أنهت أسعار البترول العالمية الأسبوع الماضي قرب مستوي ال70 دولارا للبرميل بعد ان فشلت العديد من العوامل حول استقرار الإمدادات وتوقعات بانحسار الطلب العالمي والزيادة الكبيرة في المخزونات الأمريكية من البنزين، في الوقت الذي أطلق فيه الرئيس الإيراني احمدي نجاد علي المقترحات المقدمة من الدول الكبري بشأن برنامجها النووي بأنها إيجابية وهو ما ترجمه البعض ببوادر لحل الأزمة الإيرانية النووية. تأرجح فمع نهاية تعاملات الأسبوع الماضي اغلق الخام الأمريكي الخفيف عند 69.90 دولار متأرجحا ما بين 70 دولارا و68.80 دولار مرتفعا قليلا عن أدني مستوي له منذ شهر وهو 68.30 دولار والذي سجله خلال تعاملات وسط الأسبوع المنقضي. وفي بورصة البترول الدولية اغلق خام مزيج برنت عند 68.82 دولار للبرميل بعد سجل خلال تعاملات الأسبوع مستوي 66.92 دولار للبرميل. ارتفع المخزونات.. وتجاهلت الأسعار الارتفاع القوي للمخزونات الامريكية من الوقود وموجات البيع التي اجتاحت أسواق السلع الأولية، فسرعان ما عوضت أسعار البترول خسائرها التي وصلت الي نحو 3 دولارات للبرميل، إذ اظهر تقرير حكومي صدر يوم الاربعاء أن مخزونات البنزين في الولاياتالمتحدة سجلت زيادة بلغت 2.8 مليون برميل الأسبوع الماضي وهو ما يعادل تقريبا ثلاثة أمثال الزيادة التي توقعها محللون وتضخم المخزونات يساعد علي انحسار المخاوف من نقص في الإمدادات مع اقتراب الطلب علي وقود السيارات في أمريكا من ذروته الصيفية. أظهرت البيانات أيضا ان مخزونات المشتقات الوسيطة زادت أيضا بشكل أكبر من المتوقع مسجلة قفزة بلغت 2.1 مليون برميل فيما كانت التوقعات تشير الي زيادة قدرها 1.6 مليون برميلِ. وهبطت مخزونات البترول الخام 900 ألف برميل فيما كان المحللون قد توقعوا انخفاضا قدره 100 ألف برميل. بوادر إيجابية.. فيما اعتبره الخبراء إشارة علي بدء انفراج الأزمة النووية الإيرانية التي مازالت تمثل ضغوطا علي الاتجاه الصعودي للأسعار، أشار الرئيس الإيراني محمد احمدي نجاد ان مجموعة الحوافز التي تهدف الي إقناع إيران بالتخلي عن برنامجها للتخصيب النووي تمثل خطوة الي الأمام. وقال الرئيس الايراني انه طلب دراسة هذا العرض بتأن وانه سيتم إعطاء رد في الوقت المناسب. وقال أيضا ان إيران لا تشعر بقلق إزاء مهاجمة اسرائيل لمنشأتها النووية. واضاف بعد محادثات مع زعماء الصين وروسيا ان البلدين متفقتن مع طهران بشأن قضايا كثيرة. تباطئ الطلب.. ومن جانبها أشارت وكالة الطاقة الدولية في تقرير لها ان الاقتصاد العالمي المزدهر يدعم نمو الطلب علي البترول لكن الأسعار المرتفعة تبطئ الاستهلاك في الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك للوقود في العالم. وقالت الوكالة ان القيود علي الإنتاج في نيجيريا والعراق قلصت الطاقة الإنتاجية الفائضة عن الحاجة لدي أوبك الي 1.9 مليون برميل يوميا فقط. وكانت اضطرابات الإمدادات سواء الحقيقية او المحتملة في سوق البترول العالمية التي يبلغ حجمها 85 مليون برميل يوميا دفعت أسعار البترول الي مستويات قياسية بالقرب من 70 دولارا للبرميل دفعت البعض لافتراض أن هذه الأسعار القياسية ستحد من نمو الطلب.وخفضت الوكالة ومقرها باريس توقعاتها لنمو الطلب العالمي علي البترول في عام 2006 بمقدار عشرة آلاف برميل يوميا الي 1.24 مليون برميل يوميا وتعتبر الولاياتالمتحدة المثال الأكثر وضوحا علي تراجع الاستهلاك. وقالت الوكالة ان المستوي المتوقع لنمو الطلب الأمريكي البالغ 0.9% لهذا العام أقل بكثير مما عادة يمكن توقعه، في ظل نمو اقتصادي من المتوقع أن يبلغ أربعة. وعلي الجانب الآخر أعلنت أوبك انها لن تدرس خفض إنتاجها من البترول إلا إذا هبطت أسعار الخام الامريكي كثيرا عن مستوي 60 دولارا للبرميل. وتشير تعليقات أعضاء أوبك الي ان أسعار البترول أمامها شوط طويل من الهبوط قبل ان تبدأ في إثارة قلق أوبك التي تضم في عضويتها 11 دولة وتضخ حوالي ثلث البترول في العالم. ويري العديد من أعضاء أوبك انه توجد وفرة في الإمدادات في أسواق البترول العالمية مما آثار احتمال ان تدرس أوبك خفض سقف الإنتاج إذا هبطت الأسعار بحلول موعد اجتماعها القادم في فيينا في سبتمبر. وتنتج أوبك البترول قرب أعلي مستوياتها في 25 عاما لكنها تقف في الغالب عاجزة عن تهدئة اسعار الخام التي قفزت حوالي 40 دولارا في ثلاثة أعوام. ويشعر بعض أعضاء أوبك بقلق من ان الأسعار المرتفعة قد تؤثر سلبا علي النمو الاقتصادي العالمي وتقلل في نهاية الأمر الطلب علي بترولهم.