إنفوجراف| أسعار الذهب في مستهل تعاملات الجمعة 3 مايو    أسعار البيض اليوم الجمعة 3 مايو 2024    استقرار أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة.. عز ب 24155 جنيهًا    دايملر للشاحنات تحذر من صعوبة ظروف السوق في أوروبا    المرصد السوري: قصف إسرائيلي يستهدف مركزا لحزب الله اللبناني بريف دمشق    «القاهرة الإخبارية»: أمريكا تقمع طلاب الجامعات بدلا من تلبية مطالبهم بشأن فلسطين    مستوطنون يهاجمون بلدة جنوب نابلس والقوات الإسرائيلية تشن حملة مداهمات واعتقالات    حرب غزة.. صحيفة أمريكية: السنوار انتصر حتى لو لم يخرج منها حيا    وزير الدفاع الأمريكي: القوات الروسية لا تستطيع الوصول لقواتنا في النيجر    جدول مباريات اليوم.. حجازي ضد موسيماني.. ومواجهتان في الدوري المصري    الكومي: مذكرة لجنة الانضباط تحسم أزمة الشحات والشيبي    الهلال المنتشي يلتقي التعاون للاقتراب من حسم الدوري السعودي    تشاهدون اليوم.. زد يستضيف المقاولون العرب وخيتافي يواجه أتلتيك بيلباو    حالة الطقس المتوقعة غدًا السبت 4 مايو 2024 | إنفوجراف    خريطة التحويلات المرورية بعد غلق شارع يوسف عباس بمدينة نصر    ضبط 300 كجم دقيق مجهولة المصدر في جنوب الأقصر    معرض أبو ظبي يناقش "إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية"    زي النهارده.. العالم يحتفل باليوم العالمي للصحافة    «شقو» يتراجع للمركز الثاني في قائمة الإيرادات.. بطولة عمرو يوسف    الناس لا تجتمع على أحد.. أول تعليق من حسام موافي بعد واقعة تقبيل يد محمد أبو العينين    موضوع خطبة الجمعة اليوم وأسماء المساجد المقرر افتتاحها.. اعرف التفاصيل    «تحويشة عمري».. زوج عروس كفر الشيخ ضحية انقلاب سيارة الزفاف في ترعة ينعيها بكلمات مؤثرة (صورة)    «سباق الحمير.. عادة سنوية لشباب قرية بالفيوم احتفالا ب«مولد دندوت    وزارة التضامن وصندوق مكافحة الإدمان يكرمان مسلسلات بابا جه وكامل العدد    إبراهيم سعيد يكشف كواليس الحديث مع أفشة بعد أزمته مع كولر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة3-5-2024    مواعيد صرف معاش تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة لشهر مايو 2024    دراسة أمريكية: بعض المواد الكيميائية يمكن أن تؤدي لزيادة انتشار البدانة    دراسة: الأرز والدقيق يحتويان مستويات عالية من السموم الضارة إذا ساء تخزينهما    أهداف برشلونة في الميركاتو الصيفي    رسالة جديدة من هاني الناظر إلى ابنه في المنام.. ما هي؟    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل    هل يجوز الظهور بدون حجاب أمام زوج الأخت كونه من المحارم؟    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    إسرائيل: تغييرات في قيادات الجيش.. ورئيس جديد للاستخبارات العسكرية    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    بعد تغيبها 3 أيام.. العثور على أشلاء جثة عجوز بمدخل قرية في الفيوم    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توني بلير‏..‏
الرجل الذي فقد وعيه‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 25 - 09 - 2010

