لا تزال أسعار البترول متذبذبه ما بين الصعود والهبوط منذ مطلع الأسبوع الماضي حيث تراجعت الاسعار دون ال 61 دولارا خلال تعاملات أمس وسط توقعات بوفرة المخزون الاحتياطي الأمريكي بعد ان ارتفعت إثر اعلان دولتي فنزويلا ونيجيريا أحد أعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) بخفض انتاجهما لتقليص الامدادات الوفيرة ووقف سلسلة التراجع الحاد في الأسعار مما زاد المخاوف من ان تتخذ باقي أعضاء منظمة الأوبك نفس الخطوة. وفي نيويورك هبط سعر النفط الخام الأمريكي الخفيف أمس الأول بمقدار 16 سنت ليصل الي 60.87 دولار للبرميل بينما انخفض نهاية تعاملات الاثنين بمعدل 1.88 دولاراً للبرميل ليستقر سعره عند 61.03 دولاراً. وفي لندن تراجع سعر مزيج الخام برنت 54 سنتا ليصل الي 59.91 دولار للبرميل بينما سجل في إغلاق الجلسة السابقة 60.45 دولار للبرميل. أما فيما يتعلق بأسعار المشتقات الأخري .. فقد انخفضت أسعار وقود التدفئة بمقدار 0.23 سنتا ليصل سعر الجالون الواحد إلي 1.6995 في حين انخفضت أسعار البنزين بصورة هامشية ليصل سعر الجالون إلي 1.5085 دولاراً. وانخفضت أسعار الغاز الطبيعي 11.1 سنتاً ليستقر عند 5.532 دولاراً لكل ألف قدم مكعب. كما تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس وسط توقعات ان تظهر بيانات وزارة الطاقة الأمريكية وفرة مخزونات المقطرات التي وصلت الي اعلي مستويات لها في سبعة اعوام وبذلك هدأت المخاوف من إمدادات البترول الخام حيث أن السوق متشبع وقادر علي تلبية الطلب العالمي. وكانت اسعار النفط قد ارتفعت متخطية حاجز ال 63 دولار بداية تعاملات الأسبوع الحالي إثر اعلان دولتي نيجيريا وفنزويلا بخفض انتاجهما في محاولة منهما لوقف مسلسل التراجع الحاد في أسعار النفط .. وكانت نيجيريا قد أعلنت خفض صادارتها ب 5% وهو خفض روتيني موسمي لها حيث قامت بالفعل بتقليل إنتاجها اليومي 115 ألف برميل يومياً فينما أعلنت دولة فنزويلا خفض انتاجها البالغ 2.5 مليون برميل يوميا حوالي 50 الف برميل يوميا. وعلي نفس الصعيد أكدت دولة إيران - رابع اكبر دولة مصدرة للنفط - والتي تتخذ موقفا متشددا عادة بشأن الاسعار تدعيمها لمساعي اوبك لإعادة اسعار البترول الخام لمستويات "مقبولة" بينما لم يصدر عن السعودية والكويت - أكبر الدول المنتجة للنفط في الخليج - اي مؤشر ينم عن خفض انتاجهما. وكانت قد اكدت منظمة الأوبك - التي تستخرج 40% تقريبا من النفط العالمي - الشهر الماضي انها ستبقي إنتاجها من النفط الخام عند مستوياتها الحالية التي تقارب 28 مليون برميل يوميا معترفة أن الإمدادات أكثر من كافية في الوقت الحالي لتلبية الطلب العالمي. وجدير بالاشارة الي أن الفترة الماضية شهدت أسعار البترول ارتفاعا عند أعلي مستوي له مسجلا 78 دولار للبرميل تقريبا بسبب المخاوف من الملف النووي الإيراني والصراع اللبناني الاسرائيلي بالاضافة الي موسم الأعاصير في خليج المكسيك ووفرة المخزون الأمريكي والتباطؤ غير المتوقع لنمو اقتصاد الولاياتالمتحدة. الا إن الاسعار عاودت التراجع إلي أدني مستوي له خلال ستة أشهر نتيجة تراجع الطلب بعد انتهاء موسم الصيف والسفر والهدوء النسبي علي الساحة اللبنانية وحالة الترقب بشأن تطورات أزمة الملف النووي الإيراني.