كتب - محمد عبدالعليم: دعت دراسة جامعية حديثة البنوك للعمل علي تبسيط الخدمات المصرفية الالكترونية وتقديمها في صورة سهلة تجذب العملاء والتأكيد علي توافر اعتبارات الأمان والخصوصية لكل عميل كما دعت إلي ضرورة تقديم الخدمة المصرفية الالكترونية بأسعار منخفضة عن نظيرتها التقليدية لتشجيع الطلب عليها الدراسة حملت عنوان "دور الشبكات الالكترونية في تنمية الطلب علي الخدمات المصرفية" ونال عنها الباحث حاتم البنا درجة الماجستير من كلية تجارة المنوفية وأشرف عليها كل من الدكتور جمال الدين المرسي رئيس قسم إدارة الأعمال والدكتور حسين طه أستاذ إدارة الأعمال المساعد بالكلية. من خلال الاستقصاء الذي تم تطبيقه علي مجتمع الدراسة ممثلا في الفروع الرئيسية للبنوك العاملة في مصر تم التوصل إلي مجموعة من المحددات لعملية تبني البنك لاستخدام الشبكات الالكترونية أولها يتمثل في إدار المسئولين في البنوك لأهمية الشبكات الالكترونية ويمثل حجم البنك ثاني أهم محدد من محددات استخدام الشبكات الالكترونية في تقديم الخدمات المصرفية فكلما كان حجم البنك أكبر كان أكثر استخداما لشبكة الانترنت.. وقد لاحظت الدراسة الميدانية أن جانبا من البنوك الخاصة والمشتركة لم تستخدم الانترنت بعد وهي معظمها بنوك صغيرة وتأثرت بعض فروع البنوك الأجنبية بنفس العنصر في حين ساعد كبر حجم بنوك القطاع العام علي استخدام الشبكات في جميع البنوك. ويعتبر نوع ملكية البنك قطاع عام أو خاص أو فروع أجنبية من محددات الاستخدام المهمة لتطبيقات الشبكات الالكترونية في العمل المصرفي.. فالبنوك ذات الملكية المشتركة هي الأكثر استخداما للانترنت في تقديم خدماتها المصرفية حيث تتمتع إدارات هذه البنوك بمرونة أكبر وقدرة أوسع علي اتخاذ القرارات والالتزام بتحقيق أهداف البنك والسعي لتعظيم الأرباح والحرية في توفير المتطلبات الفنية والمادية. وبالنسبة للبنوك ذات الملكية الأجنبية فإنه بالرغم من أن 40% فقط منها يستخدم الانترنت بشكل كبير إلا أنها تتمتع برؤية متطورة ومتقدمة بالنسبة للخدمات المتاحة للعملاء. وأظهرت الدراسة أن هناك مجموعة من الدوافع التي تشجع وتدفع متخذي القرار نحو تبني استخدام شبكة الانترنت في البنوك.. وباختبار هذه الدوافع علي المستوي الميداني تبين أن هناك ادراكا عاما لأهمية هذه الدوافع التي تتمثل في زيادة الحصة السوقية للبنك وتحقيق مزايا تنافسية وتنمية الطلب علي الخدمة المصرفية إلي جانب تحسين صورتها بالاضافة إلي تحسين نتائج أعمال البنك والذي يعتبر الدافع الأخير في الأهمية وذلك لعدم وضوح المساهمة الحقيقية للشبكات الالكترونية في ربحية البنك والتي تتأثر بعوامل أخري أكثر أهمية مثل أسعار الفائدة. معوقات كثيرة وبالنسبة للمعوقات الي تحول دون استخدام شبكة الانترنت في تقديم الخدمة المصرفية فهي عديدة من أهمها: عدم إلمام العملاء بمزايا استخدام الانترنت المصرفي والاعتقاد بأن شبكة الانترنت غير آمنة لدي كثير من المتعاملين مع البنوك.. وعدم توفير مستلزمات الاتصال لدي العملاء إلي جانب ارتفاع تكاليف إنشاء أو إدارة هذا النظام. أما عن الآثار المتوقعة من استخدام الانترنت في تقديم الخدمة المصرفية للعملاء فأشارت الدراسة إلي أن استخدام هذا النظام قد زاد من درجة ولاء العملاء لبنوكهم.. كما ساعد علي تقديم المزيد من الخدمات المصرفية ووفر العديد من الخدمات علي مدار اليوم كما أتاح للبنوك القيام بدور فعال في اتمام عمليات التجارة الالكترونية. وقد أظهرت الدراسة أن البنوك الأعلي من حيث الربحية هي البنوك ذات الاستخدام الأفضل والأكبر للانترنت. توصيات مهمة وفي النهاية أوصت الدراسة بضرورة السعي نحو تكوين كيانات مصرفية كبيرة سواء من خلال الدمج أو الاستحواذ بما يوفر متطلبات الدعم المالي والفني والبشري اللازم لتطبيقات أوسع للشبكات الالكترونية لتحقيق أقصي استفادة من الخدمات الالكترونية الجديدة، وتشجيع عملية الخصخصة في القطاع المصرفي، سواء خصخصة رأس المال أو خصخصة الإدارة بما يؤدي إلي تحرير الادارة من القيود البيروقراطية الحكومية واطلاق حرية الابداع والتجديد ومسايرة التطورات التكنولوجية بالاضافة إلي الاستمرار في تطوير ودعم قنوات التوزيع التقليدية وعلي رأسها فروع البنوك نظرا لأن العملاء لن يتحولوا جميعهم إلي المعاملات الالكترونية.. كما أن البعض منهم لن يتوقف عن المعاملات التقليدية والمساهمة في نشر استخدام أجهزة الكمبيوتر والانترنت في القري والمحافظات الأخري خارج القاهرة الكبري بما يساعد علي امكان التوسع في تقديم الخدمات المصرفية الالكترونية فضلا عن تدعيم تأييد اتجاه الادارة العليا لاستخدام الشبكات الالكترونية وايجاد وعي بأهمية ومزايا الشبكات الالكترونية لدي المسئولين والعاملين بالبنوك علي حد سواء وتوفير الموارد البشرية المؤهلة والقادرة علي إنشاء وإدارة