تبددت أحلام توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية ورئيس الوزراء البريطاني السابق تقريبا في شغل منصب أول رئيس للاتحاد الأوروبي بعد اعتراف لندن بوجود توجه لمنح المنصب إلي شخصية من تيار يمين الوسط الذي تحكم أحزابه معظم الدول الأعضاء، وذلك أيضا بعد خسارة بلير لدعم فرنسا وألمانيا لتبقي ايطاليا برئاسة سيلفيو بيرلسكوني هي الوحيدة التي لا زالت تدعمه. مصدر الرفض الفرنسي هو أن بريطانيا ليست جزءا من منطقة اليورو ولا اتفاقية شينجن التي تمنح حرية التنقل بين الدول الأوروبية الموقعة، وهو ما توقعته الباحثة الزائرة فيديريجا بيندي بمعهد بروكنجز الأمريكي مطلع الشهر الماضي، لكن تشارلز جرانت مدير مركز الاصلاح الأوروبي يري أن وجود بلير سيحسن من المصداقية الدولية للاتحاد الأوروبي فهو الوحيد القادر علي لعب دور في تشكيل النظام العالمي الجديد في رأيه. ولما كان هذا المنصب هو شرفي بالأساس أي أنه لا يعطي صاحبه أي سلطات رئيسية، فانه يعتمد علي الكاريزما التي يتمتع بها صاحبه وقدرته علي الاقناع والقيادة، وهو ما يفتقده باقي المرشحين غير المعروفين لدي دول العالم مثل رؤساء وزراء هولندا ولوكسمبرج وبلجيكا ومستشار النمسا السابق. وأضاف جرانت أن مساهمة بلير في توسيع الاتحاد الأوروبي طوال عشر سنوات هي فترة بقائه في منصبه كرئيس للحكومة البريطانية ودوره في ايفاد بعثتي حفظ سلام وشرطة لمناطق نزاعات مثل البوسنة والكونغو وفلسطين وساحل الصومال، والأهم دوره في وضع سياسة الدفاع للاتحاد الأوروبي.. كل ذلك يعطيه أفضلية عن منافسيه.