بعد ان لامست نهاية الاسبوع الماضي مستوي 60 دولارا للبرميل، تبدأ اسعار البترول العالمية هذا الاسبوع رحلة اخري من الصعود مدعومة بتصريحات العديد من وزراء اوبك حول اتجاههم لخفض الانتاج مرة اخري في اجتماعهم منتصف الشهر القادم، حيث لم تتأثر الاسعار كثيرا بالخفض الاخير الذي اجرته المنظمة بواقع 1.2 مليون برميل يوميا وهو ما يشير الي وجود فائض في المعروض حيث لاتزال المخزونات الامريكية في ارتفاع. ولاقت أسعار البترول نهاية الاسبوع الماضي دعما قويا بتعطل الصادرات النيجيرية وهو ما ساعد الاسعار علي تخطي مستوي ال60 دولارا للبرميل والذي مثل حاجزا نفسيا امام المتعاملين خلال الاسابيع الاخيرة حيث سرعان ما يقترب منه ويتراجع مرة اخري الا ان الاسبوع الماضي تخطت الاسعار بقوة هذا المستوي ومع الحديث عن خفض اخر لأوبك من المتوقع ان تستهدف الاسعار مستوي جديدا هذا الاسبوع وهو 65 دولارا للبرميل وان كانت المخزونات الامريكية في حالة ارتفعها مرة اخري هذا الاسبوع ربما تحد من موجة الارتفاع. وكانت أسعار النفط قد انخفضت نحو دولار بعد أن أظهر تقرير حكومي أمريكي ارتفاع مخزونات النفط 5.1 مليون برميل اي أكثر كثيرا من المتوقع، الا ان تعطل الصادرات النيجيرية دفع الاسعار نهاية الاسبوع للارتفاع عند 59.94 دولار للبرميل. وارتفع سعر عقود مزيج النفط الخام برنت الي 60.11 دولار للبرميل. وكانت شركة ايني الايطالية قد اعلنت عن ظروف قاهرة قد تمنعها من التصدير من ميناء اوكونو في نيجيريا بعد تعرضه لهجوم. وادي انخفاض الدولار الي تدعيم اسعار المعادن النفيسة مثل الذهب لكن بعض المحللين شككوا في ان تكون تحركات اسعار النفط رد فعل لسعر العملة الامريكية. وفي الوقت نفسه قد يشجع الدولار الضعيف أوبك علي السعي لسعر أعلي للنفط لان دخلها من مبيعات النفط المقومة بالدولار يتآكل. وكان انخفاض اسعار النفط عن ذروتها 78.40 دولار في يوليو قد دفع منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) الي خفض انتاجها بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا ابتداء من الاول من نوفمبر الجاري. لكن ارتفاع المخزونات وشكوك المحللين في التزام أوبك بالخفض التزاما كاملا قد أثرت علي الاسعار حيث تضخ اوبك أكثر من ثلث النفط العالمي. ومما يزيد التوقعات باتجاه اوبك لخفض الانتاج تصريحات وزير البترول السعودي علي النعيمي التي أشار فيها الي إن أوبك قد تخفض الانتاج مرة ثانية حين تجتمع في ديسمبر اذا فشل تخفيض امدادات المعروض في الآونة الأخيرة في تحقيق توازن السوق. وقال انه يتعين ان تدرس اوبك تأثير القرارات التي اتخذت في الدوحة واذا كانت كافية فسيكون الوضع مرضيا وان لم تكن فستتحرك اوبك مرة اخري بهدف اعادة الاستقرار الي السوق. وقال ان سعر النفط ليس مؤشرا فالمؤشر هو المخزونات وزيادة العرض عن الطلب. واضاف ان السعر غير ذي صلة فالمهم هو الاستقرار في السوق والتوازن بين العرض والطلب. وكان النعيمي قال في اجتماع طاريء لأوبك في الدوحة في اكتوبر ان المنظمة قد تضطر الي خفض 500 الف يوميا اخري في اجتماعها الوزاري في 14 من ديسمبر في نيجيريا. ويأتي اتجاه اوبك لاجراء خفض اخر للانتاج بعد ان اعتبرت "اوبك" وقبل التراجع الاخير للاسعار لاقل من 55 دولاراً الاسبوع قبل الماضي انها حققت بشكل كبير "هدفها" لجهة استقرار الاسواق، ووقف تراجع الاسعار في الاشهر الاخيرة"، فيما كان هدفها شبه الرسمي هو تحقيق سعر يتراوح بين 55 و60 دولارا للبرميل. ورغم هذا الارتياح فان "اوبك" التي تؤمن اكثر من 35% من الانتاج العالمي من النفط الخام، يمكن ان تقرر خفضا جديدا للانتاج خلال اجتماعها المقبل منتصف ديسمبر 2006 في ابوجا (نيجيريا) في حال خلصت الي فشل قرارها السابق بخفض الانتاج. ويري الخبراء "اذا كانت الاسعار اقرب الي 55 دولارا منها الي 60 دولارا في منتصف ديسمبر فان احتمالات تقرير خفض جديد للانتاج تزيد"، غير ان اوبك ستقوم بمخاطرة كبيرة في حال خفضت انتاجها قبل الشتاء الذي يمكن ان يشتد ويزيد خلاله الطلب. وتبدو درجات الحرارة معتدلة حاليا قياسا بدرجات الموسم المعتادة غير ان الطلب يمكن ان يزيد خلال الأشهر الثلاثة القادمة، في حين يظل التزويد اجمالا في حدود المعقول لا غير.