لم يكن إعلان احتلال الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية ، على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، المركز الثاني عالميًا، بين الحسابات الحكومية الأعلى أداء بعد صفحة «البيت الأبيض» مصادفة، ولا نتيجة تفاعل عفوي من الجمهور، بل يعكس تحولًا مؤسسيًا واسعًا داخل الوزارة، نحو نموذج جديد يعتمد على التكنولوجيا، والشفافية، والتواصل المباشر مع الجمهور. اقرأ أيضا| الداخلية تصدر قرارا بإبعاد 3 أجانب خارج البلاد لأسباب تتعلق بالصالح العام هذا الإنجاز يعكس إعادة تعريف لدور مؤسسات الأمن في العصر الرقمي، حيث باتت العلاقة بين المواطن والأجهزة الأمنية، مبنية على المشاركة، والمعلومة الفورية، والخدمة السريعة، والاستجابة القائمة على تحليل البيانات، وهو تطور ملحوظ يعكس رؤية اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، الذي يوجه دائمًا بمواكبة التطور التكنولوجي المتسارع، وتحقيق أقصى استفادة تصب في مصلحة وخدمة المواطنين. - مواكبة ثورة الإعلام الرقمي قبل سنوات، كان تصور المواطنين لدور وزارة الداخلية يرتبط غالبًا بالمهام الأمنية التقليدية. ولكن مع ثورة الإعلام الرقمي، أدركت الوزارة أن معركة كسب ثقة المجتمع تبدأ من خلق قنوات اتصال فاعلة، حيث أصبحت الصفحة الرسمية إحدى أهم أدوات بناء هذه الثقة عبر نشر البيانات المصورة، والرد على الاستفسارات، والإعلان عن الإنجازات والخدمات. التغيير لم يكن شكليًا، بل أعاد تموضع الوزارة كجهة تقدم خدمات وليس فقط إجراءات ضبط، لذلك الرسالة الأمنية لا تنجح بالقوة فقط، وإنما بالمعلومة، والشفافية، وبالقرب من المواطن، وهو ما برز في استراتيجية الصفحة. تميزت صفحة الداخلية، بالاعتماد على المحتوى المباشر والسهل، مع شرح مبسط عن «جهود مكافحة الجريمة، حملات ضبط الأمن، كشف الحقائق بسرعة قبل انتشار الشائعات، نشر فيديوهات توثق الإنجازات على الأرض، إبراز بطولات رجال الشرطة»، هذا النمط يعزز الثقة من خلال الشفافية، إذ يرى المواطن بنفسه جهود الوزارة. - مواجهة الشائعات لحظيًا كما تلعب الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية، دورًا مهمًا في مكافحة الشائعات، حيث أصبحت منصة رسمية لتوضيح ما يتم تداوله، ما يسهم في تقليل حالة الارتباك المعلوماتي الشائعة في عصر التواصل السريع. اعتمدت الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية، على عدة عوامل «قياس تفاعل الجمهور حسب الفئات العمرية، معرفة نوع المحتوى الأكثر انتشارًا، اختيار أفضل توقيت للنشر، تقييم الاستجابة بناء على المعلومات المتداولة»، فلم تتعامل الصفحة، مع المتابعين كمتلقين، وإنما كمشاركين، وتعلمت من رد فعل الجمهور كما تستمع لمطالبه في التعليقات والرسائل الخاصة، - خدمة المواطنين عبر الرد الفوري والمنصات التفاعلية أبرز ما يميز الصفحة أنها أصبحت خط دعم إلكتروني مباشر للمواطنين، حيث خصصت الوزارة كوادر للرد على «بلاغات فقدان أوراق، شكاوى الخدمات المرورية، الاستعلام عن الإجراءات، رسائل تخص جرائم إلكترونية، بلاغات عاجلة يتم تحويلها فورًا للجهات المختصة». الصفحة لم تعد مجرد منصة نشر، بل أصبحت منصة خدمية، يشعر معها المواطن أنه يتواصل مباشرة مع صانع القرار الأمني، هذه الآلية ساهمت في تقليل الضغط على مراكز الخدمة، ورفعت مستوى رضا الجمهور، وجعلت الشرطة أكثر قربًا من المواطنين، أيضا أصبحت الصفحة مصدرًا مهمًا لنشر حملات التوعية حول القضايا التالية: «الابتزاز الإلكتروني، الاتجار بالبشر، الأمن المروري، مكافحة المخدرات، حماية الأطفال على الإنترنت، مواجهة النصب والاحتيال الإلكتروني». - الاعتماد على الفيديو تعتمد الصفحة بشكل أساسي على الفيديوهات القصيرة، التي تلخص حدثًا أو عملية أمنية، وهو ما أدى إلى «الانتشار الواسع، سهولة الفهم، الوصول للشباب، نقل مصداقية عالية، وفي عصر المحتوى السريع، يعد الفيديو العامل الأكبر في زيادة التفاعل، وهو ما يفسر وصول الصفحة لهذا المستوى العالمي من الانتشار. - إدارة احترافية لملف الأزمات والمعلومات المضللة عندما تشتعل أزمة أو ينتشر خبر غير دقيق، تتحرك الصفحة بسرعة كبيرة لتصحيح المعلومات، لتصبح: «منصة توضيح، ووسيلة لحماية استقرار المجتمع، وحاجزًا ضد الشائعات»، أيضا ابتعدت الصفحة عن اللغة الرسمية التقليدية، واتجهت إلى لغة: بسيطة، مباشرة، قريبة من المواطنين، تتضمن أحيانًا رسائل إنسانية، هذه اللغة غيرت الصورة الذهنية للشرطة لدى فئات واسعة من المجتمع، خاصة الشباب الذين يمثلون أكثر من 60% من مستخدمي فيسبوك في مصر. - ربط مؤسسات الدولة بمنصة واحدة للتواصل أصبحت الصفحة جسرًا يربط الداخلية بوزارات أخرى مثل: «التضامن، الصحة، النقل، التعليم»، وعند وقوع حادث أو مشكلة، تظهر الصفحة كنقطة اتصال بين الجهات، عبر نشر بيانات مشتركة وتنسيق الجهود، وهذا خلق نموذجًا جديدًا للتواصل الحكومي الجماعي، ورفع من الأداء المؤسسي للدولة. احتلال الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية، المركز الثاني عالميًا يعود لثلاث ركائز أساسية: 1. الوعي بأن الأمن الحديث يبدأ من الإعلام الإلكتروني، هذا الوعي جعل الوزارة تستثمر في تطوير الأدوات الرقمية وتدريب كوادر بشرية تتقن إدارة الإعلام الأمني. 2. دمج التكنولوجيا في العمل اليومي وليس فقط في المنشورات، الصفحة لا تعرض تكنولوجيا موجودة؛ بل هي جزء من التكنولوجيا نفسها. 3. فهم الجمهور وقدرته على التأثير في الواقع الأمني من خلال تحليل التفاعل اليومي، استطاعت الوزارة فهم نبض الشارع والتعامل معه بمرونة واحترافية. الإنجاز الذي حققته الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية، جاء نتاج جهد شاق، بذله مجموعة من أمهر الضباط المتخصصين في التعامل مع التكنولوجيا الرقمية، داخل قطاع الإعلام والعلاقات بوزارة الداخلية، ما يعكس رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي، نحو التحول الرقمي في كل مؤسسات الدولة، لمواكبة حجم التكنولوجيا المتسارع، لتحقيق أعلى معدل في الأداء الأمني.