وجهت إيران ما يقرب من 600 من صواريخ شهاب نحو الكيان الصهيوني مهددة بضرب أهداف صهيونية في حال بادرت باستهداف منشآتها النووية فيما يتجه ميزان المناقشات في البيت الأبيض لمصلحة الخيار العسكري. وبحسب مصادر إعلامية فإن طهران توجه حاليا 600 من صواريخ 'شهاب' نحو دولة الاحتلال مما يجعل الكيان الصهيوني بكامله تحت رحمة هذه الصواريخ التي ستنطلق بسرعة لتدمير أهداف حيوية لو قامت دولة الاحتلال بمفردها أو بمساعدة واشنطن بمهاجمة إيران. وقد حذرت طهران الحكومة الصهيونية بهذا الخصوص عبر قنوات مختلفة موضحة أنها سوف لن تقف مكتوفة اليدين لو شنت تل أبيب عدوانا على سوريا. يأتي ذلك بينما قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن ميزان المناقشات الداخلية في البيت الأبيض المتعلقة بإيران تحول لمصلحة الخيار العسكري قبل أن يترك الرئيس جورج بوش منصبه خلال 18 شهرا. وأوضحت الصحيفة خلال تحقيق لها أن هذا التحول جاء عقب سلسلة من المشاورات الداخلية التي أجريت الشهر الماضي بين البيت الأبيض والبنتاجون والخارجية. وأبلغ مصدر مطلع في الصحيفة أن بوش لن يغادر الرئاسة قبل أن يحسم ملف إيران وأن البيت الأبيض يرى أن إيران التي لها تأثير متزايد في الشرق الأوسط على مدى السنوات الست الأخيرة عازمة على تصنيع أسلحة نووية وتسليح المتمردين في العراق وأفغانستان. وأكد أن نائب الرئيس ديك تشيني طالما فضل تصعيد تهديد الضربة العسكرية ضد إيران لكن وزيرة الخارجية كونداليزا رايس ووزير الحرب روبرت جيتس يعارضان هذا التوجه. وقالت الصحيفة إن بوش انضم العام الماضي إلى مساعي رايس التي تصطف إلى جانب بريطانيا وفرنسا وألمانيا التي تضغط على إيران في اتجاه التسوية الدبلوماسية لكن تشيني أعرب عن الامتعاض إزاء عدم إحراز تقدم وأيده الرئيس في ذلك. وتستبعد صحيفة "الجارديان" وقوع عمل عسكري ضد إيران قبل حلول العام المقبل وفي هذه الأثناء تستأنف الإدارة الأمريكية مساعيها الدبلوماسية. من ناحية أخرى أعرب الكيان الصهيوني عن تخوفه وقلقه مما أسماه ب "التحالف الإستراتيجي" بين سوريا وإيران عقب الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يوم أمس إلى دمشق. وقال المتحدث باسم الخارجية الصهيونية مارك ريغيف إن اختيار دمشق أحمدي نجاد كشريك في تحالف إستراتيجي يثير شكوكا جدية حول ما اعتبره رغبة سورية في السلام. وقد شدد بيان رسمي صدر بعد لقاء نجاد والأسد على حق سوريا في استعادة الهضبة وحق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية منبها على الأسلحة النووية الصهيونية التي تهدد السلام والأمن الإقليميين والدوليين وعلى ضرورة قيام المؤسسات الدولية بخطوات سريعة لمواجهة هذا التهديد. وكان نجاد التقى الخميس خلال زيارته الرسمية الثانية لدمشق منذ توليه الرئاسة عام 2005، الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله وأكد له أن الكيان الصهيوني يضعف يوما بعد يوم. وعقد نجاد لقاءات مع عدد من مسؤولي الفصائل الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقرا بينهم الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل. وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس –الذي كان ضمن الوفد الذي التقى نجاد- إن الوفد أطلع الرئيس الإيراني على ما حدث مؤخرا في قطاع غزة وجهود حماس لترتيب حوار فلسطيني- فلسطيني والتواصل مع كافة الفصائل الفلسطينية. وأضاف الرشق أن نجاد أكد وقوف بلاده مع الشعب الفلسطيني وحركة حماس ودعمها لإجراء حوار فلسطيني. ويعد لقاء أحمدي نجاد مع مشعل الأول منذ سيطرة حماس على غزة قبل أكثر من شهر. في هذه الأثناء أرجأت القوى الغربية مساعيها لتشديد العقوبات الدولية المفروضة على إيران حتى سبتمبر المقبل على أمل أن تحسن طهران تعاونها مع مفتشي الأممالمتحدة. وقالت مصادر دبلوماسية – بحسب رويترز - إن الإرجاء غير المعلن يأتي رغم إصرار إيران على رفض وقف تخصيب اليورانيوم واستمرارها في تركيب مزيد من أجهزة الطرد المركزي بمنشأتها الجديدة المقامة تحت الأرض. ويبدو أن هذا الإرجاء يأتي مع استئناف طهران العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الشهر لتوضيح التساؤلات الخاصة بأنشطتها النووية وفسح المجال لقدوم المفتشين الدوليين. كما وافقت على السماح للمفتشين بالعودة لزيارة موقع بناء مفاعل نطنز الذي يعمل بالماء الثقيل قبل نهاية هذا الشهر وذلك بعد أربعة أشهر من منع هذه الزيارات احتجاجا على العقوبات التي أقرها مجلس الامن الدولي. وقال دبلوماسيون إن هناك عدة أسباب للإرجاء من بينها انشغال مجلس الأمن الدولي بكوسوفو ودارفور وانشغال الولاياتالمتحدة بالجدل المحتدم بشأن دورها العسكري في العراق ومعارضة روسيا فرض مزيد من العقوبات على طهران وتراجع النشاط الدبلوماسي بسبب موسم عطلات الصيف. إلى جانب ذلك قال المدير العام للوكالة الذرية محمد البرادعي إن اقتراح إيران وضع خطة عمل لحسم الشكوك بشأن احتمال أن يكون لبرنامجها النووي أهداف عسكرية وإبطاء وتيرة توسيع نطاق التخصيب، أنعشا الآمال بإمكانية نزع فتيل الأزمة. وهددت طهران بوقف هذا التعاون إذا تحرك الغرب لاستصدار قرار آخر من مجلس الأمن بفرض عقوبات عليها وقالت إنها تخصب اليورانيوم لغرض توليد الكهرباء حتى تتمكن من تصدير المزيد من نفطها. وقالت مصادر إن المفاوضين الأوروبيين والإيرانيين يواصلون إجراء اتصالات دورية على مستوى المسؤولين مضيفة أن منسق السياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا قد يجتمع مرة أخرى مع الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني هذا الشهر إذا حدث تقدم في مسار التعاون مع الوكالة الذرية. وتدعم سولانا ست قوى كبرى هي الولاياتالمتحدةوروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين لاستكشاف سبل بدء المفاوضات بشأن مجموعة من الحوافز الاقتصادية والسياسية إذا وافقت إيران على تعليق تخصيب اليورانيوم.