بسبب استمرار الحرب الأمريكية علي الإرهاب الطلب علي السيارات المصفحة يشهد انتعاشا غير مسبوق ميونيخ هيرالد تريبيون: مع دخول الحرب علي الإرهاب التي أعلنتها الولاياتالمتحدةالأمريكية في أعقاب هجمات سبتمبر، عامها الخامس، وفوز الرئيس جورج بوش بفترة ولاية ثانية سادت العالم حالة ترقب لمزيد من التحولات السياسية. بيد أن هذا النوع من التحولات لم يكن السمة الوحيدة للحرب علي الإرهاب، فثمة تغيرات لافتة شهدها قطاع صناعة السيارات المصفحة بسبب اتساع رقعة العنف المرتبط بتواصل مكافحة الإرهاب علي الطريقة الأمريكية. وتؤكد التقارير أن الطلب علي السيارات المصفحة شهد ارتفاعا ملحوظا في العديد من الدول أبرزها العراق وأفغانستان التي بات يمثل التنقل عبر أراضيها نوعا من المخاطرة بالحياة. وعلي العكس من أنواع أخري من السيارات فإن الحصول علي سيارة مصفحة يتطلب التعامل مباشرة مع الشركات المصنعة وعلي رأسها "مرسيدس بنز" و"بي ام دبليو" و"أودي" أو مع شركات تختص بتحويل السيارات العادية إلي مصفحة مثل "ألفا أرمورينج" المملوكة للألماني جون أكرمان. وقد بلغ انتعاش الطلب علي هذا النوع من السيارات حدا دفع صحيفة "هيرالد تريبيون" إلي القول بأن شراء السيارات المصفحة أصبح شبيها باقتناء الحرس الشخصي في روسيا وهونج كونج. وهو نفس ما ذهب إليه جون أكرمان بقوله: إن ثلث الأشخاص الذين يشترون السيارات المصفحة يواجهون خطرا حقيقيا، والثلث الثاني يعتقدون أنهم في خطر، أما الثلث الأخير فيريدون أن يكونوا في خطر.. مشيرا إلي المغني الشهير فرانك سيناترا والساحر ديفيد كوبر فيلد كأبرز عميلين لديه. ويري أن الإرهاب في دول البلقان أضاف إلي صناعة السيارات المصفحة، أما الحرب علي العراق فقد أنعشتها إلي حد غير مسبوق حيث أصبح المسئولون في حاجة ماسة إلي مستوي أعلي من الحماية عما تقدمه سيارات "الليموزين" الخفيفة التي يقتنيها علي وجه الخصوص نجوم السينما ورجال الأعمال في أمريكا اللاتينية. ويتفق مايكل جولمان ضابط سابق في الجيش الألماني ويترأس قسم صناعة السيارات المصفحة في "بي ام دبليو" مع أكرمان فيقول: تمثل العراق سوقا مهمة لسيارات "بي ام دبليو" في الوقت الحالي مؤكدا في الوقت نفسه أن الشركة لا تتعامل مع العراق كسوق منتظم بل علي أنها ظاهرة مؤقتة. والاَن أصبح لدي شركات صناعة السيارات المصفحة قوائم انتظار طويلة مع تزايد إقبال الحكومات والمؤسسات الصحفية علي شراء هذه السيارات لحماية المسئولين فيها. ولا يكفي إنتاج سيارات الليموزين التي يصل سعر الواحدة منها 430 ألف دولار أو سيارات الدفع الرباعي لمواجهة الطلب المتزايد في نفس الوقت الذي تم فيه التخلص من السيارات المصفحة المتهالكة فضلا عن انفراد الألمان بإنتاج عشر سيارات من أصل عشرين سيارة مصفحة يتم إنتاجها شهريا حول العالم. وتأخذ الشركات المصنعة في حسبانها الاعتبارات الأمنية قبل زيادة المعروض من إنتاجها في بعض الدول، فعلي سبيل المثال تتمتع سيارات "تويوتا كروزر" بشعبية كبيرة في أفغانستان بينما يتجنب العملاء شراء سيارات الدفع الرباعي الأمريكية أو اليابانية في العراق لارتباطها بالأجانب القادمين مع قوات التحالف بقيادة أمريكا. ورغم أن السيارات المصفحة فيها أماكن مخصصة لتخزين الأسلحة وماكينة لضخ الدخان لإخفاء السيارات أثناء الاشتباكات المسلحة المحتملة، إلا أن "بي ام دبليو" تقول إن تلك الإمكانات ضرورية للدفاع ولا تجعلنا نقول إنها سيارات حربية. وفي الوقت الذي تؤكد فيه "بي ام دبليو" أن أسلوب الحماية في سياراتها متطور أكثر مما هو عليه الحال في شركات أخري مثل التي يمتلكها أكرمان، حيث تهتم شركته بتحصين المنطقة حول كراسي السيارة بما يعيق تحرك الأشخاص في أوقات الخطر، إلا أن أكرمان يرفض ذلك بالقول: قفص حول الرأس أفضل من رصاصة في الرأس. وتفتخر "بي ام دبليو" بسياراتها المصفحة التي أسهمت في نجاة شخصيات شهيرة عديدة التي كان اَخرها الشهر الماضي التي نجا فيها مهندس عمليات الخصخصة في روسيا أناتولي تشوبيز من محاولة اغتيال بعد أن فجر المهاجمون في سيارته ال "بي ام دبليو" قنبلة واتبعوا ذلك بالهجوم بالبنادق الاَلية مما أسفر عن تدمير معظم السيارة. وعن مواصفات السيارة المصفحة فيشير جون أكرمان إلي سيارة ليموزين كان يمتلكها رئيس وزراء بافاريا إدموند تشويبر حيث تزن السيارة 3 اَلاف و440 كيلو جراما وتستطيع بلوغ سرعة ال 100 كيلو متر في أقل من 7 ثوان ويصل سمك النافذة الزجاجية بوصتين أي 5 سنتيمترات تقريبا.