شدد البنك المركزي من إجراءاته لمنع حدوث أية هجمات من قراصنة الانترنت علي الخدمات المصرفية التي تقدمها البنوك من خلال مواقعها الالكترونية وأكد مصدر مسئول بالبنك أن المركزي حصر بعض الخدمات الحساسة مثل إجراء التحويلات علي عدد لا يتجاوز الثلاثة بنوك لأنها الخدمات التي يمكن أن يتم القرصنة عليها، لافتا إلي أنه لا يمكن لأي بنك في الوقت الحالي القيام بأي خدمة من خلال الانترنت إلا بعد موافقة البنك المركزي واطلاعه علي نوعية الخدمات وطرق تأمين الموقع ضد عمليات القرصنة والاحتيال. ثغرات أمنية بمواقع البنوك وقال المصدر إن المركزي شدد علي البنوك التي تقدم خدمات التحويلات الي حسابات مختلفة أن تعلن ذلك علي موقعها أو أن يتم إعلانه علي موقع البنك المركزي حتي يكون العملاء علي علم تام بذلك.. ويأتي تشديد البنك المركزي في الوقت الذي تتزايد فيه عمليات القرصنة علي مواقع البنوك عالميا بشكل خطير لاسيما وأن دراسة أكاديمية أوردتها مجلة انفورميشن ويك الأمريكية أكدت أن ثلاثة أرباع مواقع البنوك علي شبكة الانترنت تنطوي علي ثغرات أمنية تمكن القراصنة من اختراقها, وهو ما يعرض عملاء هذه البنوك لخسائر مالية أو لسرقة معلوماتهم الشخصية من قبل قراصنة الانترنت. الدراسة ذكرت أن عيوب التصميم والثغرات الأمنية بهذه المواقع غير قابلة للمعالجة أو الاستدراك لافتة إلي وجود مشاكل في صناديق الدخول للموقع ونماذج تقديم المعلومات، والمعلومات المتصلة بالأمن، لافتة الي أن معلومات الاتصال الموضوعة علي الصفحات غير مؤمنة وهو ما يؤدي في النهاية الي القرصنة علي هذه المواقع والاحتيال علي العملاء المستفيدين من الخدمات المصرفية عبر الانترنت. 16 بنكا في مصر "روزاليوسف" حصلت من البنك المركزي علي بيان بأسماء البنوك التي تم الترخيص لها بتأدية الخدمات المصرفية عبر الانترنت وهي 16 بنكا حصلت علي رخصة تأدية الخدمات الالكترونية عبر الانترنت أو من خلال اتفاقات مع شركات محمول "الموبايل بانكنج "هذه البنوك هي البنك الاهلي سوسيتيه جنرال والبنك المصري الخليجي والبنك العربي ،البنك التجاري الدولي ،كريدي اجريكول HSBC، سيتي بنك ،بنك فيصل الاسلامي، بي ان بي باريبا ،وبنك التنمية والائتمان الزراعي إضافة الي بنك عودة والمشرق وبلوم والاهلي المتحد وبنك الإسكندرية والبنك الوطني للتنمية. البنوك العامة والخدمات الإلكترونية الغريب في القائمة أنها لم تحو أيا من البنوك العامة الكبري كالبنك الاهلي أو مصر أو بنك القاهرة إلا أن ماهر محمد حامد ذ مدير عام قطاع تكنولوجيا المعلومات ببنك مصر ذ يفسر الأمر بأن بنك مصر كان من أوائل البنوك التي دخلت مجال الخدمات المصرفية عبر الانترنت وذلك قبل أن يقوم البنك المركزي بفرض الحصول علي تراخيص حتي تقدم هذه الخدمات الا أن البنك يقتصر في خدماته علي تسديد الفواتير والاستعلام عن الارصدة وبعض الخدمات الخاصة بالإطلاع علي أسعار العملات قائلا : "ان البنك لم يقدم حتي الان خدمة التحويل من الحسابات عبر الانترنت وذلك حتي لا يتعرض العملاء للقرصنة وينتج عن ذلك