لا أحد يعرف إلي أين تمضي أسعار البترول في الاسواق العالمية لم يكن أحد يتصور أن يصل سعر البرميل إلي 75 دولارا بعد أن كان في يوم من الأيام 2 دولار فقط ثم صعد إلي 40 دولارا وهبط مرة أخري إلي 9 دولارات وبدأت رحلة الصعود الأخيرة واستطاع البترول أن يحقق زيادة تجاوزت نسبة 100% في سنوات قليلة.. والآن وقف العالم يتساءل متي تتوقف هوجة الاسعار وهل يصل فعلا إلي مائة دولار للبرميل وإذا وصل إلي هذا الرقم فمتي تتوقف رحلة الصعود.. ان احتياطي العالم من البترول معروف والزيادة في الإنتاج محدودة وليس أمام العالم غير أن يعتمد علي هذا الوقود السحري بعد أن فشلت كل التجارب الأخري وعلي العالم أن ينتظر حتي ظهور معجزة أخري تسقط البترول عن عرشه وحتي هذه الأمنية بعيدة المنال في الظروف الحالية علي الأقل. ان العالم غير قادر علي الوصول إلي بديل والاسعار لا تتوقف بينما الإنتاج يتراجع والاحتياطيات لا تدعو للأمل أو الاطمئنان ومن هنا تشتعل المواجهات حول مناطق البترول وإذا نظرنا إلي أخطر المشاكل العالمية الآن سوف نكتشف أن البترول يقف وراء معظم هذه المشكلات.. ان الشرق الأوسط لا يحتل أهميته علي خريطة العالم إلا بسبب البترول وفي اليوم الذي يكتشف فيه العالم بديلا للبترول سوف تتراجع أهمية الشرق الأوسط في كل شيء هل كان من الممكن أن تفكر أمريكا في احتلال العراق إذا لم يكن فيها بترول.. هل كان من الممكن أن تكون هناك مواجهة بين إيران وأمريكا لولا البترول أو أن تنتشر الاساطيل في المياه العربية لولا البترول.. أن معظم الصراعات العالمية الآن سببها البترول ابتداء بإقامة دولة إسرائيل في قلب العالم العربي وانتهاء بالخلافات بين الادارة الأمريكية ومعظم الدول المنتجة للبترول مثل إيران وفنزويلا وروسيا.. وسوف تبقي قضية البترول والبحث عن بديل للطاقة هي أخطر وأهم قضايا هذا العصر لأنها تتحكم في مستقبل ومصير الحضارة المعاصرة سياسيا واقتصاديا وإنسانيا.. فهل تنتهي حقبة البترول ويدخل العالم حقبة أخري أكثر استقرارا.. لا أحد يملك الاجابة.