أولمرت بمهارة يحسد عليها قام بقذف كرة المبادرة العربية الي شباك العرب من جديد.. فالرجل لم يعترف بالمبادرة .. لكنه اعلن استعداده لمناقشتها في قمة تضم الدول العربية المعتدلة علي حد تعبيره مع ان المبادرة خرجت من مؤتمر بيروت واكدها بالاجماع من قمة الرياض. والواضح ان اسرائيل عادت للمراوغة من جديد، فالعرب اشترطوا القبول بمضمونها من الدولة العبرية مقابل تطبيع العلاقات بينها وبين جميع الاقطار العربية اذا انسحبت من الاراضي العربية التي احتلتها عام 1967 انسحابا كاملا واقامة دولة فلسطينية وايجاد حل عادل لمشكلة اللاجئين. اهم النقاط التي لا تقرها اسرائيل متمثلة في الانسحاب الكامل من الارض المحتلة فهي تريد اجزاء من الضفة الغربية والجولان وجنوب لبنان وبالتالي تريد التفاوض علي هذا الاساس. يا سيد اولمرت لقد دعوت لعقد بينك وبين القادة العرب المعتدلين لبحث افكار احلال السلام في المنطقة .. فهل تقول علنا ما هذه الافكار مثلما اعلنت مبادرة السلام العربية علي الملأ؟ فلتعلن ما تريد قوله ليعرفه الشعب العربي وشعوب العالم، فالسرية ليس لها مكان في عالمنا اليوم لان القضية واضحة ولا لبس فيها فأنتم مغتصبون لارض تم الاستيلاء عليها بالاحتلال .. وعودتها لاصحابها العالم أقر بها، اما محاولة الهروب للتملص من مبادرة السلام يوضح انكم رافضون لها. واتمني من القادة العرب عدم الوقوع في الفخ "الاولمرتي" الذي يريد تسويف القضايا خاصة بعد الاعلان علي لسان رئيس وزراء اسرائيل ان الدول التي لها وزنها في العالم العربي بدأت تدرك ان اسرائيل ليست مصدر قلقها الرئيسي. فمن اذن مصدر القلق ؟! نقول: لن يكون هناك تطبيع قبل تحقيق السلام وهذا ما اكده عمرو موسي لان العرب لن يقدموا هذا التطبيع للدولة العبرية علي طبق من ذهب. والواضح ان "اولمرت" استأذن واشنطن قبل دعوته لقمة مع الدول العربية المعتدلة فهي اذن شريكة في طمس الحقائق. أمر آخر مهم ويجب رفضه. لا نقبل التصنيف الاسرائيلي بوجود دول عربية معتدلة واخري متشددة لان هدف هدف ذلك واضح وهو اصابة التضامن العربي بالانشقاق وإحداث تصدع في جدرانه وهو ما يريده اعداء الامة العربية.