ستة أبعاد حاكمة في سلسلة قياس تكلفة الجودة هي الفترة الزمنية ،واهداف القياس ،واساليب ومفهوم القياس، وأساليب وأدوات القياس، وإجراءات تطبيق تلك الاساليب ، ومواصفات يجب ان تحكم هذا القياس.. وقد تناولنا البعدين الاول والثاني حيث يجب ان يرتبط القياس المالي بفترة زمنية محددة ومعلومة كما يجب ان يكون له اهداف يسعي لتحقيقها ونستكمل هنا بقية تلك الابعاد . ثالثا: مفهوم القياس: القياس قد يكون وصفيا وقد يكون كميا والقياس الوصفي كأن تقول أن شخصا ما طويل أوقصير أو متوسط القامة أو أنه ابيض أو أسمر أو قمحي فأنت تصف محل القياس هنا... أما القياس الكمي فهو ذلك القياس الذي يسعي لتحديد القيمة أو العدد بالارقام . كما ان القياس يمكن ان يكون مطلقا أو حتماليا ... فالقياس المطلق كأن تقول ان قيمة المبيعات 1000 جنيه أما القياس الاحتمالي فهو أن تقدر القيمة علي اساس نسبة احتمال تحققه فإذا قلنا ان المبيعات يمكن ان تكون 1000 جنيه باحتمال تحقق 80% فإن معني هذا ان القيمة الاحتمالية هنا هي 800 جنيه. والقياس قد يكون فعليا وقد يكون مسبقا .. فالقياس الفعلي مرتبط بالماضي أو المستقبل أي بفترة زمنية سابقة أوبالفترة الزمنية الحالية كأن نقول ان الاجور بلغت في الشهر السابق 1000 جنيه أو ان الاجور عن هذا اليوم 100جنيه.. أما القياس المسبق فهو تقدير مسبق لفترة قادمة مثل الموازنة للسنة القادمة بالنسبة للايرادات او النفقات فهي تتوقع قيمة عن فترة مقبلة في ضوء افتراضات معينة. ويتم تحديد مفهوم القياس ونوعه وفقا للاهداف التي يسعي لتحقيقها فإذا كان الهدف هو تحديد التكلفة الفعلية عن فترة زمنية معينة فإننا نستخدم هنا مفهوم القياس الفعلي أما إذا كان الهدف هو تحقيق الرقابة علي التكلفة مثلا فإن مفهوم القياس المستخدم في هذه الحالة هو كل من القياس الفعلي والقياس المسبق وتحديد الفروق بينهما وتحليلها والتعرف علي مسبباتها واتخاذ القرارات المصححة في ضوء ذلك ... وهكذا. اما اذا كان الهدف من القياس هو تحديد سياسة التسعير علي اساس التكلفة + هامش ربح Cost Plus فإن كلا من مفهوم القياس الفعلي والقياس المسبق والقياس الاحتمالي ممكنة الاستخدام . وللحديث بقية بمشيئة الله