بعد ان استطاعت الصمود امام عمليات البيع التي جاءت في أعقاب استمرار زيادة المخزونات الأمريكية والهدوء النسبي للازمة النووية الايرانية وتوالي التقارير التي تشير إلي توقعات بتراجع الطلب مع زيادة الاسعار، انهت اسعار البترول الأسبوع الماضي محافظة علي مستواها المرتفع قرب مستوي 72 دولارا للبرميل بارتفاع نسبته 4% خلال الاسبوع المنقضي اثر إظهار بيانات الاقتصاد الامريكي نموا بنحو 5.3% خلال الربع الأول من العام الجاري وهو اسرع نمو له منذ عامين وهو ما يعزز الطلب علي البترول هذا في الوقت الذي اتخذت فيه ايران نهجا اكثر تشددا تجاه التهديدات الامريكية، وذلك بتعليق المحادثات بشأن العراق واستعدادها لرد اي عدوان علي منشآتها النووية. 4% ارتفاعا فمع نهاية تعاملات الاسبوع الماضي ، اغلق الخام الامريكي الخفيف عند مستوي 71.37 دولار للبرميل محققا نحو 4% ارتفاعا عن الاسبوع قبل الماضي وحقق خام مزيج برنت 2.8% ارتفاعا ليغلق عند 70.33 دولار للبرميل مقابل 68.65 دولار للبرميل نهاية الاسبوع قبل الماضي، ويري المحللون ان الاسعار استطاعت بقوة العودة الي ما فوق مستوي 70 دولارا للبرميل رغم استمرار الزيادة في المخزونات الأمريكية وهو ما يعد مؤشرا علي اتجاه صعودي متوقع خلال تعاملات الاسبوع الجاري. نجاح إيراني ويدعم هذا الاتجاه الصعودي عودة أجواء التوتر للتصريحات الايرانية تجاه أمريكا، حيث صرح مونشهر متقي وزير الخارجية الإيراني ان بلاده سترد علي اي هجوم امريكي. وقال انه إذا هاجم الامريكيون ايران في اي مكان فان ايران سترد بهجوم في ذلك المكان. هذا في الوقت الذي أعلنت فيه ايران تعليق محادثاتها مع أمريكا فيما يتعلق بالوضع في العراق، وهو ما يفسر قوة الموقف الإيراني فيما يتعلق ببرنامجه النووي بعد ان استطاعت إقناع الصين وروسيا بعدم الموافقة علي اي قرار من شأنه يتيح لمجلس الأمن فرض عقوبات اقتصادية علي طهران. تعزيز الطلب وكانت الاسعار قد تلقت دعما قفزت علي إثره نحو 1.5 دولار للبرميل بعد أنباء مفادها ان الاقتصاد الامريكي قد حقق نموا نسبته 5.3 % في الربع الأول للعام مقارنة بما كان عليه قبل عام وهو اسرع نمو له منذ عامين ونصف العام الأمر الذي عزز آمال السوق في ان الطلب علي الخام سيبقي قويا علي الرغم من قوة مخزونات البترول في الولاياتالمتحدة. وساهم في ارتفاع أسعار البترول استمرار قلق التجار بشأن اقتراب موسم قيادة السيارات الصيفي في الولاياتالمتحدة وموسم الأعاصير في المحيط الأطلسي. ويري خبراء السوق إن إمكانية حدوث أعاصير قوية في موسمها الذي يبدأ في الأول من الشهر المقبل تعتبر عاملا رئيسيا في منع انخفاض كبير في أسعار الطاقة. المخزونات ... وكانت بيانات أسبوعية للحكومة الامريكية الاسبوع الماضي أظهرت ان مخزونات الولاياتالمتحدة التجارية من البترول الخام هبطت ثلاثة ملايين برميل وان مخزونات البنزين زادت 2.1 مليون برميل وهو الاسبوع الرابع علي التوالي الذي تزداد فيه هذه المخزونات. وقالت إدارة معلومات الطاقة الامريكية ان زيادة مخزونات البنزين رفعت الإمدادات الي 208.5 مليون برميل براءة أوبك .. وبرأ وزير الطاقة الأمريكي سام بودمان منظمة أوبك من الارتفاع الأخير في الاسعار، وقال إنه ليس بوسع منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) أن تفعل شيئا لخفض أسعار البترول عن مستوياتها الحالية، مشيرا إلي تخلي منتجي البترول للتجار عن تحديد الأسعار . ولكن بودمان أوضح أن فائض الطاقة الإنتاجية السعودية يرجح أن يتكون من البترول الثقيل غير المفيد للأسواق حاليا، مشيرا إلي أن معظم المصافي لا تكرر بسهولة هذا النوع من الخام. ويعقد أعضاء أوبك اجتماعا في الأول من يونيو المقبل بكراكاس في فنزويلا لبحث سياستهم الإنتاجية، حيث أشار بعض وزراء المنظمة إلي أنها ستبقي سقف إنتاجها دون تغيير. وقالت السعودية أكبر منتج للبترول في أوبك وتملك فائضا يعتد به من الطاقة الإنتاجية، إن مشتري البترول لا يريدون زيادة مشترياتهم.