تسارعت وتيرة الأحداث وتصاعدت بشكل مثير بين الحلف الصهيو أمريكي وإيران، وبات في حكم المؤكد سعي الولايات الماحدة والكيان الصهيوني توجيه ضربة عسكرية عاجلة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإجهاض مشروعها النووي الذي أصبح يمثل إزعاجًا للصهاينة والأمريكان. وقد أكد تلك الاحتمالات الخبر الذي كشفت عنه مصادر عسكرية بدخول الكيان الصهيوني مناورات عسكرية ضخمة مع اليونان جرت وقائعها فوق مياه البحر المتوسط قبالة جزيرة "كريت" ووصفها الخبراء بأنها بروفة أخيرة لضربة جوية صهيونية على المنشآت النووية الإيرانية. وقد قال محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في تصريحات انه سيستقيل اذا تعرضت إيران لضربة عسكرية محذرا من ان اي هجوم من هذا القبيل سيحول المنطقة الى "كرة لهب". وقال البرادعي في مقابلة مع تلفزيون العربية ان القيام بعمل عسكري ضد إيران في هذا الوقت سيجعله غير قادر على مواصلة عمله. يأتي ذلك في الوقت الذي تعهدت إيران بصد أي هجوم والرد "الصاعق" عليه، وحذر البرادعي من عواقب وخيمة على المنطقة إذا أقدمت أمريكا والصهاينة على ضرب إيران.. أبدى مرشح الرئاسة الأمريكي باراك أوباما تفهمه الكامل لدوافع الصهاينة من وراء هذه المناورة "المشبوهة" وتعهد بجعل الكيان الصهيوني أكبر قوة عسكرية في المنطقة على الإطلاق. فقد نقلت مصادر عسكرية مطلعة أن هناك مناورات عسكرية ضخمة تجري بين الكيان الصهيوني واليونان شاركت فيها أكثر من 100 مقاتلة من طراز اف - 16 واف - 15 وجرت فوق شرقي البحر الابيض المتوسط خلال الاسبوع الاول من يونيو الحالي. وأضافت تلك المصادر أن تلك المناورات ركزت تحديدًا على كيفية تنفيذ الضربات الجوية وتدمير المنشآت "النووية" المعادية بفاعلية مما يتوقع أنه تحضير لضربة جوية صهيونية على منشآت إيران النووية. وكانت هيئة الأركان اليونانية أكدت ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز بقولها إن سلاحها الجوي شارك نظيره الصهيوني في المناورات. وقد ردت إيران بعنف على تلك التقارير وتوعدت الصهاينة والأمريكان برد صاعق على أي هجوم عسكري عليها. وفي تصريح صحفي قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في تصريح لوسائل إعلام إيرانية إن "الأعداء يائسون نفسيا وبفضل الله، وإن كل يد تمتد إلى إيران ستقطع سريعا". أما أحمد خاتمي -أحد رجال الدين البارزين في إيران- فقال في خطبة الجمعة التي بثتها إذاعة طهران مباشرة "إذا كان الأعداء خاصة الإسرائيليين ومؤيديهم في الولاياتالمتحدة يسعون للجوء إلى القوة فليكونوا واثقين بأنهم سيتلقون صفعة رهيبة". يشار إلى أن إيران سبق أن حذرت من مغبة التعرض لها عسكريا وهددت بإطلاق صواريخ متوسطة المدى ومنها صواريخ شهاب 3 التي يصل مداها إلى نحو 2000 كيلومتر، ما يعني قدرتها على ونقلت الصحيفة عن مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية مطلع على التدريبات الإسرائيلية قوله إن أحد أهداف المناورات التي أجريت التدرب على التكتيكات الجوية والتزود بالوقود في الجو وتفاصيل أخرى متعلقة بضربة محتملة للمنشآت النووية الإيرانية والصواريخ التقليدية بعيدة المدى. ويأتي هذا الأمر رغم تأكيدات الولاياتالمتحدة حرصها على حل الأزمة الإيرانية بالطرق "الديبلوماسية"!! وقال السفير الأمريكي في الأممالمتحدة زلماي خليل زاد "لقد رأيت مقال الصحيفة (نيويورك تايمز) وأنتم تعرفون رأينا بشأن إيران، وهو أنه من غير المقبول أن تمتلك أسلحة نووية"، واعتبر أن الكرة الآن في الملعب الإيراني، في إشارة إلى عرض الحوافز الذي سلمه منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا للقيادة الإيرانية. وفي سياق ذي صلة، كشف دبلوماسيون غربيون أن العرض الذي قدمه المفوض الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في زيارته الأخيرة لطهران يقوم على مبدأ "التجميد مقابل التجميد" قبل بدء مفاوضات حل أزمة الملف النووي الإيراني. ونقلت رويترز عن دبلوماسيين في العاصمة البريطانية قولهم إنه بموجب الاقتراح لن تزيد إيران طاقة التخصيب بإضافة أجهزة طرد مركزي جديدة لفترة ستة أسابيع توقف خلالها القوى الكبرى التحركات لتشديد العقوبات المفروضة على طهران. وأضاف الدبلوماسيون أن سولانا نقل العرض أثناء محادثاته في طهران الأسبوع الماضي التي قدم فيها مجموعة منقحة من الحوافز من القوى الست لإيران لمنعها من مواصلة السعي لامتلاك التكنولوجيا التي قد تؤدي لإنتاج قنابل ذرية. ولم تقدم إيران حتى الآن ردا مباشرا على العرض المقدم من الدول الخمس