«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير محمد بسيونى وذكريات الحرب والسلام: أسرار تقديم موعد العبور
نشر في أكتوبر يوم 03 - 10 - 2010

إذا كانت الدول تفتخر بأبنائها النابغين، وتمنحهم جوائز التفوق تقديرا لأعمالهم فإن الدبلوماسى القدير محمد بسيونى سفير مصر السابق فى إسرائيل، وثعلب المخابرات المصرية قد حصل على أرفع الأوسمة والنياشين لتميزه فى مجالات العسكرية والدبلوماسية وفن المناورة الميدانية، وشهد بكفاءته الأعداء قبل الأصدقاء، وسجلت سيرته الموسوعات العسكرية والدوائر المعرفية العالمية.
فتح السفير بسيونى خزانة أسراره ل «أكتوبر»، ولم يبخل علينا بشىء، مؤكدا أن «أكتوبر» مجلة عريقة ولها مكانة خاصة فى قلبه لارتباطها بشهر النصر العظيم.
شارك السفير بسيونى فى كل الحروب التى خاضتها مصر مع إسرائيل ويتذكر أنه فى 1956 أغارت طائرات العدو على مبنى الكلية الحربية واستشهد العديد من الزملاء واضطر مدير الكلية آنذاك لنقل الطلبة إلى أسيوط وتأدية الامتحان على الأرض بعد توزيع قطع خشب «بلا نشيتا» للكتابة عليها.
وكشف السفير بسيونى عن سر - ربما يذاع لأول مرة - أن شارون نجا من الموت بإعجوبة عندما دمر له الضابط محمد بسيونى رئيس عمليات الكتيبة 32 مشاة 3 دبابات فى القسيمة، فولى هاربا إلى «الحَسنّة» ثم إلى الحدود.
كما كشف عن سر آخر وهو أنه فى أول أيام حرب أكتوبر كان موجوداً فى مقر القيادة العسكرية السورية فى دمشق بتكليف خاص من القيادة العامة للتنسيق بين الجيشين المصرى والسورى.
وأشاد السفير بسيونى بالجهد الكبير الذى بذله الفريق محمد فوزى القائد العام للقوات المسلحة فى حرب الاستنزاف وبناء حائط الصواريخ الذى وصفته جولدا مائير بالغابة وقال عنه موشيه ديان: إنه بذرة الشر لهذه الحرب اللعينة.
كما لم يخف الدبلوماسى القدير إعجابه بالمشير أحمد إسماعيل، والمشير الجمسى وقائد سلاح الطيران فريق طيار محمد حسنى مبارك صاحب الضربة الجوية الأولى والتى أفقدت العدو توازنه بشهادة خبراء العسكرية فى العالم وكانت مفتاح النصر لمصر فى حرب أكتوبر المجيدة.
هذا بالإضافة إلى رأيه فى رؤساء وزراء إسرائيل، وحكاية 3 رؤساء أمريكيين نجحوا فى الضغط على إسرائيل ورأيه فى المفاوضات المباشرة القائمة حاليا وخطأ قرار تهجير اليهود من الدول العربية ورغبة إسرائيل فى السلام وتجميد الاستيطان.
كثير من الحقائق والتفاصيل والأسرار فى السطور التالية..
*فى البداية كل شخصية لها مفتاح، فمن أين أحصل على مفتاح شخصية السفير محمد بسيونى؟
**مفتاح شخصيتى هو الجوانب الإنسانية والدينية ناهيك عن الجوانب العسكرية والدبلوماسية والتى ساهمت بشكل أساسى فى تكوين شخصية محمد بسيونى.
*وما هى أهم المحطات فى حياتك؟
**المحطة الأولى كانت الأسرة التى تأثرت بها كثيرا، فوالدى مات- رحمه الله- وأنا ابن 6 سنوات وتكفل شقيقى الأكبر سعد زغلول بسيونى بتربيتى ورعايتى، وكان رجلا مثقفا محبا للقراءة والإطلاع، بالإضافة إلى كونة وكيل أول وزارة العدل لشئون الخبراء، أما والدتى- رحمها الله- فكانت سيدة مصرية من الطراز الأول غرست فينا حب العلم، واحترام الكبير والمواظبة على الصلاة والصيام، وكنا أسرة متماسكة مترابطة إلى أبعد الحدود.
