ينتظر العالم مواجهة حادة تقترب من درجة الصراع بين من يملكون الطاقة ومن يملكون الغذاء.. والغريب ان هذه المواجهة كانت تدور في صمت طوال السنوات الماضية امام ارتفاع اسعار البترول.. كانت الدول الغربية المستهلكة للطاقة تحاول تعويض خسائرها في البترول برفع أسعار منتجاتها الصناعية من الاسلحة والطائرات والخدمات والتكنولوجيا الحديثة ولكن ارتفاع اسعار البترول أصبح عبئا علي انتاجها الصناعي نفسه.. بل انه اقترب من الخدمات مثل الطيران والسكك الحديدية والسفن وكلها تعمل بالبترول.. ولم يعد امام هذه الدول غير ان تستخدم اوراقها في لعبة الصراع..اذا كان البترول قد ارتفع فإن الوقود الحيوي يمكن ان يعوض هذه الدول عن استخدام البترول وهو افضل للبيئة ولا يحتاج الي تكاليف شحن اونقل وقبل هذا كله فإنه متوافر في هذه الدول ولا يمكن ان يتحول الي اوراق ضغط عليها بأي صورة من الصور.. ولا احد يعرف ما هو مستقبل هذا الصراع خاصة ان معظم دول العالم لا تملك البترول ولا تملك الغذاء وهذه الدول سوف تحاول ان تستفيد من كل الاطراف انها تريد البترول ممن يملكونه وتريد الغذاء ممن يقدمونه ولا يعنيها شيء في هذا الصراع غير ان تحصل علي احتياجاتها.. ولنا ان نتصور لعبة الصراع بين الطاقة والغذاء بين من ينتجون البترول ومن ينتجون القمح.. واذا كانت دول البترول ترفع اسعارها فلماذا لا يفعل ذلك منتجو القمح واذا كانت هناك مؤسسة دولية اسمها "الاوبك" تحكم سياسة انتاج البترول وأسعاره فإن مجلس القمح العالمي يستطيع ان يقوم بنفس المهمة لصالح الدول التي تنتج القمح.. وهنا يجب ان تستوعب الدول التي فرطت في انتاجها من الغذاء هذا الدرس..لان القمح قد لا يصل الي الآخرين امام لعبة الصراع واذا كان هناك من يلعب بأسعار البترول فسوف نجد من يحاول الضغط بالغذاء وعلي الدول ان تسعي للاكتفاء بإنتاجها حتي لا يصبح الصراع بين رغيف الخبز والبنزين هو المستقبل المظلم لعالم لا يريد الاستقرار.