أبدا لم يكن توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق يعرف أنه عندما تاقت نفسه إلي مذاق لقمة محمصة يغمسها بمكعب الجبن القريش المقرر لإفطاره من بعد إصابته بأزمة قلبية في عام‏2003‏ أدت إلي انقباض في الشريان الرئيسي في القلب وعدم انتظام الضربات‏, وهي نفس الحالة المرضية التي أودت بحياة أبيه بالسكتة وعمره‏42‏ عاما‏..‏ لم يكن توني يعرف أن اللقمة التي زج بها بين ضلعي آلة التوستر قد تسربت من حناياها ذرات من الردة إلي داخل ضفيرة الأسلاك الكهربائية مما تسبب في توهجها‏,‏ وبالتالي امتد الدخان المتلازم لقبس الاشتعال الطارئ ليصنع قفلة مع جهاز الإنذار الحساس‏,‏ لتنطلق سارينة التحذير داخل المطبخ وخارج المنزل‏,‏ ليتفاقم الأمر المقلق تبعا لشبكة الإلكترونيات الموصلة لمركز المطافئ في عاصمة الضباب لندن لينزلق علي الفور فريق الإطفاء المتأهب علي الاسطوانة الحلزونية لتنطلق أربع سيارات صارخة جاهزة ملبية بخراطيمها وسلالمها ورغاويها يفسح لها الوعي الإنجليزي الطريق لحد باب بيت توني بلير الذي يستقبلها بحرج بالغ برفقة شيري زوجته مؤكدين أن الأمر لا يتعدي تحضير التوست‏,‏ وأن الخسائر انحسرت في شياط بوز شريحة واحدة‏...‏ ومن هنا أعادت قصة الحريق الكاذب أنتوني بلير لعناوين الصحف الرئيسية الإنجليزية في أبريل الماضي ليبقي بعدها تحت دائرة الأضواء حتي الآن‏,‏ وذلك بسبب مذكراته التي ظل يعلن شهورا عن اقتراب صدورها وأهمية محتوياتها حتي ظهرت هذا الأسبوع بعنوان رحلة‏,‏ حيث لا يستطيع أحد بسببها أن يصفه بالشجاعة لأنه أدلي فيها برأيه عن العديد من الشخصيات البريطانية والعالمية التي لم تزل علي قيد الحياة‏,‏ بينما غالبية المذكرات تتناول شخصيات ماتت وشبعت موت ولن تستطيع العودة لفرز الحقيقة من الخيال‏,‏ أو الحق من البهتان‏.‏
لن يوصف بلير بالشجاعة من أجل مذكرات افتقدت الاعتراف بالأخطاء أو الحديث عن النقائص‏,‏ أو التميز بأسلوب جذاب أو سرد قصصي تخرج به المذكرات عادة‏,‏ وإنما جاءت أشبه بلقاء تليفزيوني أو حوار صحفي من جانب بلير وحده يحاول فيه أن يبدو عنتريا متمسكا بمواقفه وآرائه‏,‏ حتي أنه رفض في المذكرات الاعتذار عن قرار الحرب في العراق‏,‏ قائلا‏:‏ إنه كان قرارا صائبا‏..‏ وعلي الرغم من أن مبررات الحرب التي قدمت للرأي العام تبين عدم صحتها لاحقا عندما لم يتم العثور علي أسلحة دمار شامل في العراق فإن بلير لايزال يقول في مذكراته الأخيرة‏:‏ إنني لا أندم علي قرار الحرب‏,‏ ووفقا لما نعرفه الآن فإنني مازلت أعتقد أن ترك صدام حسين في السلطة كان سيشكل تهديدا أكبر لأمتنا مما لو أطحنا به‏..‏ بل يأتي قول بلير المبعوث الحالي للجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط أنه اكتشف خلال الغزو الأنجلوأمريكي للعراق في محادثاته مع حكام عرب لم يسمهم بأسمائهم استحسانهم الصامت للغزو بغض النظر عن موقفهم العلني من الأمر‏...‏ وتلك هي المرة الثانية التي يعلن فيها بلير تمسكه بصواب قراره من بعد إصراره علي ذلك خلال شهادته أمام لجنة شيلكوت في العام الماضي التي ردد فيها‏:‏ يمكن القول بأنني لم أتوقع الكابوس الذي تكشف‏..‏ لكنه في كتابه رحلة قام بتخصيص بداية فصل العراق لمواساة أهالي الجنود الضحايا بقوله‏:‏ هل يعتقدون حقا أنني لا آبه‏,‏ ولا أشعر‏,‏ ولا أندم بكل ذرة من كياني لخسارة أولئك الذين ماتوا‏..‏ هل بلغ سوء الظن بي أنني خلاص قد فقدت إنسانيتي وتشوهت عاطفتي إلي حد عدم مبالاتي بعذابات أهالي الجنود‏..‏ إن عذابي يفوق أي وصف‏,‏ حيث أصبحت المواساة لا معني لها‏,‏ والكلمات لا مكان لها‏,‏ والدموع لا نفع لها‏..‏ لقد ماتوا‏..‏ بينما أنا صانع القرار في ظروف أدت إلي مقتلهم لم أزل علي قيد الحياة‏!..‏