كلية الحقوق/U/
*كيف دخلت الكلية الحربية؟
**قبل التحاقى بالكلية الحربية كنت فى كلية الحقوق، ونجحت فى السنة الأولى بتقدير عام جيد جدا.
*ولكن ما الذى غير مسارك؟
**الذى غيّر مسارى هو القدر لأن الإنسان منا لا يرفع قدما عن قدم إلاّ بإذن الله، وذلك لأننى عند ما كنت فى الفرقة الثانية بكلية الحقوق جامعة عين شمس جلس بجوارى دارس برتبة رائد فى الكلية الحربية، وأخبرنى أن الكلية تطلب دفعة من الطلبة للالتحاق بها، وقدمت أوراقى عن قناعة، واجتزت الاختبارات والامتحانات الأولية بنجاح.
ويتابع السفير بسيونى قائلا: لقد التحقت بالكلية الحربية عن قناعة وليس هربا من كلية الحقوق لأننى كنت من الأوائل الذين حصلوا على تقدير جيد جدا فى السنة الأولى.
طائرات العدو/U/
*أعتقد أن السفير محمد بسيونى لم يشارك فى حرب 56.
**كنت فى 56 طالبا فى السنة النهائية أثناء العدوان الثلاثى على مصر، وكدنا نفقد أرواحنا ونحن مازلنا طلبة، وذلك لأن الطائرات المعادية هاجمت الكلية واستشهد بعض الطلبة فانتقلنا إلى أسيوط، وكنا نؤدى الامتحان على الأرض، وكنا نكتب على قطعة خشب تشبه اللوح الذى يحمله الطفل فى كتاب القرية كنا تحلق عليها (بلا نشيتا)، وفى هذه الأثناء أيضا لم تتركنا طائرات العدو، فقد كانت تلحق فوق رؤوسنا وتغير على المدنيين والمصانع فى أسيوط، وفى نهاية العام الدراسى عام 1956 تخرجنا والتحقنا بالواحدات العسكرية مباشرة.
*وماذا بعد 56؟
**جاءت نكسة 67.
*لماذا تقول نكسة؟
**لأنها لم تكن حربا بالمعنى المتعارف عليه فى العلوم العسكرية، كما أن نتائجها لم تكن مرضية، وكانت أحداثها قاسية على القادة العسكريين الذين لم يأخذوا فرصتهم لقتال العدو بسبب بعض القرارات المتسرعة وغير المدروسة.
هروب شارون/U/
*وأين كنت فى 67؟
**كنت، وهذا ليس سرا فى الكتيبة 32 مشاه اللواء العاشر فى منطقة القسيّمة، وهى أول خط دفاعى لمصر وكان موقعها من الجانب الأيسر للواء العاشر للدفاع عن مضيق مطامر، ومن الوقائع التى لا تنسى أن أريئيل شارون قاد لواء مدرعا وفور الهجوم على الجانب الأيسر للقسيمة، دفع شارون بسرية استطلاع فى اتجاه الكتيبة ال 32 والتى كنت رئيس عملياتها، وقررت مواجهة شارون والتخطيط لقلته وضرب اللواء المدرع، وبالفعل نجحنا فى تدمير 3 دبابات بكامل أطقمها، وعندها هرب شارون من القسيمة للحسنة ثم الحدود ونجا من الموت بأعجوبة، ويتابع السفير بسيونى قائلا: عندما كنت سفيرا لمصر فى إسرائيل ذكّرته بهذه الواقعة، فاعترف بها ولم ينكرها.