دائمة العضوية بريطانيا وفرنسا والصين وروسياوالولاياتالمتحدة إضافة إلى ألمانيا. أوباما يتفهم!! ومن جهته، أبدى السناتور باراك اوباما المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الامريكية تفهمه الكامل للمناورات الصهيونية اليونانية الأخيرة، معتبرًا أن للكيان الصهيوني مبررات تجعله يسعى لتحقيق أمنه أمام التهديد غير العادي الذي تمثله ايران عليه. وعقب أوباما على هذا الخبر قائلا أن إسرائيل محقة في ان تكون قلقة بشأن تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد المعادية لاسرائيل وبشأن دعم طهران لحزب الله وحماس. واضاف قائلا "ومن ثم فما من شك في ان ايران تشكل تهديدا غير عادي لاسرائيل، ولاسرائيل دائما ما يبررها في اتخاذ القرارات التي ستوفر امنها". وكان أوباما قد تعهد مؤخرا ، في خطاب مطول أمام المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "إيباك"، بضمان تفوق الكيان الصهيوني عسكريًا في منطقة الشرق الأوسط وقدرتها على الدفاع عن نفسها من أية هجمات قد تتعرض لها من غزة إلى طهران، في حال فوزه بالرئاسة الأمريكية في نوفمبر المقبل. ووصف أوباما نفسه بأنه صديق حقيقي للكيان الصهيوني، متعهدًا بالعمل في حال فوزه بالرئاسة على توقيع مذكرة تفاهم مع الصهاينة تقضي بدعمها بثلاثين مليار دولار خلال السنوات العشر القادمة. وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نسبت لمسؤولين امريكيين قولهم أن الكيان الصهيوني أجرى مناورات حربية واسعة خلال شهر يونيو/ حزيران الجاري في ما بدا انه تدريب لشن ضربة على منشآت نووية ايرانية. والبرادعي يحذر ومن جهة أخرى حذر محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية من عواقب وخيمة حال تنفيذ ضربة عسكرية ضد إيران، موضحًا أن توجيه مثل تلك الضربة سيحول منطقة الشرق الأوسط إلى كرة من اللهب ويشجع طهران على بدء خطة عاجلة لصنع أسلحة نووية. وحذرت روسيا أيضا من التهديدات العسكرية أمس الجمعة بعد أن نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الكيان الصهيوني قام بتدريب عسكري ضخم وهو تدريب على ما يبدو على قصف محتمل للمنشات النووية الإيرانية. وفي مقابلة له مع قناة "العربية" الإخبارية أمس الجمعة قال البرادعي "إن توجيه ضربة عسكرية إلى إيران في رأيي ستكون أسوأ من أي شيء.. ستحول منطقة الشرق الأوسط إلى كرة من اللهيب" وأضاف أن أي هجوم لن يؤدي إلا إلى جعل إيران أكثر تصميما في مواجهتها مع الغرب بشأن برنامجها النووي. وقال "حتى ولو لم تقم اليوم بصنع سلاح نووي ستؤدي الضربة العسكرية إلى ما يطلق عليه خطة عاجلة إلى صنع سلاح نووي بموافقة كل الإيرانيين حتى الإيرانيين الذين يعيشون في الغرب هناك.." وأضاف البرادعي أنه لا يعتقد أن ما يراه في إيران اليوم خطر بالغ وملح مضيفا أن القيام بعمل عسكري ضد إيران في هذا الوقت سيجعله غير قادر على مواصلة عمله. وقال "أنا لا أعتقد أن ما أراه اليوم في إيران خطر حال وحادق وعاجل وبالتالي إذا أصبح فهذا وضع آخر، إنما إذا تمت أية ضربة عسكرية لإيران في الوقت الحالي، فهذا في رأيي سيكون ليس لي مكان.. وليس لدى مجال كي استمر في عملي إذا تم استخدام القوة العسكرية في الوقت الحالي". وقال سفير روسيا لدى الأممالمتحدة أمس الجمعة، إن تهديد إيران بعمل عسكري بشأن برنامجها النووي قد يقوض قوة الدفع الجديدة في حملة القوى الكبرى العالمية الست لحل المواجهة النووية مع طهران. وذهب خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إلى طهران الأسبوع الماضي لإجراء محادثات بشأن هذه المسألة. ويقول دبلوماسيون إنه عرض على إيران بالإنابة عن القوى الكبرى إجراء محادثات مبدئية بشأن نشاطها النووي وتجميدا للتحركات الرامية إلى فرض عقوبات أشد إذا قصرت تخصيبها لليورانيوم على المستويات الحالية لستة أسابيع. وتتهم الولاياتالمتحدةإيران بالسعي لصنع قنابل نووية. واستبعدت شن هجوم على إيران ولكنها تقول إنها تركز على الضغط الدبلوماسي. وتقول إيران إن برنامجها النووي سلمي، ولكنها ترفض تعليق تخصيب اليورانيوم على الرغم من فرض الأممالمتحدة عليها ثلاث جولات من العقوبات منذ عام 2006، ورفضت إيران أيضا عروضا بالحصول على مزايا اقتصادية لتعليق تخصيب اليورانيوم الذي تقول إنه يهدف إلى إنتاج وقود لتوليد الكهرباء. وصرح مسؤول أمريكي بأن هذا الموقف قد يؤدي إلى جولة جديدة من العقوبات ضد إيران. وقال البرادعي، إن العقوبات وحدها لن تكون فعالة في إقناع إيران بوقف التخصيب النووي قائلا، إن المطلوب هو مزيد من الحوار الدولي.