في مذكراته التي تعد قصيدة غزل موجهة لجورج بوش الابن يقول عنه توني‏:‏ إن بوش يتمتع بقدر كبير من روح الدعابة‏,‏ وفي نفس الوقت إنكار الذات وذكاء نادر وبساطة منقطعة النظير في نظرته للعالم من حوله‏,‏ وسواء أكان بوش علي حق أو باطل فإنه قد أظهر مفهوم القيادة الحاسمة‏,‏ وذلك لإيمانه المطلق في نشر الحرية والديمقراطية‏,‏ وهو في ذلك رجل النزاهة الأصيلة‏,‏ والمثالي الحقيقي‏..‏ وأضاف توني عن فارسه جورج‏:‏ لقد سئلت مؤخرا عن أي من الزعماء السياسيين الذين قابلتهم هو الأكثر نزاهة؟‏!‏ فأجبت بأن جورج بوش يقف في الطليعة‏,‏ فشعر معظم الليبراليين الموجودين بالذعر من إجابتي‏,‏ وضحك الآخرون ظنا بأنني أمزح‏,‏ بينما كنت أعني تماما ما قلت‏,‏ فمن يدعي بأن بوش كان الأحمق الذي تعثر في طريقه فوقع مصادفة علي مقعد الرئاسة‏,‏ أقول له لا أحد يصل متعثرا إلي مثل هذا المقعد‏!..‏
ويمضي بلير في رحلته وصلفه بالقول لمعارضي الحرب أنه يري أن بريطانيا والغرب قد يكونان مضطرين قريبا لخوض حرب أخري‏,‏ مع إيران هذه المرة‏..‏ وقال في كتابه بالحرف الواحد عن إيران إنه لو كان لايزال في السلطة لما تسامح علي ما يجري فيها‏,‏ وأن المجتمع الدولي قد لا يكون أمامه بديل سوي شن عمل عسكري ضدها إذا قامت بتطوير أسلحة نووية‏,‏ وهكذا لن يوصف بلير بالشجاعة في مذكراته وإنما يظل حاملا للقب كانيش الأمريكان‏,‏ والكانيش أو البودل بالإنجليزية ليس إلا كلبا صغير الحجم يمتاز بالدعة والطاعة ولا وظيفة له سوي تسلية صاحبه وهز ذيله له في الرايحة والجاية والهوهوة علي من يقول له سيده إبسك عليه‏..‏ الكانيش الإنجليزي الذي قاد بريطانيا إلي حربين مدمرتين مكلفتين لاتزال تداعياتهما مستمرة حتي الآن‏..‏ صوت سيده الذي يهوهو الآن مع جوقة العم سام تجاه إيران في حضرة رئيسها نجاد التي لو اشتعلت نار الحرب فيها لأحرقت كل أخضر ويابس في كل مكان‏,‏ وسيكون الغرب أول من يدفع الفاتورة فإيران لن ترمي عليهم الورود بينما يلقون فوقها القنابل‏!!‏
لقد كان الناس يبتغون من مذكرات بلير الوضوح لا الضبابية المتعمدة‏,‏ حيث لا يكشف أسرارا بقدر ما يقدم شرحا لرؤيته الأيديولوجية لقرار الحرب ورؤيته الشخصية للأحداث والأشخاص كأحد أساتذة نظرية الغموض الخلاق‏,‏ ومن هنا لم تأت المذكرات إلا باعترافين يتيمين من تخريجات نظرية الغموض تلك منها أنه قد استوحي قرار تدخله في العراق من مشاهدته لفيلم لائحة شيندلر الذي يروي قصة مسعي رجل لإنقاذ اليهود من محرقة النازيين‏..‏ أما الاعتراف الآخر فهو إقراره بأنه لم تكن لديهم استراتيجية خروج واضحة من العراق‏,‏ وحتي حول هذه النقطة حاول بلير طمس الحقيقة فهو يقول إنهم لم يتوقعوا التدخل المدمر والعنيف لإيران والقاعدة في العراق‏,‏ هذا رغم تحذير وزارة خارجيته من احتمالات الفوضي والحرب الأهلية خاصة بعد تسريح الجيش العراقي‏.‏