*ولكن معالى السفير كيف استطاعت إسرائيل وهى دويلة صغيرة آنذاك احتلال أرض فى 3 دول عربية.. أين كانت الجيوش العربية آنذاك؟
**استطاعت إسرائيل وهى دويلة صغيرة احتلال أراضى 3 دول عربية لأنها كانت تخطط لشن حرب هجومية منذ العدوان الثلاثى على مصر فى 56 شغلت نفسها بالتجهيز للحرب، وشغلنا أنفسنا بأشياء أخرى، وخير مثال على ذلك حرب اليمين، كما أن القيادة السياسية أعطت إسرائيل مبررا لشن حرب هجومية فى وقت كانت القيادة السياسية والعسكرية أبعد ما تكون فيه عن الحرب.
كلمات لها معنى/U/
*تقول معاليك إننا شغلنا أنفسنا بغيرنا، وأعطينا إسرائيل مبررا لشن حرب هجومية.. وكنا أبعد ما نكون عن الحرب.. ماذا تعنى بهذه الكلمات؟
**عقب حرب 56 وضعت القوات الدولية على طول الحدود بين مصر وإسرائيل، كما وضعت قوات دولية أخرى فى شرم الشيخ لضمان مرور السفن الإسرائيلية فى مضيق تيران للتوجه من وإلى إيلات، وفجأة وبلا سابق إنذار، قامت القيادة السياسية بطلب سحب القوات الدولية من أماكنها، وإغلاق مضيق تيران فى وجه السفن الإسرائيلية، عندها أصبحت الحرب حتمية، وللأسف لم تكن القوات المصرية على استعداد كامل للقتال نظرا لوجود ثلث القوات فى اليمن، مما أثر على كفاءتها القتالية وتوقف التدريب، واستهلاك الأسلحة والمعدات وإجهاد القوات الجوية التى كانت تشارك فى حرب اليمن، ولكن فى نهاية الحرب بدأت القيادة السياسية ومعها القيادة العامة فى إعادة بناء القوات المسلحة، واستكمال التدريب، وقرر كل فرد فيها عدم الاستسلام لهذا الواقع الأليم.
بطولات لا تنسى/U/
*يؤكد كثير من المؤرخين أن حرب الاستنزاف كانت مقدمة طبيعية لحرب أكتوبر، ولولاها ما كان انتصار 73، فما صحة هذا الكلام؟
**هذا كلام فيه كثير من الصواب وهو أن حرب الاستنزاف كانت مقدمة طبيعية لحرب أكتوبر، لأن القوات المسلحة مرت بعدة مراحل منها إعادة التنظيم، ومرحلة الصمود، ومرحلة الدفاع وصولا إلى حرب الاستنزاف، حتى يمكن تنشيط الجبهة، وعدم بقاء القوات فترة طويلة فى الخنادق والإعداد لحرب 73، وفى حرب الاستنزاف حدثت عمليات بطولية كثيرة، منها عبور القوات الخاصة إلى شرق القناة، وزرع ألغام مضادة للأفراد والدبابات، ومهاجمة مواقع وتحصينات ونقاط عسكرية قوية وكان أهم شىء فى حرب الاستنزاف هو استكمال حائط الصواريخ لتقريب الصواريخ لمسافة 15 كيلو مترا من قناة السويس.
*هل صحيح أن حائط الصواريخ الذى بنته السواعد المصرية كان بمثابة غابة على حد وصف جولدا مائير رئيس وزراء إسرائيل وقتئذ؟
**حائط الصواريخ كان له دور أساسى وتأثير كبير فى انتصار حرب 73، وحرم طائرات العدو من الاقتراب من مدن القناة والضفة الغربية بعد أن كانت تعيث فسادا وتدميرا فى المناطق السكينة، والصناعية. وأتذكر أن جولدا مائير قالت عن هذا الحائط: إنه غابة من الصواريخ وقال عنه موشيه ديان فى 8 أكتوبر: إن بذرة الشر لهذه الحرب اللعينة، كانت استكمال مصر لبناء مثل هذا الحائط الذى لم ندمره، وكان يجب أن يقول: الذى لم نستطع تدميره.. وانتهت حرب الاستنزاف بقبول مصر مبادرة روجرز وقبول وقف إطلاق النار عام 1970.
