شهد القطاع المصرفي تطورات سريعة خلال الأيام القليلة الماضية تتعلق باستقالة بعض القيادات المصرفية وبتلقي عروض جديدة للاستحواذ علي عدد من البنوك المطروحة للبيع، كما تتعلق أيضاً بتزايد دور البنوك في مجال دعم سوق المال والعمل علي عودة الاستقرار للبورصة، وطالت هذه التطورات بنوكاً عدة في مقدمتها: الأهلي والوطني المصري والدلتا الدولي والإسكندرية التجاري والبحري وفيصل الإسلامي المصري. فعلي مستوي البنك الوطني المصري دفعت تركيبة المساهمات الجديدة بالبنك أحمد قورة للاستقالة من منصبه كرئيس لمجلس الإدارة وعضو منتدب، وقبل المجلس الاستقالة وعين أيمن أحمد فتحي حسين في منصب رئيس المجلس غير التنفيذي، مع تكليف د. ياسر إسماعيل حسن بالعمل التنفيذي إلي جانب عمله كعضو منتدب، وكان عدد من المساهمين العرب والأجانب في مقدمتهم مجموعتا هيرمس والنعيم قد أستحوذوا علي النصيب الأكبر من رأسمال البنك الوطني المصري الشهر الماضي من خلال شراء حصص متداولة بالبورصة. وفي أول تصريح له للصحافة قال أيمن حسين الرئيس الجديد للبنك ل "العالم اليوم": إن كبار المساهمين تلقوا بالفعل عروضاً من بنوك عالمية كبري في مقدمتها البنك السعودي الفرنسي ومصرف قطر الإسلامي للاستحواذ علي حصة رئيسية بالبنك البالغ رأسماله المدفوع 750 مليون جنيه، وأكد استعداد المساهمين لبيع حصتهم أو جزء منها بشرط تلقي العرض المغري. وعلي مستوي بنك الإسكندرية التجاري والبحري فقد زادت حدة المنافسة علي شرائه عقب دخول بنك بيريوس "مصر" سباق المنافسة إلي جانب بنوك أخري في مقدمتها بنك الاتحاد الوطني الإماراتي المملوك لإماراتي أبو ظبي ودبي. كما أعلن بنكان أخران لم يتم الكشف عنهما بعد عن عزمهما الاستحواذ علي البنك البالغ رأسماله المدفوع 112 مليون جنيه. وفيما يتعلق ببنك الدلتا الدولي فقد انتهي البنك الأهلي المتحد "البحرين" بالتعاون مع مكتبي "الشلقاني" و"أرنست أند يانج" من أعمال الفحص الفني للبنك البالغ رأسماله المدفوع 500 مليون جنيه، ومن المقرر ان يتقدم البنك البحريني بعرض مالي خلال أيام للاستحواذ علي 100% من "الدلتا الدولي" وبحد أدني 80%، يعد "الدلتا" أول بنك خاص يتم بيعه لمستثمرين أجانب حيث إن عملية البيع كانت مقصورة في السنوات الماضية علي البنوك المشتركة التي تسيطر الدولة علي حصة رئيسية بها. بالنسبة للتطورات داخل البنك الأهلي فإن البنك يقود حالياً كونسرتيوم لتأسيس صندوق استثمار يقوم بدور صانع السوق ويبلغ رأسماله المرخص به 5 مليارات جنيه والمدفوع مليار جنيه، وقال حسين عبد العزيز رئيس البنك ل "العالم اليوم": إن البنك تقدم بالفعل بطلب لهيئة سوق المال للحصول علي ترخيص بتأسيس الصندوق الذي يعد الأول من نوعه، وأشار إلي ان الصندوق قد يبدأ رأسماله ب 500 مليون جنيه، علي ان يتم استدعاء باقي رأس المال وقت الحاجة. ويضم الكونسرتيوم عددا من البنوك وشركات التأمين في مقدمتها بنك الاستثمار القومي وشركة مصر للتأمين ومؤسسات استثمارية كبري. وأكد عبد العزيز ان الوقت مناسب لإطلاق الصندوق الجديد الذي يستثمر أمواله في الأوراق المالية التي تتراجع اسعارها بدون مبرر، علي ان يبيع هذه الأوراق وقت الانتعاش، وكشف عن بدء إجراء "الأهلي" مفاوضات مع مؤسسات أمريكية وأوروبية لإدارة الصندوق الذي يحتاج لاحترافية في إدارته. أما بالنسبة لبنك فيصل الإسلامي فقد نجح في الاستحواذ علي حصة في بنك "إثمار" البحريني البالغ رأسماله المدفوع 365 مليون دولار. حيث اشتري 3% من اسهم البنك في إطار خطته الرامية إلي دعم تواجده داخل منطقة الخليج بهدف جذب مزيد من الاستثمارات العربية للسوق المصرية.