تخلت اسعار البترول العالمية هذا الاسبوع عن مستوي ال60 دولارا للبرميل اثر تراجعها امس الاول الي ما دون مستوي 59 دولار للبرميل علي الرغم من التزام دول اوبك باجراء الخفض المتفق عليه في اجتماعهم الاخير، الا ان يبدو ان الخفض غير كاف للحفاظ علي مستوي ال60 دولار للبرميل وهو ما قاد بعض اعضاء اوبك المطالبة باجراء خفض اخر للانتاج في اقرب وقت ممكن لوقف تراجع الاسعار. ففي نيويورك هبطت اسعار البترول العالمية امس الاول نحو 2% الي ما دون 59 دولارا للبرميل اذ اختلف اعضاء اوبك بشأن ما اذا كان الاتفاق الذي ابرمته المنظمة في الاونة الاخيرة لخفض انتاجها كافيا لتحقيق استقرار الاسواق. وهبط سعر النفط الخام الامريكي الخفيف 1.09 دولار او 1.8 % الي 58.93 دولار للبرميل. وفي بورصة البترول الدولية بلندن هبط سعر عقود مزيج النفط الخام برنت 1.27 دولار الي 58.48 دولار للبرميل. وجاء تراجع الاسعار بعد ان قال وزير النفط الكويتي علي الجراح الصباح ان تحرك أوبك لخفض 1.2 مليون برميل يوميا من انتاج النفط جلب التوازن الي السوق. وقال توم بنتز من مؤسسة بي.ان.بي باريبا لعقود السلع الاجلة ان الكويتيين يناقضون تصريحات السعوديين قائلين انهم يرون ان السوق اكثر توازنا. وكانت الاسعار قد ارتفعت بعد ان قال وزير النفط السعودي علي النعيمي ان منظمة اوبك سوف تتخذ اجراءات حينما تجتمع في 14 من ديسمبر اذا استمر اختلال اسواق النفط العالمية. واشار النعيمي الي ان مخزونات النفط العالمية "مرتفعة جدا". وقال سماسرة ان هذه الانباء تبقي الاسعار في نطاق بين 59 و60 دولارا. وفي ترديد لصدي تصريحات النعيمي قال وزير الطاقة القطري عبد الله بن حمد العطية ان المعروض النفطي في الاسواق العالمية مازال يفوق الطلب وان منظمة أوبك قد تحتاج لخفض الانتاج مرة أخري عندما تعقد اجتماعها التالي في ديسمبر. وقال العطية انه اذا ظلت السوق غير متوازنة فان وزراء أوبك سيقررون خفضا اخر في الانتاج. لكنه شدد علي أنه لا يمكنه توقع حجم الخفض الان لان السوق غير متوازنة. وقال وزير النفط الايراني كاظم وزيري هامانه انه اذا استقرت الاسعار فلن يستدعي الامر خفضا جديدا في الانتاج. وردا علي سؤال هل يتعين علي أوبك خفض الانتاج في الاجتماع الذي تعقده في نيجيريا في ديسمبر قال الوزير "هذا يتوقف علي أثر الخفض الحالي علي أسعار النفط. فاذا أثر علي الاسعار واستقرت الاسعار فستكون أي تخفيضات اضافية بلا معني. واذا لم يحدث ذلك فسوف نبت في الامر في أبوجا." من ناحية اخري قال مصدر سعودي ان المملكة ستنفذ بالكامل حصتها في خفض انتاج البترول المتفق عليه في منظمة أوبك ورفض تقريرا لوكالة حكومية امريكية قال ان التخفيضات لن تصل الي المستوي الذي تعهدت به السعودية. وبمقتضي اتفاق أوبك علي خفض الامدادات النفطية بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا قالت السعودية انها ستخفض انتاجها بمقدار 380 ألف برميل في اليو، اذ وقالت ادارة معلومات الطاقة الامريكية انها تتوقع أن تخفض السعودية انتاجها بمقدار 350 ألف برميل يوميا فقط في نوفمبر. وقالت الادارة التابعة لوزارة الطاقة الامريكية في احدث تقرير شهري لها عن سوق الطاقة ان هذا الخفض من اصل الخفض الذي وعدت بها وقدره 380 الف برميل يوميا وان تفي ايران بخفض 50 الف برميل يوميا مما وعدت به وقدره 176 الف برميل يوميا والا تفي فنزويلا بشيء من الخفض الذي تعهدت به وقدره 138 الف برميل يوميا. الا ان وزير الطاقة الفنزويلي رفايل راميريز قال ان حكومته تؤيد موقف السعودية في أنه من المرجح ان تضطر اوبك الي احداث خفض اخر في انتاجها النفطي في ديسمبر لدعم الاسعار. واضاف راميريز ان فنزويلا تعتقد ان السعر العادل للنفط لا يقل عن 60 دولارا للبرميل وأن خفض الامدادات الذي بدأته المنظمة في الاول من الشهر الحالي بدأ في التأثير علي الاسعار في الاسواق الدولية. وقال ان اي تخفيضات في المستقبل في انتاج فنزويلا النفطي ستكون من حقول الخامات الثقيلة في حزام اورينوكو مثلما حدث في أحدث التخفيضات. ومن جانبه قال كلود ماندل المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية ان الوكالة تري أن سعر النفط المعتدل أقل من 60 دولارا للبرميل. وقالت الوكالة في تقريرها السنوي عن توقعات الطاقة العالمية الذي صدر في وقت سابق امس الاول ان المستهلكين يواجهون استمرار ارتفاع أسعار النفط في العقود التالية لان الاستثمارات لا تجاري نمو الطلب