نجحت امريكا في اشعال الموقف وافساد العلاقات بين الشعوب العربية وليس فقط بين الحكومات وقد استفادت امريكا كثيرا من السياسة الاستعمارية القديمة التي اتبعها الانجليز في العالم العربي اثناء احتلالهم له منذ سنوات بعيدة.. نجحت السياسة الامريكية في اشعال الموقف بين فتح وحماس ودخلت بالقضية الفلسطينية الي سرداب طويل مظلم من الاستسلام والرضا بالامر الواقع.. ان العداء الحقيقي الان لم يعد بين فتح واسرائيل ولكن للاسف الشديد ان الصراع الدائر الان بين حماس وفتح اي بين ابناء الشعب الواحد.. واستطاعت امريكا ايضا ان تشعل الصراع بين طوائف الشعب العراقي من السنة والشيعة والاكراد وفي كل يوم يسقط عشرات القتلي من كل هذه الطوائف والدمار لا يفرق بين سني او شيعي في نهاية المطاف.. واشعلت امريكا ايضا الموقف بين سوريا ولبنان وساءت العلاقات بين البلدين الشقيقين حتي وصلت الي اسوأ حالاتها.. بل ان امريكا تسعي الي استقطاب جبهات لبنانية علي حساب جبهات اخري وهي تحاصر حزب الله من كل مكان. ويمتد التأثير الامريكي اكثر من هذا بكثير من خلال التدخل السافر في شئون الحكومات العربية واذا بحثت عن اي كارثة في دولة عربية سوف تكتشف ان هناك اصابع امريكية.. في ازمة دارفور يطل الوجه الامريكي القبيح.. وفي ازمة الجنوب السوداني كانت امريكا صاحبة الدور الاول.. بل ان امريكا تلعب ادوارا خفية في مصر بين المسلمين والاقباط وفي الجزائر بين الحكومة الجزائرية وجبهة الانقاذ والبربر وفي دول الخليج بين السنة والشيعة من شعوب دول الخليج نفسها.. وكانت نتيجة ذلك كله ان الخلافات بين الدول العربية بعضها البعض تزداد كل يوم اتساعا حتي وجدنا من يقول ان العدو الحقيقي للعرب هو ايران وليست اسرائيل وان امريكا هي الصديق الافضل الان في قائمة العلاقات الدولية العربية رغم ان اخر ما تسعي اليه امريكا او تفكر فيه هو مصالح الشعوب العربية ولن يكون غريبا ان نشاهد قريبا صراعات عربية عربية اكثر عنفا والسبب في ذلك هو اننا تحولنا الي ادوات في يد الادارة الامريكية تفعل بنا ما تريد وما تشاء.