زلزال كيبور/U/
*وماذا عن الانتصار العظيم؟
**عبرت مصر عصر النكسة الأليم إلى عصر الانتصار العظيم بالإعداد والتخطيط والتجهيز ولمعرفة أسباب نجاح هذه الحرب من وجهة نظر إسرائيل أنه بعد الهزيمة القاسية التى ألمت بالجيش الإسرائيلى الذى ادعوا فى وقت من الأوقات أنه لا يقهر، وبعد قطع الذراع الطويلة لطيران العدو وركوب الجنود البواسل خط بارليف، أقول شكلت جولدا مائير لجنة لتقصى الحقائق لمعرفة أسباب زلزال حرب كيبور برئاسة رئيس المحكمة الإسرائيلية شمعون إجرانات، وفى نهاية التحقيق سأل القاضى إجرانات إيلى زعيرا رئيس الاستخبارات العسكرية (أمان) عن سبب وقوع هذا الزلزال فقال كلمة مؤجزة: قال إن مصر كانت على أتم استعداد بينما إسرائيل لم تكن مستعدة.
*وماذا يعنى أن مصر كانت مستعدة؟
**يعنى إعداد الدولة للحرب عسكريا واقتصاديا وإعلاميا واجتماعيا ونفسيا، لذا انتصرت مصر فى الحرب، وتمكنت من تحقيق المفاجأة الاستراتيجية.
*وكيف حققت مصر المفاجأة الاستراتيجية؟
بدء الهجوم/U/
**المفاجأة الاستراتيجية أن مصر كانت مضطرة إلى دخول الحرب فى ظل تفوق إسرائيل النوعى فى الأسلحة، رغم مخالفة ذلك لنظريات القتال، والتى تحتم أن يكون حجم القوات المهاجمة 3 أضعاف القوات المدافعة ورغم تفوق العدو كان علينا بدء الهجوم.
*وماذا عن ظروف الحرب؟
**ظروف الحرب كانت فى صالح العدو لأنه أولا مدعوم من أكبر قوة فى العالم وهى الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى كونه يستند على ثانى أقوى مانع مائى فى العالم بعد قناة بنما، كما يستند على ساتر ترابى على طول الضفة الشرقية لقناة السويس بارتفاع من 12 إلى 20 مترا، بالإضافة إلى نقاط قوية بها جميع أنواع الأسلحة ومحاطة بأسلاك وألغام تحتاج إلى مهارة خاصة فى اقتحامها، ويتابع السفير بسيونى أنه كان علينا أن نهاجم العدو وهو يمتلك جهاز مخابرات قويا، وينسق بشكل كامل مع أجهزة المخابرات الغربية، وتحت هذه الظروف كان لزاما على القيادية السياسية والعسكرية تحقيق المفاجأة الاستراتيجية والتغلب على كل هذه المشاكل حتى يتحقق النصر.
موعد الحرب/U/
*أخبرنى أحد القادة الكبار أن موعد الحرب لم يكن الثانية ظهرا، ما صحة هذا الكلام؟
**هذا الكلام صحيح لأن نظريات القتال تقول إن الحرب غالبا ما تكون فى أول ضوء للنهار أو آخر ضوء، ولهذا فإن مصر كانت تود أن تبدأ الهجوم صباحا لصعوبة التحرك على هضبة الجولان مساء لوجود صخور بركانية تمنع تحرك الدبابات خارج المحاور، ولذلك كان الحل الوسط هو الساعة الثانية ظهرا.
*أين كان الضابط محمد بسيونى فى اليوم الأول للحرب؟
**أقول لك (سرا) ربما يذاع لأول مرة هو أننى كنت فى مركز القيادة الرئيسى للقوات المسلحة السورية فى دمشق، حيث كان لى الشرف أن أكون ضابط الاتصال الرئيسى بين الجيشين المصرى والسورى.
من القلب/U/
*ماذا تمثل سيناء فى وجدان الضابط بسيونى؟
**سيناء لى فيها ذكريات وذكريات، وهى قطعة من القلب، وكان أعظم يوم فى حياتى بعد نصر أكتوبر هو يوم 25 أبريل عام 1982، عندما تم تحرير كل شبر من أرض سيناء، وعودة فندق طابا ورفع العلم المصرى عاليا، ليؤكد أن العسكرية المصرية هى مدرسة تخريج الرجال، كما أن الدبلوماسية المصرية هى المرجع الرئيسى الذى تستند عليه كل الدول العربية.
