تحول الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي تحول إلي "بطة عرجاء" ويستعد لمغادرة البيت الأبيض في يناير المقبل إلي ضيف ثقيل أينما حل لا فرق في ذلك إذا كانت الزيارة إلي دولة صديقة من طراز فرنسا وبريطانيا أو دولة وقعت ضحية لسياساته الحمقاء مثل الأراضي الفلسطينية المحتلة أو العراق وأفغانستان اللتين حلت عليهما لعنة رئيس زمن الحرب. وقد نجح المناهضون لغزو العراق في تنغيص جولة الوداع الأوروبية الأخيرة التي اختتمها بوش أمس بزيارة بريطانيا الحليف الأوثق لإدارته حيث نظم خمسة آلاف مظاهرة حاشدة احتجاجا علي مجئ بوش ودخلوا في مصادمات مع الشرطة البريطانية. ورفع أعضاء في ائتلاف "اوقفوا الحرب" وناشطون في الجمعية الإسلامية البريطانية صورا لبقع دماء وأصفاد يدين وهتفوا: جورج بوش إرهابي. وإذا كانت المظاهرات التي استقبلت بوش في لندن وباريس تعد وداعا شعبيا يليق برئيس بدد 8 سنوات في إذكاء الصراعات والحروب المسلحة وقادت سياساته العالم إلي مشارف أزمة غذاء عالمية ونفطية غير مسبوقة تهدد بالإطاحة بنظم عديدة في بلدان العالم الثالث ونشر الفوضي، فكيف يودع زعماء العالم رئيس زمن الحرب؟ الإجابة وردت في افتتاحية صحيفة الجارديان البريطانية أمس التي قال فيها كاتبها إن صورة الولاياتالمتحدة بدأت تتحسن في العالم بسبب قرب انتهاء ولاية بوش مشيرا إلي أن الرئيس الجديد سيواجه مهمة صعبة لبناء ثقة العالم في الولاياتالمتحدة وأن آخر شيء يجب أن يفكر فيه هو الاستمرار في سياسات بوش. وأضافت الجارديان أن رحلة بوش الأخيرة في أوروبا وكذلك بالشرق الأوسط أظهرت أن رحيله لن يترك فراغا مستشهدا علي ذلك برد المستشارة الألمانية انجيلا ميركل علي سؤال حول ما إذا كانت ستفتقد بوش حيث قالت إن الرئيس بوش يسمي الأشياء بأسمائها وتجنبت الإجابة عن السؤال. وأكدت الصحيفة أن مواقف زعماء أوروبا من ممارسات بوش لم تكن مشرفة مشيرة إلي عدم اعتراض رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير علي الدعم الأمريكي لإسرائيل وكذلك تبنيه الموقف الرافض لوقف إطلاق النار في لبنان أثناء الغزو الإسرائيلي عام 2006. ولم تجد صحيفة ديلي تليجراف البريطانية مفرا من الاعتراف بارتكاب بوش لسلسلة من الأخطاء لكنها اعتبرته حليفا مخلصا لبريطانيا ودللت علي ذلك بتصريحاته عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 التي قال فيها إن الولاياتالمتحدة ليس لديها حليف أصدق من بريطانيا خلافا للموقف التقليدي لوزارة الخارجية الأمريكية الذي يعتبر حلفاء مثل كندا وإسرائيل والمكسيك وألمانيا بنفس الدرجة. إذن فليذهب بوش غير مأسوف عليه.