لم يكن غريبا أن يدفع الرئيس بوش بتوني بلير إلي موقع جديد كرئيس للجنة الرباعية المسئولة عن حل النزاع العربي الإسرائيلي.. انها آخر هدايا بوش للزعيم الإنجليزي الشاب الذي أنهي حياته السياسية علي أعتاب العراق عندما رافق الرئيس بوش في مشروعه التوسعي الذي انتهي بكارثة دولية تركت ظلالها علي الجميع.. ولا اعتقد أن توني بلير سوف ينجح في مهمته الجديدة وهناك أسباب كثيرة لذلك.. أول هذه الأسباب أن ما بقي للرئيس بوش من الوقت في البيت الأبيض لا يكفي لكي يحسم توني بلير الموقف في الشرق الأوسط، هذا بجانب أن الرئيس بوش يعيش الآن اسوأ حالاته وأكثرها ضعفا أمام هزائمه المتلاحقة في العراق وافغانستان، وقبل ذلك كله فإن إسرائيل لن تعطي هذه الفرصة للرئيس بوش الذي انتهي دوره وعليه أن يغادر المسرح إذا كان هناك تفكير في ذلك فسوف يكون لحساب الرئيس المنتخب القادم إلي البيت الأبيض أما بوش فقد خرج من الساحة تماما.. ولا أعتقد أن ما فشل فيه توني بلير وهو رئيس للوزراء في إنجلترا يستطيع تحقيق شيء منه وهو خارج السلطة.. ان أمام اللجنة الرباعية تحديات كثيرة لعل أخطرها ما حدث من انقسامات داخل البيت الفلسطيني، وهذه الانقسامات تحتاج لوقت طويل حتي تعود الثقة بين أطراف القضية من ابناء الشعب الفلسطيني.. ويضاف لذلك أن توني بلير يحمل معه خصومات ومواقف كثيرة حسبت عليه في سنوات حكمه.. ان بينه وبين سوريا وإيران وحزب الله وحماس وبعض العواصم العربية حسابات كثيرة بل ان في إسرائيل من يري الآن أن بلير لن يضيف شيئا بعد كل ما حدث بين حماس وفتح وكل هذا يصب في صالح إسرائيل.. ان البعض يري أن بلير سيحاول انهاء حياته السياسية بعمل تاريخي كبير ولكن كل الظروف المحيطة تجعل الأمر صعبا وتجعل المهمة مستحيلة، ولهذا سوف يقضي بلير الشهور الباقية من حكم الرئيس بوش ويرحل الاثنان معا وخلفهما لعنات بطول وعرض هذا الكون الذي افسدا كل شيء فيه.