شكل الارتفاع الأخير لأسعار البترول العالمية الي ما فوق 63 دولارا للبرميل مأزقا داخل مجموعة الدول المصدرة للبترول "اوبك" حيث دار الحديث قبل اسبوعين عن عزم اوبك اجراء خفض آخر للانتاج في اجتماعها الخميس المقبل في ابوجا بنيجيريا بعد الخفض الذي اجرته مطلع الشهر الماضي للتغلب علي انخفاض الأسعار في ذلك الوقت والذي افقد برميل النفط نحو 25% من قيمته ولكن يبدو ان السوق تنصب الفخ لاوبك إذ ان ارتفاع الأسعار الأسبوع الماضي وقبل الاجتماع من شأنه ان يثير الخلاف بين دول اوبك التي تري ان سعر 60 دورلا مناسبا ولا داعي لخفض في حالة تخطي الاسعار هذا المستوي واخذا في الاعتبار مستوي الاسعار الحالي فقط فان معدل 60 دولارا يعتبر معقولا بل مقبولا من كل الاطراف المستهلكين والمنتجين أما إذا نظرنا الي مستوي المخزون التجاري العالمي للنفط الخام والكمية الضئيلة نسبيا التي تسحب منه خلال هذا الفصل مقارنة بالسنوات الماضية فعندئذ تختلف الصورة إذ ان المعطيات المتوافرة حاليا تشير الي ان مخزون النفط الخام لا يزال مرتفعا وان هناك خوفا حقيقيا من تدهور الأسعار في الربيع المقبل اذا بقي مستوي الانتاج علي ما هو عليه الآن. وقد ادت المخزونات الوفيرة للنفط في الدول المستهلكة الي جعل بعض اعضاء منظمة اوبك يطالبون بخفض الانتاج وقال رئيس منظمة اوبك انه يحبذ خفضا آخر لانتاج المنظمة لامتصاص الفائض في المعروض في الاسواق العالمية عندما يجتمع وزراء اوبك هذا الاسبوع وانه يري ان المستويات الحالية للاسعار حول 63 دولارا للبرميل منخفضة جدا ويزيد من مخاوف اوبك توقع زيادة امدادات المعروض من دول منتجة منافسة خلال العام القادم وحالة الاقتصاد التي تبدو هشة بالولاياتالمتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم. إلا أن السعودية اكبر مصدر في اوبك تعتبر 60 دولارا للبرميل مستوي مقبولا لأسعار القياس للنفط الخام وانها تعارض اية تقلبات حادة للأسعار وعبر السفير السعودي لدي الولاياتالمتحدة ان السعودية اكدت دائما علي الحاجة الي تحركات تدريجية للاسعار من اجل مصلحة المنتجين والمستهلكين علي السواء وقال في كلمة القاها في جامعة برينستون سياستنا المستمرة هي ان تصحيحات الاسعار ينبغي ان تكون تدريجية وينبغي ان تكون منصفة لكل من المنتجين والمستهلكين.. لا نريد ان نري ارتفاعات مفرطة أو انخفاضات مفرطة وأشار الي ان وزير البترول السعودي علي النعيمي صرح بان المملكة راضية عن المستوي الحالي لسعر النفط عند 60 دولارا. وأكد ان السعودية اكبر مصدري النفط في العالم والعضو البارز في منظمة أوبك لا تريد أن تضطرب اقتصادات الدول المستهلكة وقال موقف السعودية هو انه اذا كانت هناك زيادات للاسعار في سوق النفط فانها يجب ان تكون معقولة ويجب ان يكون المستهلكون قادرين علي تحملها. ومن جانبه قال وزير الطاقة الامريكي سام بودمان انه يجب علي منظمة البلدان المصدرة للبترول "اوبك" الا تخفض انتاجها حينما تجتمع الاسبوع القادم وقال بودمان: لا اتفق مع ذلك وهي إشارة الي تصريح داوكورو واضاف قوله انه يجب علي اوبك ان تستمر في المحافظة علي وفرة المعروض في الاسواق وقال كين هاسيجاوا المدير في مؤسسة هيماواري سي. اكس اليابانية انه يجب علي اوبك ان تخفض الانتاج 500 الف برميل يوميا علي الاقل لتحافظ علي المستوي الحالي للاسعار وقال اعتقد ان اوبك ستخفض الانتاج لدعم الاسعار حتي الربع الثاني من عام 2007 فجانب المعروض قوي للغاية في الوقت الحالي. غير ان بعض المحللين يعتقدون ان اوبك سوف تمتنع عن اتخاذ اية اجراء الاسبوع القادم لان السوق لم تستوعب بعد تماما خفضها السابق للانتاج الذي بدأ تنفيذه في أول نوفمبر وقال جيوف باين المحلل في ايه. بي. ان امرو: اظن انهم لن يفعلوا شيئا اذا نظرت الي انه لم يمض سوي خمسة اسابيع منذ بدء الخفض السابق فانه من السابق لاوانه بعض الشيء الحكم علي الآثار.