منذ سبع سنوات قدمت القمة العربية في بيروت المبادرة العربية للسلام مع اسرائيل والدول العربية.. ثم اعادت قمة الرياض العرض مرة اخري من خلال القمة الاخيرة.. وكان رد الفعل الاسرائيلي والامريكي باردا لا يتناسب مع قمة الرؤساء والملوك العرب.. لقد تحدث اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي عن المبادرة بطريقة غريبة كما ان الادارة الامريكية لم تعلق علي الموضوع وكل ما توقفت عنده هو حديث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله عن الاحتلال الامريكي للعراق.. ولم يكن غريبا رد الفعل الاسرائيلي علي المبادرة العربية لان اسرائيل منذ سبع سنوات توقفت عند بنود كثيرة فيها ولا يمكن ان يكون الموقف الراهن في العالم العربي افضل منه في عام 2000.. منذ سبع سنوات لم يكن العراق محتلا وكانت المقاومة الفلسطينية اكثر شراسة ولم يكن العالم العربي بكل هذا الهوان شعوبا وحكومات فكل المناطق مشتعلة وكل الشعوب ساخطة وكل الحكومات مستسلمة للقدر الامريكي.. حرب في السودان والصومال واحتلال في العراق وانقسامات في لبنان وخلافات عربية عربية.. كل هذا يجعل العالم العربي في موقف لا يحسد عليه.. فليس هناك ما يشجع اسرائيل علي قبول المبادرة العربية او اي مبادرات اخري.. لقد وصلت اسرائيل الي التطبيع السري مع معظم العواصم العربية وليست في حاجة لاعتراف عربي بوجودها كما ان المقاومة الفلسطينية وجدت من يحاصرها داخل الاطار الفلسطيني ثم ان اسرائيل تستطيع الان ان تفرض ما تريد من خلال الادارة الامريكية وحالة الفوضي التي يعيشها العالم العربي.. ومن هنا كان رد اسرائيل فاترا في العرض الثاني للمبادرة العربية لانها تدرك ان الوقت يسير لصالحها وان العرب منقسمون وان بلادهم الان مستباحة لكل من هب ودب وهناك حروب اهلية تهدد الجميع ما بين السنة والشيعة في العراق والشمال والجنوب في السودان والارهاب الذي يحاصر الجميع ولهذا اختارت اسرائيل كما اعتادت دائما ان تلعب علي الوقت والزمن لانها تري انه خدم كل اهدافها في التوسع والاستقرار وفرض الامر الواقع ومازال العرب غارقون في مشاكلهم سواء كانت من صنعهم او جاءت اليهم من الخارج ولكن المهم ان المشروع الصهيوني يكسب كل يوم ارضا جديدة بينما نخسر نحن كل يوم ما بقي بين ايدينا من اوراق.