نحتاج إلي وقفة للتحقيق والمحاسبة في واقعة الشركة العامة للإنتاج والخدمات الزراعية حول مسئوليتها عن انتشار الديدان بقرية كفر يعقوب بكفر الزيات، محافظة الغربية. لقد تعودنا علي المصيبة تلو المصيبة، تنفجر وينشغل الرأي العام بها، وتكتب الجرائد مانشيتات، وتتابع البرامج التليفزيونية الأحداث، ثم تنزل المصيبة الموالية، فننشغل بها، وتلهينا عن الأولي. ولا نتعلم، من أي منها شيئا، بل ولا نعلم حتي إلي ماذا آلت التحقيقات، وهل تم وضع حد للإهمال، أو التقصير، وهل أخذ المهملون والمقصرون جزاءهم، فبدون المحاسبة لن نقضي علي ظاهرة تكرار المصائب. ورغم مرور نحو 3 أسابيع علي هجوم الدود علي قرية كفر سعد، لم أقرأ أو أستمع إلي أنه تم التحقيق وانتهي إلي نتائج محددة. وتعليقاً علي هذه الواقعة قال محافظ الغربية عبد الحميد الشناوي في البرنامج التليفزيوني "البيت بيتك" بالحرف: "استدعينا المسئول عن الشركة ونبهنا عليه.. لأنه حصل إهمال للأرض ونقص في المقاومة".. وهذا يعني أن لدي المحافظ والمسئولين المحليين قناعة بمسئولية الشركة عما حدث، فالإهمال في أرض الشركة وقلة المقاومة للآفات أدت إلي ظهور الديدان، وانتشارها في الأرض، ومن ثم في الأراضي المجاورة، وامتدت بعد ذلك إلي البيوت، وهددت صحة المواطنين. لكن موقف المحافظ كان يمثل واحدة فقط من وجهتي النظر في الموضوع، حيث خرج مسئول الشركة العامة للإنتاج والخدمات الزراعية، التابعة للشركة القابضة للتشييد بوزارة الاستثمار، ويدعي محمود أبو هدب ليدافع عن نفسه ضد الاتهامات الموجهة إليه بالإهمال والتقصير، وقال علي صفحات مجلة روزاليوسف، العدد قبل الماضي إن الديدان انتشرت في زراعات البرسيم والبطاطس، التي يقوم الفلاحون في القرية بزراعتها، وأدت إلي توالد الديدان بتلك الكثرة، واتجاهها إلي مزارع الموز لتستظل بأوراقها السميكة من حرارة الجو الشديدة، ثم انتقلت بعد ذلك إلي المنازل.. ودافع أبو هدب عن أداء الشركة التي ذكر انها باعت محصولاً بنحو 3.1 مليون جنيه، وهذا في رأيه أكبر دليل علي نجاح الإدارة.. وليس علي فشلها علي حد تعبيره. وتتابعت ردود الفعل في هذه القضية، ليخرج بدوره المهندس أحمد الجاعودي وكيل أول وزارة الزراعة بالغربية، نافيا تماما مسئولية الوزارة والمزارعين عن "هجمة الدود" علي سكان القرية، وأوضح أنه لم يخرج من مزارع البرسيم، وأنه لا توجد مزارع مجاورة للبرسيم، ولكنها جاءت من الحشائش التي أهملتها الشركة العامة للإنتاج والخدمات الزراعية في مزارع الموز الخاصة بها. والقصة لها ذيول أخري، فالكلام الذي يردده الأهالي، ووصل إلي ردهات مجلس الشعب يتعلق باتهامات تدور حول وجود "صفقة" بين رئيس الشركة ونائب في مجلس الشعب، تقضي بتبوير الأرض حتي يتم التخلص منها ببيعها.. وهنا تفوح رائحة أخري كريهة في هذه القضية. ووسط كل هذه الاتهامات المتبادلة، تختفي الحقيقة وتتوه، وهناك من لهم مصلحة في طمس معالم هذا الملف. لكن الرأي العام من حقه أن يعرف الحقيقة كاملة، فأين الحقيقة يا دكتور محمود.. إننا لا نستطيع أن نستنجد بغيرك، فأنت المعروف بالنزاهة ونظافة اليد، والموضوعية، والناس، حتي الذين يختلفون معك في الرأي، يثقون في قدراتك علي إجراء تحقيق محايد يسعي إلي كشف كل الأوراق وتحديد المسئولية، والتحرك لمحاسبة المخطئ. إن المصائب المتكررة التي تنزل علي رؤوسنا، وما أكثرها، لا يمكن أن نضع حداً لها بدون محاسبة حقيقية للمهملين، والمتكسبين، والانتهازيين، والذين احترفوا التربح علي حساب المصلحة العامة. نريد أن نعرف من وراء هجوم الديدان يا دكتور محمود؟ ** دعاء الوالدين: البلد تسير بدعاء الوالدين.. لذلك "يحضر" لنا ذلك الدعاء في كل مرة، الخوف كل الخوف أن ينفع الدعاء في مرة، وثانية، وثالثة.. ولكن في العاشرة بعد المائة لا يجدي، لأنه يكون قد حان الإصلاح الجذري، واستفحل الإهمال، وتراكم فأتي علي الأخضر واليابس.. متي نقول كفي "للسبهللة"! ** إسراء سيد البابلي إسراء ابنة الزميل العزيز سيد البابلي.. ألف مبروك علي النجاح في الثانوية العامة بذلك التقدير المرتفع. إسراء نجحت بتفوق ونجحت معها أسرة بكاملها، وأعطت القدوة والأمل لآلاف العائلات التي ابتليت بطفل مصاب بمرض، فكافحت وثابرت، بنفس راضية علي ابتلاء الله. إسراء أعطت درسا لكل من يعتبر: إذا أصبت بمرض، انظر إلي من حولك، انظر إلي من هو أشد منك مرضاً وأقسي منك مصيبة.. "وبشر الصابرين" قرآن كريم فإلي كل من لديه إعاقة، أقول له ما قاله ابن عباس، في آخر عمره عندما أصيب بالعمي فأخذ يحمد الله، فقالوا له: علام تحمد الله فأجاب: الذي أبقي لساني ذاكراً، وقلبي مفكرا، وعقلي معتبرا، الحمد لله الذي أبقي هذا، ذهب البصر، وبقي غيره. إسراء: تستحقين أن يقول لك الشعب المصري كله: نحن فخورون بك.. فإلي الأمام دائما.. سنزورك قريباً لإصلاح أسناننا وأنت طبيبة، تملئين الدنيا نجاحاً وتألقاً!