الكثيرون كانوا في انتظار مذكرات بلير لا لكي يضعوا أيديهم علي الحقائق‏,‏ فالمعروف عنه أنه السياسي المراوغ من الدرجة الأولي‏,‏ بل هو القائل في مذكراته‏:‏ إن السياسيين يضطرون من حين لآخر إلي إخفاء الحقائق الكاملة أوليها أو حتي تشويهها‏..‏ ولكن الناس كانوا يريدون في كتابه المنتظر إزاحة الستار عن الكثير من الأمور والأحداث العاصفة التي شهدتها بريطانيا ومر بها العالم خلال رئاسته للحكومة البريطانية من عام‏1997‏ حتي تنحيه الاضطراري في يونيو‏2007‏ بعد عشر سنوات حافلة بالأحداث‏..‏ كانوا يريدون الكشف عن الغموض الذي صاحب نحر أو انتحار العالم البريطاني ديفيد كيلي خبير الأسلحة الجرثومية في عام‏2002‏ بعد إدلائه بشهادته أمام مجلس العموم البريطاني بأقل من‏72‏ ساعة عقابا له علي تسريبه المعلومات بشأن أسلحة العراق لتظهر أن الوثائق التي وردت في ملف أدلة الحرب علي العراق مزورة‏,‏ وأن موقف بلير لم يستند إلي تقارير المخابرات وإنما إلي أدلة أخري حصل عليها أو أمليت عليه من طرف ثالث‏!!‏
كان الناس يتوقعون من مذكرات بلير توقيرا أكثر لملكة انجلترا التي التقاها عام‏1997‏ بعد أن أصبح رئيسا للوزراء فقالت له‏:‏ أنت رئيس وزرائي العاشر‏,‏ وكان الأول ونستون تشرشل الذي كان يحتل المنصب قبل أن أولد‏..‏ ولقد ظل بلير يحاول خلال فترة رئاسته البحث عن دور البطولة المطلقة حتي ولو علي حساب الأسرة المالكة‏,‏ حيث كان يتصرف كرئيس لبلاد الإنجليز وليس رئيسا للوزراء فقط‏,‏ وإن كان قد التزم بلقاء الملكة في قصر باكنجهام عندما أرسلت في استدعائه متجاوزا عن إجازة الوضع التي أعلنها لمدة أسبوع للعناية بمولوده الجديد ليو‏,‏ هذا رغم اعتذاره عن حضور مؤتمر زعماء العالم‏,‏ فصاحبة الدعوة هي الملكة وهو رئيس وزرائها‏..‏ ومما كشفته الصحف البريطانية ممارسته لضغوط شديدة علي القائمين علي مراسم الدفن الملكية خلال الإعداد لوداع جثمان الملكة اليزابيث الأم في عام‏2002‏ من أجل أن يكون له وضع متميز يماثل وضع أفراد الأسرة الملكية فيسمح له بتلقي العزاء في الفقيدة من كبار الشخصيات تماما مثل الملكة‏..‏ ولقد مارست سكرتيرته الخاصة كلير سومو ضغوطها لإقناع المسئولين بأن هناك وثيقة قد صدرت في عام‏1994‏ تخول وجود رئيس الوزراء وزعيم المعارضة داخل القاعة الرئيسية الخاصة بأفراد الأسرة المالكة أثناء وصول أي جثمان ملكي‏,‏ ولم تتم الاستجابة لضغوط رئيس الوزراء فالاعتزاز بالتقاليد الملكية راسخ في بريطانيا ولا واسطة هناك حتي لرئيس الوزراء للحصول علي وضع اجتماعي في أي مناسبة يعادل وضع أفراد الأسرة المالكة‏,‏ وقد كان بالأمس القريب أكبر شاهد علي التمسك ببروتوكول سكان قصر باكنجهام حتي أنه في زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر إلي بريطانيا في الأسبوع الماضي بدعوة من الملكة اليزابيث لم يقم أي منهما بالانحناء للآخر لتساوي المقامين‏,‏ واكتفت الملكة بإلقاء التحية علي البابا والترحيب به في خطاب‏,‏ وإن كانت بعدها قد تغاضت عن تخريجة بسيطة في القواعد الملكية عندما فضل البابا شراب الفانتا علي فنجان الشاي الذي قدمته له كتقليد إنجليزي عريق‏..‏