*متى التحق السفير بسيونى بالعمل الدبلوماسى؟
**تدرجت فى القوات المسلحة المصرية لرتبة عميد أركان حرب وفى عام 77 انتقلت لوزارة الخارجية بدرجة وزير مفوض للعمل فى السفارة المصرية بطهران، وكانت المنطقة ساخنة وملتهبة حيث كانت ثورة الخومينى، وعودته من فرنسا إلى طهران وخروج الشاة، ودخوله مصر إلى أن سيطر الخومينى على الحكم.
أول بعثة/U/
*وماذا عن العمل فى إسرائيل؟
**عينت مع أول بعثة دبلوماسية للعمل فى إسرائيل يوم 22 فبراير عام 1980.
*معالى السفير فيما يبدو أنك عاصرت أغلب رؤساء وزراء إسرائيل فأيهم كان أقرب للسلام؟
**لقد تعاملت مع بيجن، وشامير، ورابين، وبيريز، ونتنياهو، وباراك، وشارون، وأولمرت، والحق يقال إن أقربهم للسلام كان رابين من وجهة نظره هو، فقد كانت لديه إرادة سياسية لتحقيق السلام، وأقول تحقيق السلام من وجهة نظره.
*وأيهم كان أقرب للحرب؟
**رغم أن حزب العمل هو حزب يسارى أو يسار الوسط، وحزب الليكود هو حزب يمينى متشدد، إلا أن حزب العمل خاض حروباً كثيرة، والغريب أن مناحم بيجن رئيس حزب الليكود هو الذى وقع معاهدة السلام مع مصر، وقام بالانسحاب من كل سيناء بما فيها شرم الشيخ وأزال كل المستوطنات الإسرائيلية، رغم أن بيجين صرح أكثر من مرة بأن تقطع يده، ولا يوقع على معاهدة سلام مع مصر تخلى فيها المستوطنات، كما أن موشيه ديان صرح بأن شرم الشيخ أفضل لإسرائيل من معاهدة سلام بدون شرم الشيخ، والسؤال أين شرم الشيخ الآن؟ إنها عادت كاملة للسيادة المصرية، وأصبحت مدينة السلام شاهدة على عظمة هذا الشعب، وبطولة القوات المسلحة وكفاءة رجال الدبلوماسية المصرية.
*معنى هذا أن التصريحات العنترية لا مكان لها فى عالم السياسة؟
**أنا لا تهمنى التصريحات العنترية التى تصدر من آن لآخر من الجانب الإسرائيلى، ولكن المهم هو النتائج النهائية على الأرض، وعودة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطينى وكل الأراضى العربية المحتلة فى 5 يونيو 1967 بما فيها القدس الشرقية والجولان السورى المحتل، ومزارع شبعا، وتلال كفر شوبا فى الجنوب اللبنانى.
قراءة من الداخل/U/
*سعادة السفير.. قضيت فى إسرائيل 21 عاماً كيف ترى المجتمع الإسرائيلى من الداخل؟
**من أى ناحية تقصد؟
*من ناحية التقسيم الديمغرافى؟
**من ناحية التقسيم الديمغرافى أو السكانى، فالمجتمع الإسرائيلى مجتمع فسيفسائى، أى ليس نسيجاً واحداً، وهو عالم صغير، لم ينصهر فى بوتقة واحدة بعد، فمنهم من هو مهاجر من الغرب «الاشكيناز»، ومنهم من جاء من الشرق «السفارديم»، ومن هو مولود فى إسرائيل وهم «الصبرا»، ومنهم من هو قادم من الاتحاد السوفيتى السابق، وهم المهاجرون الروس الجدد، ومنهم الفلاشا القادمون من أثيوبيا، ومنهم عرب إسرائيل وهم أصحاب الأرض الحقيقيون، وهناك خلافات بين كل هذه المكونات فى المجتمع الإسرائيلى، ولا يوحدهم سوى الشعور بعدم الأمان.