مشكلات عديدة ." وأضاف ماهر حامد أن البنك لن يقدم علي تأدية خدمة التحويلات إلا بعد أن يطمئن علي تأمينها بدرجة 100٪ وأن تكون احتمالات الاختراق صفراً، ويذكر مدير قطاع التكنولوجيا أن البنك لجأ إلي أسلوب آمن للغاية في تقديم خدمات الدفع الالكترونية وذلك من خلال إصدار بطاقات محددة القيمة ، يقوم العميل بالحصول عليها من البنك لشراء شيء معين وهو الذي يحدد قيمتها وهي بعكس البطاقات المفتوحة التي من الممكن أن تتعرض للاختراق والسرقة. تأمين شبكات الاتصالات ضرورة ومن وجهة نظر المستشار محمد الالفي رئيس الجمعية المصرية لمكافحة الجرائم الالكترونية فانه من الضروري في الوقت الحالي التأكد من تأمين شبكات الاتصالات اللاسلكية التي تبرم معها البنوك اتفاقات لتقديم "الموبايل بانكنج" وذلك حتي لا تتعرض هذه الخدمة لمشكلات القرصنة.. من جانبه يقول علي فايز ذ مدير اتحاد البنوك سابقا ذ أن السوق المحلية مازالت آمنة بشكل كبير بالمقارنة بكافة الأسواق الأخري سواء العربية أو الغربية وذلك لأن الخدمات المصرفية عبر الانترنت لم تصل بعد إلي 5٪ من اجمالي الخدمات المصرفية فحوالي 95٪ من الخدمات التي يتم تقديمها تكون من خلال التعامل التقليدي وليس عبر الانترنت. التحويلات أخطر الخدمات عمرو طنطاوي مدير بنك مصر إيران يري أن البنوك في السوق المحلية لازالت تتعامل بحذر مع هذه الخدمات وأن عمليات محدودة هي فقط التي يتم تقديمها من خلال الانترنت وأهمها الاستعلام عن الرصيد والاطلاع علي المركز المالي وكذا الاطلاع علي أسعار العملات إضافة إلي ملء الاستمارات الخاصة باستصدار دفتر شيكات مثلا أو غير ذلك من الخدمات التي لا ينطوي أداؤها علي تواجد مخاطر. ويشير طنطاوي إلي أن عمليات التحويل من حساب إلي حساب هي الضعيفة للغاية لأنها تحمل نقاط مخاطرة تتمثل في إمكانية حدوث قرصنة أو "هاكنج " إضافة إلي أنها يمكن أن تكون بابا لحدوث غسل الأموال لذا فالبنك المركزي شدد في منح التراخيص للبنوك التي تقدم علي تقديم هذه الخدمة بان تتوفر فيها وسائل التأمين والمراقبة حتي لا تمر الأموال القذرة من خلالها موضحا أنه علي الأكثر يوجد بنكان أو ثلاثة في السوق هي التي تقدم هذه الخدمات وهي العربي الافريقي وHSBC. خسائر البنوك العربية ويكشف تقرير حديث أعدته تريند مايكرو وموقع ITP .net أن البنوك العربية تتكبد خسائر تصل إلي مليار دولار في السنة وهي في ازدياد مستمر بسبب عدم الاهتمام بأمن المعلومات الذي يأتي متأخرا لديها. طريقة التأمين لميس نجم - نائب رئيس سيتي بنك - تؤكد أن البنك يقدم خدمات الانترنت بانكنج كاملة من التحويلات لحسابات مختلفة والدفع الالكتروني وغيرها لكنه يقدمها باحتياطيات أمنية زائدة حتي يتفادي مخاطر القرصنة المتزايدة موضحة ان العميل في سيتي بنك يختار عددا من الاسئلة حتي يتم تقديمها له في كل مرة يدخل الي الموقع كي يحصل علي خدمة مصرفية وهذه الاسئلة لا تعرض مرة واحدة لكن في كل مرة يعرض سؤال مختلف أو مجموعة اسئلة مختلفة ولابد أن يجيب عنها العميل والا فان السيستم سيغلق من تلقاء نفسه.