صناديق التحوط أداة استثمارية جديدة بدأت جذب انظار الكثير من المستثمرين في المنطقة علي مستوي الافراد أو المؤسسات. اشارت دراسة حديثة لبنك نيويورك ان قيمة استثمارات المؤسسات الشرق اوسطية والخليجية يمكن ان ترتفع إلي 140 مليار دولار بحلول عام 2010 مع بحث المستثمرين العرب عن بدائل لاستثمار عوائد البترول الوفيرة. اوضحت ان الصناديق غائبة بشكل ملحوظ عن الاستثمار في المنطقة نتيجة عدم وجود الادوات الاستثمارية أو مجالات الاستثمار لهذه الصناديق مثل المشتقات SHORT SELLING. شروط للتأسيس أوضح هشام اكرم مدير الاصول ببنك الاستثمار بلتون من انه الممكن تأسيس صناديق تحوط بالسوق المصرية ولكن يستلزم ذلك توفير بعض الادوات المالية قبل الشروع في تأسيس هذا النوع من الصناديق علي رأسها البيع علي المكشوف SHORT SELLING. اكد لابد من توافر عدد كبير من الشركات المدرجة في السوق علي سبيل المثال الامريكي به حوالي 20 ألف شركة وهو ما يمثل بيئة خصبة لتأسيس صناديق التحوط نظرا لامكانية اتاحة خيارات استثمار في عدد غير محدود من الأسهم. اضاف بلتون لديها حصة في شركة في لندن Mena capital تعمل علي تأسيس صناديق التحوط التي تستثمر في منطقة الشرط الاوسط ونظرا لعدم توافر أداة بيع الأسهم علي المكشوف في معظم اسواق المنطقة تلجأ الشركة إلي اقتراض اسهم من مؤسسات مالية كبيرة حتي تستطيع العمل بالشكل المطلوب. توقع حال تأسيس هذا النوع من الصناديق فان الطلب عليه سيكون كبيرا وبشكل ملحوظ وعن وعوائد تلك الصناديق يؤكد ان عوائدها تكون اقل من الصناديق العادية ولكن في نفس الوقت المخاطرة اقل بالاضافة إلي امكانية تأسيس صناديق تعمل وفقا للشريعة الاسلامية وهو ما يلقي طلبا كبيرا من جانب المستثمرين في الوقت الراهن خصوصا منطقة الخليج. البيع علي المكشوف اشار الدكتور عصام خليفة العضو المنتدب لشركة الأهلي لادارة صناديق الاستثمار ان تأسيس هذا النوع من الصناديق يحتاج لدخول المزيد من الادوات في السوق المصري علي رأسها البيع علي المكشوف والمشتقات. اضاف: لابد من البداية من بحث الطريقة المثلي لدخول تلك الادوات خصوصا ان السوق المصري غير جاهز بالفعل لاستقبال بورصة المشتقات لان العمل في هذه البورصة يحتاج إلي نوعية خاصة من العملاء والمستثمرين والكوادر البشرية المتخصصة وهو غير متوافر حاليا والدليل علي ذلك سياسة العشوائية التي يتبعها اغلب المستثمرين في البورصة حاليا بسبب نقص الخبرة والوعي الاستثماري لديهم وهو مايمثل العائق الاساسي لوجود بورصة للمشتقات في مصر. اكد ان السوق المصري سوق ناشئ وقد لا يحقق النجاح المطلوب في هذه البورصة تحديدا لذلك فلابد اولا من الاستعداد الكافي واللازم كي نكون مؤهلين للعمل في اي نظام جديد قد يكون به فوائد إلي السوق. اشار إلي ان وجود بورصة للمشتقات قد تكون لها فوائد عديدة بالفعل للسوق ولكن يجب الاستعداد اولا وقبل أي شيء آخر حتي نتمكن من تحقيق النجاح المطلوب غير ملائمة أكد سامح أبو العرايس مدير قسم التحليل الفني بشركة بايونيرز أن صناديق التحوط بصورتها الحالية في الأسواق الدولية غير ملائمة للسوق المصري، بسبب غياب الوسائل الاستثمارية التي تستخدمها هذه الصناديق مثل البيع علي المكشوف "short selling" والمشتقات "derivatives". إلا انها قد تظهر في المستقبل مع تطور السوق وادخال المزيد من الأدوات الاستثمارية. برر احجام المستثمرين عن الاستثمار خلال الفترة الماضية في صناديق التحوط لسببين العائدات الهائلة لبورصات الأسهم الإقليمية التي مثلت فرصة استثمارية جيدة مع مخاطرة أقل. .. والسبب الثاني الجدل الشرعي والفقهي حول مشروعية أدوات استثمارية مثل الاقتراض بالفائدة والبيع علي المكشوف والعقود الآجلة، وهذه الأدوات من أهم خصائص صناديق التحوط بصورتها الحالية في الأسواق العالمية. وعن تحول عدد كبير من المؤسسات لصناديق التحوط العالمية في ظل ضعف أسواق الأسهم عالميا أوضح لا اعتقد ان السبب ضعف أسواق الأسهم عالميا، فأسواق الأسهم العالمية تحقق ارتفاعات قياسية الفترة الأخيرة، ويحقق العديد منها مستويات تاريخية جديدة، بما في ذلك الأسواق الناشئة والسوق الأمريكي.. ويعود السبب إلي الرغبة في تنويع الاستثمارات وتوزيع المخاطرة. أضاف: نلاحظ ان هناك اتجاها عالميا لتطوير منتجات وأدوات مالية واستثمارية متوافقة مع الشريعة الإسلامية وبالنسبة لصناديق التحوط تبرز مشكلة الجدل الفقهي والشرعي في مدي مشروعية البيع المستقبلي والبيع علي المكشوف والاقتراض بفائدة، وهي من أهم خصائص صناديق التحوط بصورتها الحالية في الأسواق العالمية. أشار إلي انه يجب البحث عن أدوات متوافقة مع الشريعة الإسلامية وتؤدي نفس الغرض لزيادة العائد مع توزيع المخاطرة، والاستفادة من العلاقات بين الأسواق والأدوات الاستثمارية المختلفة. اضاف بعض ادوات التحليل الفني المستخدمة بنجاح في هذا النجال مثل تحليل العلاقة بين الاسواق والأدوات المختلفة INTER MARKET ANALYSIS . كذلك العلاقة بين الاسواق والادوات المختلفة SECTORROATION. وهذه من الادوات تحقق أداء يفوق في العديد من الاحيان اداء صندايق التحوط التقليدية. اكد يمكن توزيع المخاطر بين القطاعات التي تتميز بعلاقة ارتباط عكسية مثل اسواق السلع كالبترول والمعادن مثلا الممثلة بمؤشر CRB وارتباطها العكسي بقطاع شركات الطيران وادوات العائد الثابت مثل السندات واذون الخزانة. وكذلك الارتباط الطردي بين السلع COMMODITIES وبين اسهم شركات التعدين وارتباطها العسكي بشركات الخدمات الاساسية والمرافق والقطاع البنكي. اشار ظهرت الفترة الاخيرة الصناديق المدارة بأساليب التحليل الفني TECHNICALLY DRIVEN FUNDS التي تعتمد علي اساليب التحليل الفني اضافة إلي التحليل الكمي في ادارة المخاطر واختيار القطاعات والاسواق والادوات الاستثمارية المناسبة وحقق اداء جيدا في مختلف الاسواق المالية وان كنا لم نشهد مثل هذه الصناديق في المنطقة العربية.