عادت أسعار البترول العالمية مع نهاية تعاملات الأسبوع الماضي نحو الارتفاع فوق مستوي 70 دولارا للبرميل، بعد ان التقطت الأسواق أنفاسها لمدة يومين (الأربعاء والخميس) اثر صدور تقرير بيانات المخزونات الامريكية والذي اظهر زيادة ملموسة في المخزونات الامريكية من البنزين والخام الخفيف وهو ما أفقد سعر البرميل نحو 5 دولارات في نيويورك. الا ان الأزمة الإيرانية عادت لتقفز الي المقعد الامامي علي مسرح أحداث سوق البترول العالمية نهاية الأسبوع (الجمعة) بعد ان احتلت مؤقتا المقعد الثاني خلف بيانات المخزونات الامريكية وهو ما دفع الاسعار للارتفاع وسط توقعات بان تواصل الاسعار ارتفاعها هذا الأسبوع. وبات من المؤكد ان هناك عاملين اساسيين يتحكمان في اتجاه الاسعار في الاسواق هذه الأيام، الأول وهو الازمة الإيرانية التي فرضت نوعاً من الاضطراب في هذه الاسواق ودفعت الاسعار الي الصعود التاريخي وهو عامل علي طول الخط مادامت الازمة بين إيران والغرب قائمة . أما العامل الثاني والذي يظهر أثره بالإيجاب او السلب قبل نهاية تعاملات كل أسبوع حيث إعلان بيانات المخزونات الامريكية فأما ان يضغط في الاتجاه الصعودي للأسعار او يضغط في الاتجاه النزولي الا انه يبقي العامل المؤقت حيث سرعان ما تستوعب السوق زيادة المخزونات وتعود مترقبه لتطورات الملف النووي الايراني. موجة مشتريات فمع نهاية تعاملات الأسبوع الماضي أغلقت أسعار النفط للعقود الآجلة مرتفعة بفعل موجة مشتريات لتغطية مراكز مدينة ومن متصيدي الصفقات وجاء تعافي الاسعار بعد يومين من الخسائر اثارهما تقرير للحكومة الامريكية أظهر ان مخزونات البنزين في الولاياتالمتحدة ارتفعت بمقدار 2.1 مليون برميل الأسبوع الماضي مسجلة أول زيادة في تسعة أسابيع. كما سجلت مخزونات النفط الخام زيادة قدرها 1.7 مليون برميل لتقفز الي 346.7 مليون برميل وهو أعلي مستوي لها في ثمانية أعوام تقريبا. وأنهي الخام الأمريكي الخفيف لعقود يونيو جلسة التعاملات في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) مرتفعا 25 سنتا الي 70.19 دولار للبرميل بعد أن خسر حوالي 5 دولارات في الجلستين السابقتين. وفي بورصة البترول الدولية بلندن أغلق خام القياس الاوروبي مزيج برنت مرتفعا 69 سنتا الي 70.98 دولار للبرميل. بورصة نفطية إيرانية وفي إطار تحديها للغرب ورفضها ايقاف عمليات تخصيب اليورانيوم في الوقت الذي يبحث فيه مجلس الأمن فرض عقوبات اقتصادية علي إيران تزداد اسواق البترول اشتعالاً، وبدأت إيران نقل حلبة الصراع مع أمريكا الي نقاط اخري متعلقة بالبترول، حيث أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ان إيران تعتزم تدشين بورصة نفطية في جزيرة كيش بالخليج في غضون الشهرين القادمين. واضاف خبراؤنا يعكفون حاليا علي وضع الخطة والبورصة ستبدأ العمل في غضون الشهرين القادمين. وقال مسئولون ايرانيون في السابق ان البورصة ستكون محدودة النطاق وسيقتصر التعامل فيها علي مادتين أو ثلاث مواد بتروكيماوية وستبدأ العمل قبل مارس 2007 وهو ما يمثل تأجيلا لخطط سابقة. وتكهنت وسائل اعلام ومراكز ابحاث غربية بان البورصة النفطية الايرانية قد تقوض أهمية الدولار بتحديد أسعار مبيعات رابع أكبر مصدري النفط في العالم باليورو. اوبك والصراع.. وعلي صعيد اوبك التي خرجت من حلبة الصراع بعد ان سلمت في اجتماعها الأخير انه ليس بوسعها عمل اي شيء لخفض الاسعار إذ إنها تنتج عند طاقتها القصوي وهو ما ظهر في مسح دوري، حيث ارتفع إنتاج المنظمة من النفط 140 ألف برميل يوميا في أبريل الي أعلي مستوياته هذا العام مع زيادة صادرات العراق ونيجيريا. لكن إنتاج الدول العشر التي يسري عليها نظام الحصص جاء أقل من السقف الرسمي المتفق عليه البالغ 28 مليون برميل يوميا للشهر الرابع علي التوالي. وبلغ اجمالي انتاج أوبك 29.76 مليون برميل يوميا الشهر الماضي ارتفاعا من 29.62 مليون برميل في يوميا في مارس مع زيادة حجم الصادرات من العراق ونيجيريا. أما إنتاج الدول العشر التي ينطبق عليها نظام الحصص ويستثني منها العراق فاستقر دون تغيير علي 27.81 مليون برميل.