إذا كانت تكلفة الجودة علي نحو ما قدمنا وعرضنا يتضمنها ما اطلقنا عليه مربع تكلفة الجودة الذي تتمثل اضلاعه في اربعة محاور هي تكلفة الفشل الداخلي وتكلفة الفشل الخارجي وتكلفة الفحص والتقييم وتكلفة المنع والوقاية.. فإن السؤال المطروح هو كيف يمكن قياس هذه التكلفة؟ والقياس هنا له ستة ابعاد حاكمة واساسية اذا تخلف او غاب ركن منها انهارت بقية الاركان، فالقياس هنا بنيان يشد بعضه بعضا.. ويمكن عرض تلك الاركان الستة علي النحو التالي: أولا- الفترة الزمنية: يرتبط القياس المالي بفترة زمانية يجب ان تكون محددة ومعلومة، فالتكلفة انما تعبر وتنتمي الي تلك الفترة وليس الي سواها.. فإذا قلنا مثلا ان الاجور كبند من بنود التكلفة هي خمسة ملايين جنيه فإن هذا الكلام لامعني له لاننا لا نعرف الفترة الزمنية التي تتعلق بذلك هل هي يوم أم شهر أم سنة أم غير ذلك.. فالركن الاول هو ارتباط القياس بفترة زمانية محددة. ثانيا - أهداف القياس: نحن نريد ان نقيس التكلفة المتعلقة بفترة زمانية معينة لتحقيق اهداف محددة من إجراء هذا القياس وتختلف الاهداف كما تتباين، فقد يكون الهدف استخدام نتائج القياس في التقييم او التسعير او الرقابة او اتخاذ القرارات بشأن الدخول في مناقصة او اختيار بين بدائل متعددة. ويلزم تحديد الاغراض او الاهداف التي يسعي اليها القياس حتي يمكن اختيار نوع واساليب ومفاهيم القياس المرتبط بكل هدف من الاهداف.. ذلك ان للتكلفة مفاهيم متعددة يتم الاختيار من بينها علي اساس ما يسعي القياس لبلوغه وتعرف تلك القاعدة بأنها تكاليف مختلفة لأغراض مختلفة Diffrent Cost For Different Pokpuse ولا يمكن اجراء قياس سليم دون تحديد الاهداف التي يسعي هذا القياس لتحقيقها فإذا اردنا مثلا ان نقيس قيمة متغير لتحديد ما يلزم تدبيره من اموال لمواجهة تكلفة او التزام معين فإننا هنا لابد ان نستخدم المفهوم النقدي للتكلفة، فيخرج من نطاق تلك التكلفة بعض العناصر التي لا تمثل تكلفة نقدية مثل الإهلاك الخاص بالأصول الثابتة وهكذا. وللحديث بقية بمشيئة الله