تصعيد ديموقراطي ضد ترامب بسبب وثائق إبستين المثيرة للجدل

صعّد الحزب الديموقراطي هجومه السياسي والإعلامي ضد إدارة ترامب، على خلفية ما وصفه بمحاولات متعمدة للتعتيم على وثائق إبستين الحساسة، في قضية لا تزال تثير جدلا واسعا داخل الولايات المتحدة. واتهم قادة في الحزب الديموقراطي الرئيس ترامب وإدارته بالسعي إلى حجب معلومات مهمة عن الرأي العام، معتبرين أن طريقة تعامل وزارة العدل مع وثائق إبستين تقوض مبدأ الشفافية وتثير شكوكا حول حماية شخصيات نافذة.
وفي هذا السياق، قال النائب الديموقراطي جايمي راسكين إن ما يجري يهدف بوضوح إلى إخفاء وقائع لا يرغب ترامب في كشفها، سواء كانت تتعلق به شخصيا أو بأفراد من عائلته أو بدائرته المقربة. وأضاف أن استمرار إخفاء وثائق إبستين يضر بثقة المواطنين في وزارة العدل ويضع علامات استفهام حول مدى التزام الإدارة بمبدأ الشفافية الذي يطالب به الحزب الديموقراطي منذ بداية القضية.
من جهته، اتهم النائب الديموقراطي رو خانا وزارة العدل بمواصلة التستر على شخصيات نافذة، مشيرا إلى أن وثائق إبستين قد تكشف تورط رجال ذوي نفوذ سياسي في انتهاكات جسيمة بحق قاصرات. وشدد على أن تجاهل هذه الملفات يمثل فشلا أخلاقيا وقانونيا، ويضع إدارة ترامب في مواجهة مباشرة مع مطالب الحزب الديموقراطي بضرورة الإفصاح الكامل.
ولم تقتصر الانتقادات على الحزب الديموقراطي فقط، إذ انضم النائب الجمهوري توماس ماسي والنائبة اليمينية المتطرفة مارجوري تايلور غرين إلى موجة الانتقادات، معتبرين أن غياب الشفافية في قضية وثائق إبستين غير مبرر. وأكدت غرين أن الهدف لا يجب أن يكون حماية شخصيات سياسية، في إشارة غير مباشرة إلى ترامب، مطالبة وزارة العدل بالكشف عن كل ما يتعلق بالملف.
بدوره، شدد زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز على أن ضحايا هذه القضية يستحقون الشفافية الكاملة، داعيا إلى فتح تحقيق حول احتمال وجود تقصير أو تعمد في إخفاء وثائق إبستين. وأكد أن استمرار الغموض يضر بمصداقية وزارة العدل ويغذي الشكوك حول دور إدارة ترامب.
في المقابل، نفت وزارة العدل الاتهامات، مؤكدة على لسان نائب وزير العدل تود بلانش أنه لا توجد نية لإخفاء أي معلومات، سواء تعلقت ب ترامب أو بغيره من الشخصيات العامة. غير أن اختفاء ما لا يقل عن 16 ملفا من موقع وزارة العدل، بينها صورة يظهر فيها ترامب، أعاد إشعال الجدل، وعزز مطالب الحزب الديموقراطي بمزيد من الشفافية في ملف وثائق إبستين الذي لا يزال يلقي بظلاله الثقيلة على المشهد السياسي الأمريكي.