يحاول توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق أن يكون أول رئيس لأوروبا. وكان مفترضا أن الطريق للرئاسة مفروش بالورد خاصة أن توني بلير هو أقوي المرشحين للمنصب. ولكن جاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ليقلب الأوضاع ويعيد الحسابات والتوازنات ويضعف من فرصة توني بلير في تحقيق هذا الحلم التاريخي. فساركوزي -وله كل الحق في ذلك- يعتبر أن توني بلير قد جعل من أوروبا مجرد تابع لأمريكا، وأنه لا يملك رؤية أو شخصية مستقلة بسياسات مختلفة لأوروبا بعيدا عن الولاياتالمتحدة. وساركوزي -ومعه أيضا كل الحق- يشير إلي فشل توني بلير في مهمته في تحقيق السلام في الشرق الأوسط، فقد أوكلت إليه هذه المهمة ولكنه لم يحقق فيها جديدا ولم يستطع أن يحوز ثقة أطراف النزاع في المنطقة، كما انه لم يقدم أفكارا جديدة تجعله مؤهلا للقيام بأدوار مستقبلية بناءة لأوروبا. وبعيدا عن المبررات التي يسوقها ساركوزي لعدم تأييد توني بلير فإن العداء التاريخي البريطاني الفرنسي يقف حائلا أيضا أمام تأييد فرنسا لمرشح بريطاني ليكون رئيسا لأوروبا تنضوي فرنسا تحت لوائه. لذلك فإن فرنسا ساركوزي تميل بشدة وتدعم فيليب جونزاليس رئيس وزراء اسبانيا السابق الذي يسعي إلي نفس المنصب والذي يحمل أفكارا مغايرة تماما لتوني بلير والتي من أهمها أن أوروبا قد ضلت طريقها في العشرين سنة الماضية وسارت مجرد تابع لأمريكا، كما يملك فيليب جونزاليس شخصية كاريزمية تحظي بالاحترام أوروبيا خاصة لدي الرأي العام الأوروبي وهو ما يمنحه فرصة جيدة للحصول علي دعم أوروبي متميز، وان كانت المنافسة ستظل صعبة للغاية مع توني بلير الذي يسعي للمنصب بكل قوة والذي لن يكون حال فوزه الشخصية المثلي لهذا الموقع الأدبي المهم، فهو لم يكن قط طوال فترة رئاسته للحكومة البريطانية أكثر من تابع للرئيس الأمريكي السابق بوش يتحمل معه كل مساوئه واخطائه. [email protected]