وتأتي مذكرات بلير لتوقظ من جديد استياء اليزابيث خاصة فيما ورد منه عن العائلة المالكة إلي حد أنها تنوي حرمانه من أي لقب نبيل حاليا أو في المستقبل‏,‏ وكانت قد أزمعت علي منحه وسام الشوك‏OrderoftheThistle‏ وهو أعلي الأوسمة الملكية‏,‏ ويعود سبب غضب الملكة إلي إذاعة توني في مذكراته لأسرار المحادثات التي تمت بينهما في قصر باكنجهام إثر مقتل ديانا‏,‏ فيصف في رحلة ردة فعل العائلة المالكة بعد حادث السيارة الذي قتلت فيه أميرة ويلز في باريس عام‏1997‏ بأنه‏:‏ رد فعل صادم وغير مفهوم وغريب ويثير الاندهاش الممتزج بالامتعاض‏,‏ وقال بصراحة وقحة بأنه كان يشعر بالضيق الشديد كلما التقي بالملكة لأنها شخصية متعالية‏,‏ ووصف دوق أدنبرة الأمير فيليب والد الأمراء الثلاثة حيث سيبقي كبيرهم تشارلز في انتظار عرش لن يبلغ فيه المرام طالما أمه رابضة فوقه‏..‏ وصف الدوق بقوله‏:‏ شخصية سيريالية وليس سوي مسخ‏..‏ وفي تصريحات بلير تلك ما قد يتسبب في خلخلة وضع زوجته شيري التي تم اختيارها عام‏1995‏ لتكون المستشارة القانونية لملكة انجلترا‏QueenCouncil‏ وهو المنصب الذي لا يحصل عليه سوي أقدر المحامين‏,‏ حيث تصل مكاسبها علي ضوئه إلي‏400‏ ألف استرليني سنويا‏,‏ وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف دخل رئيس الوزراء‏,‏ بالإضافة إلي أنها من خلاله لديها الفرصة لتصبح قاضية حيث صرحت أخيرا بقولها‏:‏ لن أتخلي عن هذا المنصب لو جاءني فإني أرحب ساعتها بكوني المرأة الأولي التي بإمكانها أن تحصل علي هذا اللقب في بريطانيا‏..‏
وفي كتابه قال بلير عن ديانا إنه عبر لها عن قلقه الصريح إزاء علاقتها بدودي الفايد‏,‏ ومن أنه يعتقد أن هذه العلاقة تمثل مشكلة مقلقة‏,‏ ولم يكن قولي هذا للأميرة الحسناء بدافع من الأسباب الظاهرية لعواقب تلك العلاقة أو للنفور من دودي فكل ما عرفته عنه كان عن بعد من أنه ابن طيب ورجل لطيف‏..‏ لم أضع في حسابي جنسيته أو دينه أو خلفيته‏,‏ ولكن إذا ما سئلت عن توجهات اعتراضي وقتها عنه فلن أجد سببا محددا سوي أنني كنت أجد علاقتهما غير مريحة‏,‏ وعرفت من بعض المقربين للأميرة الذين يحبونها بالفعل أنه كان لديهم نفس الشعور‏..‏ وإذا لم يكن أنتوني بلير قد استطاع في فترة رئاسته كسر أنف اليزابيث المتعالية فقد انتقم منها بإصابتها في مقتل عندما نفذ فكرته التي تبناها منذ حملته الانتخابية الأولي لرئاسة الوزراء وذلك بقراره بعدم وراثة لقب اللورد في مجلس اللوردات العريق الذي يمثل السوار الارستقراطي المحيط بمعصم العرش البريطاني‏,‏ مستندا في ذلك إلي مبدأ أنه من غير المنطقي بالمرة أن يصل المرء للسلطة بحكم مولده وليس من واقع كفاءته وقدراته وأصوات انتخابه‏..‏
كان الناس يتوقعون من مذكرات أنتوني تشارلز لينتون بلير الرجل الذي يلبس مثل الإيطالي ويأكل مثل الفرنسي ويعمل مثل الألماني ويضع أعصابه في ثلاجة مثل الإنجليزي‏,‏ ويموت بسببه الملايين كمجرم حرب‏..‏ المولود في‏6‏ مايو‏1953‏ وترتيبه الثاني بين إخوته الثلاثة لوالد يعمل كمحام من المحافظين‏..‏ توني الذي كان يتمسك في بداية السبعينيات بشعره الطويل ويتمني أن يكون مثل النجم مايك جاجر ويعزف بمهارة علي الجيتار الكهربائي بين مجموعة من عازفي الروك‏,‏ ولكنه في النهاية يصبح محاميا مثل والده‏,‏ وقد تلقي تدريبه في مكتب متخصص لشئون الأعمال ينافس للحصول علي الوظيفة فيه محامية شابة اسمها شيري بوث تصغره بعامين قال عنها‏:‏ لم أكن أكره أحدا في حياتي وقتها مثلما كرهت هذه الفتاة‏,‏ ولم أكن أدري أنه بعد وقت قصير أنني سأقع في هواها‏,‏ وهي ابنة ممثل المسرح الشهير توني بوث الذي رزق بسبع بنات من أربع زيجات‏,‏ وكانت أمها عارضة أزياء انفصلت عن زوجها وشيري لم تزل في السابعة فعملت جرسونة في أحد المطاعم‏..