*وماذا عن التوجهات السياسية والتفرقة بين اليمين واليسار؟
**مفهوم اليمين واليسار فى الشعب الإسرائيلى يختلف تماما عن معنى اليمين واليسار فى أى دولة أخرى، لأن اليمينى واليسارى فى إسرائيل يعتمد أساساً على وجهة نظر الشخص تجاه القضية الفلسطينية والأرض، فإذا كان الشخص متشدداً حول الأرض فهو يمينى، وإذا كان متشددا جداً فهو يمينى متطرف، وإذا كان مرناً فيعتبر يسارياً اما اليمينى واليسارى فى أى دولة أخرى فيصنف على أساس عقائدى أيديولوجى.
ويضيف السفير محمد بسيونى أن التوجهات السياسية للمجتمع الإسرائيلى مثل ألوان قوس قزح من أقصى اليسار إلى وسط الخارطة إلى يمين الخارطة إلى اليمين المتشدد، وكما سبق أن ذكرت أن التوجهات السياسية للشخص يتم تصنيفها تجاه القضية الفلسطينية والأرض.
*معنى هذا أن التوجهات الدينية لا تؤثر فى المجتمع الإسرائيلى؟
**لابد أن يدرك القارئ أن 20% من المجتمع الإسرائيلى هم المتدينون فقط وينقسمون إلى (حريديم)، والحريدى هو الشخص المتمسك بالشريعة اليهودية، وإلى متدينين قوميين وهم الذين يجمعون بين الدين والقومية، أم بقية المجتمع الإسرائيلى فمنهم العلمانيون الذين لا يتمسكون بالشريعة اليهودية، بالإضافة إلى التقليديين الذين يقومون بأداء الشعائر الدينية فحسب.
*وماذا عن المهاجرين المصريين فى إسرائيل؟
**المصريون الذين هاجروا إلى إسرائيل فى الستينات يتجمعون فى منطقة (حولون) أى الرمال، والطريف أن عاداتهم وتقاليدهم لازالت عادات مصرية ولا زالوا يحتفظون بالأكلات الشعبية، ومحلات الفول الطعمية.
*هل ترى وانت دبلوماسى قدير وسفير مصر فى إسرائيل لأكثر من 21 عاماً أن قرار تهجير اليهود من البلاد العربية إلى إسرائيل كان صائباً؟
**فى تقديرى أن قرار تهجير اليهود كان خاطئاً، لأنه منح إسرائيل قوة بشرية ساهمت فى بنائها والالتحاق بالقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وقد لاحظت أثناء وجودى فى إسرائيل أن عدداً كبيراً من المصريين يتمنى العودة إلى مصر مرة أخرى والتنزه على ضفاف النيل العظيم.
الفرص الضائعة/U/
*القضية الفلسطينية عبارة عن تاريخ من الفرص الضائعة.. من المسئول عن ضياع هذه الفرص؟
**المسئول عنها أصحاب المشكلة بداية من قرار التقسيم عام 47 وحتى يوليو 2000 وأتذكر أنه عندما دعا الرئيس الأمريكى «بيل كلينتون» كلاً من «إيهود باراك» رئيس وزراء إسرائيل، وياسر عرفات «أبو عمار» إلى منتجع كامب ديفيد لوضع حل نهائى للقضية الفلسطينية، وقام الرئيس الأسبق بأخذ التليفونات النقالة حتى لا يتحدثوا فيها، وأبعد الصحفيين على بعد 30 كيلو مترا، وأغلق الأبواب عليهما، وقال لهما لن تغادرا المكان قبل أن تتوصلا إلى اتفاق.
ويضيف السفير محمد بسيونى أن هذه المباحثات كانت أول مرة يضع فيها الطرفان وجهة نظرهما بالنسبة لموضوعات الحل النهائى، وهى القدس واللاجئين والمستعمرات والحدود والمياه والترتيبات الأمنية، ومع النية الصادقة للرئيس الأمريكى بيل كلينتون إلا أنه لم ينجح فى التوصل إلى اتفاق ونجح فقط فى طرح كل طرف وجهة نظره.
