تخطت اسعار البترول العالمية الاسبوع الماضي مستوي ال60 دولارا مستجيبة بذلك لتحركات اوبك الاخيرة بخفض الانتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا وهو ما اثار المخاوف من نقص المعروض في الاسواق ولا سيما مع دخول فصل الشتاء وان كانت المخاوف التي اثارتها القاعدة بتهديدها بضرب مرفأ رأس التنورة السعودي وهو أكبر مرفأ لتصدير البترول في العالم قد كان لها دور كبير في الاتجاه الصعودي للاسعار الي ما فوق مستوي ال 65 دولارا للبرميل خلال الايام القليلة القادمة. علي الجانب الاخر كشفت اخر التقارير الصادرة عن شركات البترول الامريكية عن تحقيق تلك الشركات ارباح طائلة خلال الموجة الاخيرة من ارتفاع الاسعار والتي تجاوز فيها سعر برميل النفط مستوي 78 دولارا. ومع نهاية تعاملات الاسبوع الماضي صعد الخام الامريكي الخفيف في بورصة نايمكس بنيويورك الي 60.75 دولار للبرميل. وفي بورصة البترول الدولية بلندن ارتفع خام القياس الاوروبي مزيج برنت الي 61.08 دولار. وهو ما يشير الي استمرار موجة الارتفاعات في اعقاب تخفيض اوبك لانتاجها بنحو 1.2 مليون برميل مع اشارات الي خفض اخر في الانتاج خلال اجتماعها في العاصمة النيجيرية ابوجا منتصف الشهر القادم وبذلك تكون اوبك قد نجحت في وقف نزيف الاسعار الاخير والذي فقد علي اثره برميل البترول نحو 25% من قيمته بعد تراجعه من مستوي 78 دولارا للبرميل الي نحو 56 دولارا قبل اسبوعين. أرباح بالمليارات من ناحية اخري اعلنت الشركات البترولية الامريكية مرة جديدة عن ارباح طائلة مثيرة بذلك غضب المعارضة الديموقراطية قبيل انتخابات منتصف الولاية في السابع من نوفمبر. فعلي سبيل المثال، تخطت ارباح الشركة البترولية الامريكية الاولي "اكسون موبيل" في الفصل الثالث ارباح جميع الشركات الامريكية الكبري الرائدة في مجالها، كان في القطاع المصرفي او التكنولوجي او الغذائي. وقد بلغت ارباح هذه المجموعة 10.49 مليار دولار، اي ما يعادل 114 مليونا يوميا، مع رقم اعمال قدره 99.6 مليار دولار. وعلي فترة سنة، ازدادت هذه الارباح بنسبة 26% بفضل ارتفاع اسعار البترول خلال الصيف، حين وصل سعر برميل الذهب الاسود الي مستويات قياسية، متخطيا 78 دولارا قبل ان يتراجع الي ستين دولارا حاليا. والعشرة مليارات دولار التي ربحتها اكسون موبيل بين يوليو وسبتمبر، تتخطي مجموع ارباح كل من المجموعة المصرفية الاوليسيتي جروب 5.5 مليار دولار وشركة "جوجل" للانترنت (773 مليونا) وكوكا كولا (1.5 مليار). اما ثاني شركة نفطية امريكية شيفرون، فقد بلغت ارباحها في هذا الفصل خمسة مليارات دولار (40% زيادة)، فيما حصدت الشركة الثالثة "كونوكو فيليبس" 3.87 مليار دولار. ارتياح وول ستريت وتثير هذه الارقام ارتياح وول ستريت والمساهمين في تلك الشركات لكنها تثير غضب المعارضة الديموقراطية التي تنتقد الامتيازات الضريبية التي تمنح للشركات البترولية في الوقت الذي وصلت فيه الاسعار في محطات الوقود الي معدلات لم تشهد الولاياتالمتحدة مثلها من قبل لكن المسئولين في الشركات يفضلون الحديث عن أسباب اخري لتبرير الارباح القياسية. فرئيس مجلس ادارة اكسون موبيل يعزو ذلك مثلا الي سياسة تسويقية افضل وقطاع كيميائي اكثر مردودية، في حين يشير رئيس مجلس ادارة "شيفرون" الي زيادة مردودية المصافي النفطية. ويري جون كيري المرشح الديموقراطي الذي خسر في الانتخابات الرئاسية عام 2004 ان الارباح التي تحققت في هذا الفصل وحده ناجمة عن الامتيازات التي حصلت عليها الشركات الكبري بعد ان ساهمت مباشرة في وضع قانون الطاقة واستفادت من البرامج التي تم تمويلها من المال العام وحصلت علي حق استغلال موارد الدولة لغايات تجارية.