‏ شيري التي رشحت للبرلمان عام‏1983‏ وكانت قدراتها ونشاطها في حزب العمال يؤهلانها للصعود لكرسي رئاسة الوزراء لكنها اختارت الحياة العائلية الهادئة الدافئة التي تليق بشخصيتها التي تفتقر للكاريزما‏,‏ ولا يمثل وجودها بجوار زوجها في معاركه الانتخابية سوي ظلا باهتا يجلس بجواره في الاجتماعات لتغدو هي والكرسي كيان واحد يصفق عند بداية الكلام وعند نهايته‏,‏ ويضحك بوقار إذا ما ألقيت النكات‏,‏ وإذا ما تبادلت الحديث مع الناخبين فبعيدا عن السياسة‏,‏ وذلك رغم شهرتها في عالم المحاماة حيث تخصصت في القضايا المتعلقة بقانون العمل والعمال‏..‏ وإذا لم تضم مذكرات الزوج بلير أي اعترافات تسكنها امرأة أخري غير شيري أم أبنائه الأربعة إيوان ونيقولا وكاترين والابن الرابع ليو في عام‏2000‏ الذي أنجبته وهي في الخامسة والأربعين بإصرار علي ولادة طبيعية فإنه قال عن زوجته ببرود انجليزي مغالي فيه إن ملامحها تخاصم الكاميرا‏,‏ فوجهها غير فوتوجونيك‏,‏ وعيناها بارزتان دائمتا التحديق‏,‏ وفمها يستطيل ليصل إلي أذنيها عندما تبتسم‏,‏ وتسريحة شعرها مقولبة داخل فورمة لم تغيرها السنين‏,‏ وكل ذلك جعلها مادة شيقة لرسامي الكاريكاتير الذين يغالون في رسم التقاطيع المخاصمة بعضها والمشكلة مع شيري أنها تبالغ أحيانا في محاولات تحسين مظهرها‏,‏ وأحيانا أخري لا تأخذ خطوة واحدة في هذا الاتجاه‏,‏ ومن هنا فإنني عادة ما أخفي عنها صورها في الجرائد والمجلات حتي لا يصيبها الإحباط‏..‏ وتخوفا من اهتزاز صورة الوقار لبيت بلير وشيري ومنعا من كشف المستور خلف الجدران قام الزوجان ربيبا القانون بإيقاف نشر مذكرات روزا ليندمارك التي عملت مربية لأطفالهما في اللحظات الأخيرة في جريدة ذاميل أون صانداي وتقع في‏451‏ صفحة وتتكون من‏180‏ ألف كلمة في الثانية صباحا بعد إصدار القاضي جاكسون المناوب في المحكمة العليا قرارا بذلك بمجرد إيقاظه من النوم وغسل وجهه‏,‏ وذلك اعتمادا علي الرجوع لتوقيع المربية علي التعهد بعدم البوح بأسرار الأسياد‏..‏ وكان ولابد من تسرب سطور من مذكرات المربية التي جاء فيها أن بلير قد رفض تطعيم ابنه ليو عند ولادته بمصل إم إم آر المضاد للجدري والسعال الديكي تخوفا من إصابته بمرض التوحد الذي قد يتسبب فيه‏,‏ وأن رئيس الوزراء قد استعان بمدرسين خصوصيين لإعطاء ولديه إيوان ونيقولا دروسا في المنزل وإزاء الحملة الإعلامية العاصفة التي تفجرت خارج البيت حول ظاهرة تلك الدروس التي تفشت بين طبقات المجتمع الإنجليزي إلي حد لا يحتمل السكوت عليه آثر السيد بلير الصمت حتي لا توضع أسرته في قائمة الذين يشترون العلم بأموالهم‏,‏ وبالطبع كان هناك باب خلفي في داوننج ستريت‏!!‏ وعندما ضبط الابن الكبير إيوان في عام‏2000‏ مخمورا في ساعة متأخرة من الليل مع شلة من أصدقائه في أحد الفنادق أثناء عودتهم من أحد المراقص مما تسبب في إزعاج النزلاء وقد أدلي بمعلومات كاذبة عن اسمه وسنه وعنوانه في محاولة لإعفاء والده من الحرج كان صوت رئيس الوزراء حاسما ومرتفعا أثناء الحديث في التليفون وهو يطالب بتطبيق القانون علي ابنه مثلما يطبق علي الحالات المماثلة‏,‏ وقام بعدها بالاعتذار للشرطة والشعب‏..‏
