عادت اجواء الازمة النووية الايرانية الاسبوع الماضي لتلقي بظلالها علي اسواق البترول العالمية اذ ادي تصاعد الحرب الكلامية بين ايرانوالولاياتالمتحدة بالاضافة الي اتجاه نيجيريا احدي اعضاء اوبك تقليص صادراتها الي ملامست اسعار البترول مستوي 60 دولارا هذا الاسبوع اذ تسيطر علي السوق حالة من الحذر خاصة مع مرور ذكري الثورة الاسلامية في ايران حيث يمكن أن تتصاعد حرب التصريحات بين ايران العضوة بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) والولاياتالمتحدة بخصوص برنامج طهران النووي وهو ما قد يعود بالاسعار مرة اخري الي مستوياتها فوق 70 دولارا للبرميل. ورغم هذا الارتفاع الا ان المخاوف لدي المنتجين لاتزال قائمة فالارتفاع الاخير كان محركه الاساسي سؤ حالة الطقس في الشمال الامريكي وليس خفض اوبك لانتاجها بداية من الشهر الجاري فهناك ثمة تخوف من روجع الاسعار للانخفاض مرة اخري خاصة مع زوال الطقس السيئ بمرور الاسابيع القليلة القادمة. تساؤل هام ... ويقود ذلك الي تساؤل هام هل تعود اسعار النفط للتراجع مرة اخري والي اي مدي سوف تتراجع فخلال شهر يناير الماضي وخاصة خلال الاسبوعين الاول والثاني فقدت اسعار الكثير من مكاسبها حيث انخفض سعر برميل النفط من معدل ال 63 دولاراً في بداية الشهر الجاري، ليصل إلي 52 دولاراً (سعر نفط بحر الشمال)، وبنسبة 17% في غضون اسبوعين ما لبث وان عوض هذا الانخفاض في الاسبوعين الاخيرين مقتربا من مستوي 60 دولارا للبرميل الا ان تحليل واقع السوق يشير الي عدم وجود أي مؤشر إيجابي لعودة أسعار النفط إلي معدلاتها الماضية، فوق سقف ال 70 دولاراً للبرميل الواحد. برودة الطقس ... فلولا خفض درجات الحرارة والبرد الشديد في الولاياتالمتحدة، لانخفضت أسعار النفط إلي اقل من 50 دولاراً للبرميل الواحد. وفي الوقت نفسه، تحركت الدول المنتجة، خصوصاً دول منظمة "أوبك" للحد من تراجع الأسعار، عبر خفض سقف الإنتاج علي مرحلتين، وبمقدار 1.7 مليون برميل يومياً، الا ان الأسواق النفطية لم تعد تُقيم أي اعتبار لقرارات المنظمة خفض إنتاجها من النفط، بسبب عدم التزام بعض أعضائها بحصص الإنتاج وسقفه. وما يزال انتاج منظمة "أوبك" دون المعدل المطلوب، بمقدار 110 آلاف برميل يومياً. ولم تعد الأسواق النفطية تحسب حساب الخفض الأخير بمعدل 500 ألف برميل يومياً ابتداء من فبراير 2007 الجاري. عدم التزام اوبك .... وهكذا، ساعد عدم التزام حوالي 30% من أعضاء المنظمة حصص الإنتاج وسقفه، والطقس المعتدل، في معظم دول العالم، بشكل مباشر في انخفاض أسعار النفط بحدة، كما ساعد في ذلك وجود كميات كبيرة من النفط الخام والمنتجات النفطية المكررة في أسواق الدول المستهلكة، واستمرار ضخ كميات كبيرة من نفط "أوبك" ومن خارجها. كل ذلك أدي إلي انخفاض أسعار النفط الي ما دون ال 50 دولاراً للبرميل. وهو الرقم الذي يحاول المضاربون في الأسواق النفطية كسره للوصول إلي معدل 45 دولاراً للبرميل. وهو رقم مخيف للدول المنتجة للنفط، إذ انه سيكون من الصعب الوصول إلي أرقام أعلي حتي نهاية سبتمبر المقبل. فضعف الأسواق النفطية، والمخزون التجاري الكبير، وضعف الطلب العالمي في الفترة المقبلة، كلها عوامل ستشجع المضاربين علي خفض أسعار النفط إلي مستويات أدني، أي دون ال 50 دولاراً للبرميل، والمحافظة علي هذا السعر أطول فترة ممكنة. تحرك اوبك ... بالطبع لن تقف الدول النفطية مكتوفة الأيدي، خصوصاً انها عاشت فترة ضعف الأسعار، عند معدلات ال 10 دولارات للبرميل الواحد، والآثار السلبية لهذه المعدلات علي اقتصادات دولهم. لذا ستتخذ مواقف صارمة في وجه تنفيذ قرارات الخفض والالتزام بحصص الإنتاج وسقفه. والمطلوب هو عودة "أوبك" إلي المعدل الحقيقي للإنتاج عند سقف 26.300 مليون برميل يومياً ابتداء من الشهر الجاري الوقت حرج ولكن في الإمكان تدارك الأمر، عبر التزام الجميع بحصص الإنتاج، وإلا فان الضرر سيعم الجميع.