بدأت آمال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بشغل منصب أول رئيس للاتحاد الأوروبي تتلاشى مع اعتراف لندن بوجود توجه لمنح المنصب إلى شخصية من تيار يمين الوسط الذي تحكم احزابه معظم الدول الأعضاء. وذكرت صحيفة الجارديان أن مصادر بريطانية استبعدت امكانية منح المنصب إلى بلير الذي يعمل حالياً مبعوثاً لما تعرف باللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، وذلك بعد ساعات فقط من وضع رئيس الوزراء البريطاني كوردون براون ثقله وراء ترشيح سلفه لتولي منصب رئيس الاتحاد. ونسبت الصحيفة إلى المصادر قولها: من الجائز تأكيد أن فرص بلير تتضاءل، كما أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل غير متحمسين لتعيينه في المنصب على الرغم من أنه ما زال يحظى بدعم رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني. واشارت الصحيفة إلى أن ساركوزي وميركل ناقشا قضية الرئيس الجديد للاتحاد الأوروبي خلال مأدبة عشاء في قصر الإليزيه، واتفقا على منح هذا المنصب إلى شخصية من تيار يمين الوسط. وقالت إن الفرنسيين اعلنوا في بروكسل -بصورة لا تقبل الجدل- أن بلير لم يعد يحظى بدعمهم، وأكد جان ديفيد ليفيت كبير مستشاري السياسة الخارجية لدى الرئيس ساركوزي أن بريطانيا ليست جزءاً من منطقة اليورو، ولا في اتفاقية شينكين على حرية التنقل من دون قيود بين الدول الموقعة من اعضاء الاتحاد الأوروبي، وهذه بحد ذاتها لا تُعد عوامل مساعدة في البحث عن مرشح لمنصب رئيس الاتحاد. واضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء البريطاني بروان ألمح بنفسه الى أن فرص سلفه بلير لشغل منصب رئيس الاتحاد الأوروبي تضاءلت بعد سلسلة من اللقاءات التي عقدها في بروكسل مع زعماء تيار يسار الوسط. ((لم يبق أمام بلير سوى الاحالة على المعاش السياسي المبكر)).. وكانت تقارير صحفية قد أوردت أن براون يتفاوض على صفقة مع ألمانيا وفرنسا تعرض عليهما مناصب بارزة في الاتحاد الأوروبي مقابل موافقتهما على تعيين سلفه بلير رئيساً له. ونسبت التقارير إلى مسؤول وصفته بالبارز في داوننج ستريت قوله إن الفرنسيين والألمان يريدون الحصول على أفضل صفقة ممكنة من وراء تعيين بلير رئيساً للاتحاد الأوروبي، لكننا نعتقد أن ميركل ستوافق على هذا التعيين في حال حصلت على منصب بملء اختيارها في حقيبة الخارجية، وكذلك ساركوزي بعد منحه منصباً بارزاً في الإتحاد الأوروبي. وسيعين رئيس للاتحاد الأوروبي هذا العام في حال صادقت جميع الدول الأعضاء السبع والعشرين على معاهدة لشبونة التي وقّع عليها زعماء دول الاتحاد في ديسمبر 2007. يذكر ان توني بلير هو احد مجرمي الحرب الذين شاركوا في غزو العراق واحتلاله عام 2003 م بقيادة الولاياتالمتحدةالامريكية، وتسببوا في دمار هائل وغير محدود على بلاد الرافدين برمتها.