الشغل الشاغل حاليا لدي قطاع عريض من المصريين بل والعرب.. هو كيف يشاهدون مباريات كأس العالم المقامة حاليا في ألمانيا؟ ولاسيما أنها لا تبث علي قنوات التليفزيون الأرضية أو الفضائية لأنها مشفرة ولابد من دفع "اشتراك" لمشاهدتها. بالفعل هناك حالة غضب بسبب عجز "الحكومات" عن توفير تلك الوجبة الكروية الدسمة مجانا، ولاسيما بعد ان فشلت المفاوضات مع الشركة التي لها حق البث أو المحتكرة له، والتي طلبت - ومن حقها - تكلفة نقل المباريات علي القنوات الأرضية للتليفزيونات العربية ومنها مصر، ولم تفلح محاولات ملوك ورؤساء ومسئولين كبار في إثناء الشركة عن موقفها أو الوصول إلي حل وسط أو تقليل النفقات، وصل الجميع إلي طريق مسدود. ويبدو أن انشغال جانب من الحكومات والشعوب العربية بالوصول إلي حل لاذاعة المباريات دون تشفير أو بالمجان جعل إسرائيل "تلعب" في الساحة بمفردها وتضرب المصطافين الأبرياء علي شاطيء غزة بالصواريخ وتقتل أطفالا وشيوخا وهم يستحمون.. بعد أن اغتالت أبو سمهدانة ولم يتحرك أحد. وهذا ليس بغريب عليها لانها تعرف كيف تصطاد في الماء العكر وتلعب علي خلافات الفصائل الفلسطينية. وأتمني ألا تستمر حالة الانشغال طويلا، خاصة أن هناك حلولاً توفيقية يمكن طرحها حتي تستمتع الجماهير العربية والمصرية بمشاهدة مباريات كأس العالم وأيضا كي تستفيد القنوات التليفزيونية المصرية - الرسمية والخاصة - من إذاعة تلك المباريات وتحقق داخلا إعلانيا كبيراً، وفي نفس الوقت تحقق الشركة الوحيدة التي لها حق البث أرباحاً وهذا حقها. ومن بين تلك الحلول إذاعة المباريات علي قناة النيل الرياضية بمقابل رمزي يناسب "فقراء المشجعين" وفي نفس الوقت يمكن إذاعة ملخص للمباريات ضمن برنامج رياضي خاص علي القناة الأولي أو الثانية، في فترة مشاهدة مناسبة، شريطة أن يتخلل هذا البرنامج العديد من الإعلانات بل يمكن أن تكون هناك شركة راعية لهذا البرنامج. وهذا الاقتراح أو الحل التوفيقي لابد ان يقابله مرونة من الشركة الناقلة للمباريات علي شبكاتها واتفاق بعيد المدي، كي تعوض عن المقابل لغير المبالغ فيه الذي سيدفع لها، بدلاً من ان تتعنت وتخسر علي المدي البعيد أهم وأكبر مشاهدين لقنواتها في العالم العربي وهم المصريون خاصة عشاق كرة القدم و"الأفلام". فمن مصلحة تلك الشركة ان تعامل المشاهدين المصريين معاملة خاصة، حتي لا يلجأ بعض منهم إلي القنوات غير الشرعية، ويشتركون في "وصلات" لا يتعدي الاشتراك فيها 20 جنيها شهريا ويشاهدون من خلالها بشكل غير شرعي كل المباريات والتحاليل الرياضية وأجمل الأهداف، بالإضافة إلي قنوات أخري "سوبر". وتلك "الوصلات" تؤدي إلي خسارة الشركة مبالغ طائلة ولم تفلح الإعلانات والأغنيات والأحاديث الدينية التي تبثها الشبكة لمنع تلك "السرقة الفضائية" وتحريم المشاهد مدفوعة الأجر مجانا، وبالتالي فإن الوصول إلي حل وسط أو تشفير حلال سيرضي جميع الأطراف.. الشركة والمشاهدين وأيضا الحكومة لأن الأخيرة تعلم مدي عشق الشعب المصري لكرة القدم وان انشغاله بمتابعة مباريات كأس العالم قد يريحها أيضا، ونتمني ألا تستغل هذا "الانشغال" بشيء يعكنن علينا. [email protected]