وكانت الفرصة الكبرى عندما دعا الرئيس السادات إلى مؤتمر سلام فى مينا هاوس، وجاء الجانب الإسرائيلى وتم رفع علم فلسطين ولم يحضر الوفد الفلسطينى، هذا بالإضافة إلى عشرات الفرص الضائعة الأخرى والتى لا يسعنى الوقت لسردها.
قطار المفاوضات/U/
*وماذا عن قطار المفاوضات المباشرة الذى انطلق مؤخراً؟
**انطلقت المفاوضات المباشرة برعاية الرئيس أوباما ومشاركة وحضور الرئيس مبارك والملك عبد الله الثانى، ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن.
والفكرة العامة فى المفاوضات هى التوصل لاتفاق حول موضوعات الحل النهائى خلال سنة على أساس دولتين إسرائيلية وفلسطينية يعيشان جنبا إلى جنب فى أمن وسلام على حدود 67 مع إمكانية إحداث تعديلات طفيفة من كلا الجانبين بالقيمة والمثل، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين والقدس الغربية هى عاصمة لدولة إسرائيل.
والمشكلة أن هناك خلافاً فى وجهات النظر حول الموضوعات التى يتم البدء فيه، فنتنياهو يشترط اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة وأبومازن يشترط البدء بموضوع الحدود وتجميد كامل للنشاط الاستيطانى.
يهودية الدولة/U/
*وما المقصود بيهودية الدولة التى يطالب بها نتنياهو؟
**يهودية الدولة التى يطالب بها نتنياهو ليست من بنات أفكاره، حيث نادى بها قبل ذلك بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل، وكان يعنى بها عندما سئل عنها أن يكون الشعب يهودياً، مما يعنى إسقاط حق العودة فى القرار 194، وأن يكون لرئيس الوزراء الحق فى إبعاد عرب إسرائيل الموجودين بداخلها وهم حوالى المليون ونصف المليون مواطن، وأن تكون السماء والأرض يهودية، مما يعنى حرمان الفلسطينيين من أرضهم، وأن يكون المجال الجوى تحت سيطرة إسرائيل.
كما تعنى يهودية الدولة أن تكون المياه الإقليمية يهودية تحت السيطرة الإسرائيلية، بالإضافة إلى إخضاع العمالة والصناعة للإدارة الإسرائيلية.
الوقت المناسب/U/
*ولكن هل يمكن لأمريكا الضغط على إسرائيل؟
**أمريكا لا تضغط على إسرائيل إلا فى الوقت المناسب، كما أن الضغط يختلف من رئيس لآخر، فإيزنهاور مثلاً ضغط على إسرائيل سياسياً عندما أرادت البقاء فى سيناء بعد العدوان الثلاثى على مصر فى 1956، حيث أمرها أن تنسحب فوراً، لأن إيزنهاور لم يكن فى حاجة إلى أصوات اليهود للفوز بولاية ثانية، لأنه كان صاحب شعبية كاسحة، والضغط الثانى كان من ريجان عندما أمر بيجين بالانسحاب من لبنان عندما دخل شارون بيروت عام 1982، فيما ضغط جورج بوش الأب اقتصادياً عندما رفض شامير حضور مؤتمر السلام فى مدريد، عندها اتصل به مدير مكتب الرئيس الأمريكى، وأبلغه رسالة مفادها أنه إذا لم تحضر المؤتمر وتقدم خطوات ملموسة فلن تحصل على القرض الذى طلبته من الإدارة الأمريكية، وكان يتجاوز ال 10 بلايين دولار، عندها راجع شامير موقفه وكان أول الحاضرين.