واليوم‏25‏ سبتمبر تظهر نتيجة صراع الأشقاء ديفيد وإدميليباند أول شقيقين يخدمان كوزراء في وزارة واحدة في بريطانيا منذ عام‏1938‏ وذلك في المشهد النهائي لدراما اختيار الرئيس الجديد لحزب العمال البريطاني الذي سيخلف جوردون براون رئيس وزراء بريطانيا السابق الذي خسر الحزب تحت قيادته الانتخابات العامة الأخيرة التي أجريت في مايو الماضي لصالح حزب المحافظين‏,‏ ومن هنا تلقي مذكرات توني بلير رحلة بظلالها وتوقيت صدورها الحالي بالذات علي انتخابات العمال خاصة أنه من المعروف دعم بلير للأخ الأكبر ديفيد الذي عمل معه رئيسا لوحدة السياسات ووزيرا للدولة‏,‏ ويعتبر هذا الدعم نعمة ونقمة في آن واحد باعتبار ديفيد مشاركا في قرار بلير بالحرب ضد العراق‏,‏ وكان بلير في كتابه الجديد قد تجاوز البعد السياسي والدبلوماسي عندما وصف خليفته في الوزارة والحرب جون براون بأنه منعدم الذكاء العاطفي ومسبب للجنون‏,‏ وأنه كان يعرف جيدا أن فترة تولي براون رئاسة وزارة انجلترا وحزب العمال ستكون بمثابة الكارثة بجميع الأبعاد‏,‏ واعترف بلير بأنه فكر أكثر من مرة عندما بلغ ضيقه منتهاه في طرد براون لدرجة أن سأل صديقه اليكس فيرجسون رئيس فريق مانشستر لكرة القدم‏:‏ ماذا تفعل إذا ما كان أهم لاعبيك يرفض تنفيذ طلباتك ويقوم بما يمليه عليه رأسه؟‏!‏ فرد عليه فيرجسون بقوله‏:‏ أطرده علي الفور‏,‏ ويكتب بلير بأنه شعر بالأسف البالغ علي حزب العمال في الفترة التي يحضر فيها للاستقالة وتسليم براون رئاسة وزراء البلاد ومقعد رئاسة حزب العمال الذي قاده للفوز ثلاث مرات متتالية ليخلفه براون دون منافسة فينتكس بالحزب وبالحكومة ويقدم استقالته‏,‏ ليعتلي مقعد الوزارة وحزب المحافظين ديفيد كامرون الذي يسير علي نهج استنزاف الموقع المهم إلي آخر المدي‏,‏ حيث قام مع زوجته سامنتا بتأجير منزلهما في نوننتنج هيل الذي تتخطي قيمته‏4‏ ملايين دولار بإيجار شهري قدره‏9318‏ دولارا‏,‏ وذلك لأن الزوجين أصبحا يقيمان حاليا مجانا في مقر رئاسة الحكومة داوننج ستريت الذي يتبعه الملحق الريفي الرسمي بشيكيرز‏,‏ وكان كامرون قد أعلن في بداية تسلمه منصبه في مايو الماضي بأنه سيخفض هو ووزراؤه‏5%‏ من رواتبهم علي مدي السنوات الخمس المقبلة بما يعني أن راتب كامرون الآن هو‏142500‏ جنيه استرليني‏193360‏ دولار أي أقل ب‏7500‏جنيه استرليني عن سلفه جوردن براون‏.‏
وأبدا لن يصل كامرون إلي راتب أو مرتبة توني بلير المالية التي بلغها بحكم منصبه الذي اعتلاه لمدة عشر سنوات إذ أصبح يمتلك من العقارات سبعة بيوت تقدر قيمتها بأكثر من‏14‏ مليون جنيه‏,‏ ومعاشا تقاعديا ب‏64‏ ألف جنيه استرليني‏,‏ بالإضافة إلي‏84‏ ألف جنيه مقابل إدارة مكتبه الخاص‏,‏ ومئات الآلاف من الدولارات التي يجنيها من المحاضرات في بلاد العالم‏,‏ حيث يتقاضي ألفي دولار عن كل دقيقة‏,‏ هذا بينما تقدم له الدولة حماية تكلفها أكثر من‏6‏ ملايين جنيه استرليني كرواتب لرجال الأمن المرافقين له خلال وجوده في بريطانيا‏,‏ وفي تجواله حول العالم‏,‏ وفي إجازاته أو رحلات عمله الخاص‏..