاعة ثقافة "لنكن أقل عددا وأسعد حالا" بهذه الطريقة نصل إلي مستويات معقولة في الانجاب. رابعا: لابد لك من جلسات في القري والنجوع مع ائمة المساجد والمناقشة الهادئة لتفنيد كل قناعات الناس في الريف حول الانجاب خاصة انها قناعات لها بعد ديني والدين "وتر" مهم في حياة الناس خاصة في ريف مصر. خامسا: لابد من البحث عن صيغ جديدة في الإعلام للترويج الذكي غير المباشر لانتشار ثقافة "2 من الاطفال" وربط ذلك بخطط الدولة وحياة الفرد ان هذه "الصيغة الإعلامية" تحتاج إلي ابداع واسلوب مختلف وغير تقليدي حتي يتحقق المراد. السيدة السفيرة: لابد من معاونة اجهزة الدولة لك، فالعمل في وزارة للأسرة يحتاج إلي مساندة من الدولة وأيضا من المجتمع المدني ولك احترامي.