أمطار أمريكا/U/
*ولكن ماذا عن الضغط الأمريكى الآن؟
**منذ فترة كانت إسرائيل تتأثر بما يحدث فى أمريكا، لدرجة أنه إذا نزلت الأمطار على أمريكا عطست إسرائيل من البرد، أما الآن فقد انقلبت الآية ولا أكون مبالغاً إذا قلت إنه إذا نزلت الأمطار على إسرائيل عطست أمريكا من البرد، وذلك لقوة تأثير اللوبى الصهيونى على صانعى القرار الأمريكى، وهناك ازدواجية للمعايير يعرفها الجميع، ونتمنى فى ظل الإدارة الأمريكية الجديدة أن تعمل الولايات المتحدة كراع محايد للمفاوضات حتى يمكن التوصل إلى اتفاق سلام يرضى الطرفين.
دعوة مبارك/U/
*فى 1981 دعا الرئيس مبارك إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، والآن تطالب جامعة الدول العربية بوضع حد للسلاح النووى فى المنطقة والسؤال متى تتحقق دعوة الرئيس مبارك؟
**الرئيس مبارك رجل حكيم يجيد قراءة المستقبل، وعندما يطالب بالتزام كل دول المنطقة بالتوقيع على معاهدة منع الانتشار النووى فإنه يعلم أن هذا فى مصلحة المنطقة، حتى لا تضطر بعض الدول إلى امتلاك هذا السلاح، ولذلك فعلى زعماء العالم والقوى الوطنية مساندة دعوة الرئيس مبارك بتوقيع إسرائيل على المعاهدة، وتفكيك مفاعلها فى ديمونة وفتحه للمفتشين الدوليين، وعلى إيران أيضاً وقف برنامجها العسكرى، إذا كان عندها برنامج، ولكن يحق لها استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية على أساس أنها وقعت على معاهدة حظر الانتشار النووى.
*وماذا عن الضغوط الخارجية؟
**يجب أن تدرك أن مصر لا تقبل الضغوط من أحد حتى ولو كانت أمريكا، لأن المساعدات الأمريكية لتحقيق مصالح مشتركة بين البلدين، وان القيادة السياسية المصرية تتعامل مع المشاكل والمواقف بما يحقق مصالحها القومية والوطنية.
القادة العظام/U/
*وما هى القيادات العسكرية التى أثرت فى شخصية السفير محمد بسيونى؟
**تأثرت بالفريق محمد فوزى القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية فى حرب الاستنزاف، كان مديراً للكلية الحربية عندما كنت مدرساً فيها، وقد عملت فى مكتبه سنوات طويلة، وقد ساهم الفريق محمد فوزى فى إعادة بناء القوات المسلحة المصرية.
كما تأثرت بالمشير أحمد إسماعيل على القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية فى العبور العظيم، وهذا الرجل كان مدرسة عسكرية تمشى على الأرض، حيث الانضباط والالتزام والتخطيط والتفكير والتنفيذ والشجاعة والإقدام وحُسن التصرف فى أصعب الظروف.
أما المشير الجمسى فكان بمثابة الجنرال الذى كان يهابه العدو قبل الصديق، حيث تأثرت به فى دقة الأداء، وهو صاحب الفضل الأكبر فى التخطيط لحرب اكتوبر بصفته رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، حيث وضع الخطة للرئيس السادات، والذى عرضها بدوره على الرئيس حافظ الأسد بالقلم الرصاص وهى الوثيقة المعروفة بكشكول الجمسى.
أما الرئيس مبارك فقد تأثرت به عسكرياً وسياسياً أثناء خدمتى فى القوات المسلحة وأثناء عملى سفيراً لمصر فى إسرائيل كما اتخذته قدوة فى الصبر وسعة الصدر، والنظر إلى المستقبل وتحقيق السلام والاستقرار والإصرار على إعادة كل شبر من أرض سيناء الغالية، ولا ننسى أنه صاحب الضربة الجوية الأولى فى حرب أكتوبر والتى كانت مفتاح النصر والعبور، حيث أفقدت العدو توازنه بشهادة قادة وخبراء العالم، متعه الله بالصحة وموفور السعادة.
فى حين يعتبر السيد صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى كبير مجلس الحكماء لأنه ينصت لكل نواب المجلس، وكأنهم أشقاء له فجعل جلسات مجلس الشورى فى صالح الشعب وتحقيق الاستقرار والأمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.