‏ وقد نشرت صحيفة ديلي تلجراف أخيرا تقريرا أفاد بأن ضباط حراسة بلير يقيمون خلال مرافقته في فنادق خمس نجوم‏,‏ إلي جانب مصروفات جيب تبلغ‏5‏ آلاف استرليني لكل منهم أسبوعيا لا يدفع منها قيمة مشتروات التسوق أو حتي مقابل لقطعة جاتوه لا تتعدي قيمتها جنيهين تسجلهما فواتير النثريات‏..‏ و‏..‏من هنا فإن أنتوني بلير عندما أعلن عن تبرعه السخي‏!!!‏ بعائدات مذكراته رحلة لصالح الجنود جرحي الحرب العراقية من الانجليز وهي‏4.6‏ مليون جنيه استرليني أي‏7.1‏ مليون دولار فقد تساءلت صحيفة الديلي تلجراف فيما إذا كان هذا التبرع بمثابة خصما من الضرائب المستحقة عليه‏,‏ وصدرت الاندبندنت بعنوان وقح من داخل المذكرات يقول لا اعتذار ولا ندم وإذا عاد الأمر لي اليوم فستكون إيران الخطوة التالية واختصرت التايمز الوقاحة في كلمتين صنعا المانشيت الرئيسي لصفحتها الأولي يقول سأفعلها ثانية‏,‏ ويذهب أنتوني بلير لحضور حفل توقيع كتابه رحلة في دبلن العاصمة الأيرلندية ليقذفه المتظاهرون بالأحذية والبيض الفاسد والزجاجات الفارغة‏,‏ ويضطر بعدها إلي إلغاء حفل التوقيع الذي كان سيقام في متحف تيت جاليري للفن المعاصر في لندن تخوفا من مثل المظاهرات المعادية‏,‏ وبعدما نشرت صحيفة الجارديان رسالة تظهر ردود أفعال مشاهير الأدب والفن في انجلترا جاء فيها‏:‏ من المشين استخدام متحف تيت العظيم لهذا الغرض‏,‏ ونحن نحث إدارة المتحف علي إعادة النظر في قرارها إزاء السيد بلير مجرم الحرب الذي كذب علي البرلمان لإدخال بريطانيا في حرب غير مشروعة‏..‏
ذلك ما كان من أمر ردود الأفعال الغاضبة التي لاقت بلير بالأحذية في بريطانيا‏,‏ بينما دعي الكانيش إلي حفل أقيم مساء الاثنين في مركز الدستور في فيلاديلفيا بأمريكا لتسلم ميدالية الحرية مرفقة بمبلغ‏100‏ ألف دولار‏,‏ وهي الجائزة التي نالها كل من جورج بوش الأب ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شيمون بيريز وملك الأردن الراحل حسين والرئيس الأفغاني حامد كرزاي والزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا الذي رأي أن قرار بلير بالمشاركة في غزو العراق كان بمثابة الخيانة بحق‏..‏ ذهب بلير لتسلم جائزته من الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون الذي أثني علي التزام الزعيم البريطاني في حل الصراعات‏,‏ ولأنه بطل الحرية وواحد من أفضل من قاد شعلة السلام في العالم‏!!!!!‏ وبعدما علق ميدالية الحرية حول عنق الفائز قال الأخير خطابه البليغ الخطير الذي جاء فيه‏:‏ أن تكون حرا يعني أن تكون مسئولا عن حرية الآخرين‏..‏ و‏..‏وربما جاء تعليق المواطن البريطاني بيتر بيرلي الذي قتل ابنه في العراق عام‏2003‏ أكثر بلاغة حول مفهوم حرية القطيع الذي يرسله الجزار للذبح إذا ما كان تبرع بلير بمثابة الدية في وفاة ابني فلن يثني عزمي يوما أو يشفي غليلي سوي أن أري محاكمة هذا الرجل كمجرم حرب‏!‏
وتسقط رحلة بلير بعد ضرب صاحبها بالأحذية في مسقط رأسه‏,‏ ليحتل كتاب عن الطهي لمؤلفته البريطانية نايجيلا لوسون مكانة الأكثر الكتب مبيعا فصاحبته لم ترق في مطبخها سوي الحساء بينما صاحب الحريات قد أراق بحور الدماء في البلد الشهيد‏!!..‏ وليته سكت‏!!‏

المزيد من مقالات سناء البيسى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.