إحنا فين.. والاحتراف الحقيقي.. فين؟!! لعل السادة الأفاضل الذين يعتقدون أنهم أكثر الناس معرفة بشئون كرة القدم.. ويخرجون علينا بعد كل هزيمة غير متوقعة للمنتخب الوطني بفتاويهم المتضاربة حول قدرات اللاعب المصري والتزامه وكذلك أبعاد العلاقة بين الأندية واللاعبين وانعكاس ذلك علي المنتخب.. لعلهم يدركون أن مفهوم الاحتراف بمضمونه الحقيقي يختلف تماما عما هو قائم ومتعارف عليه في ملاعبنا، ومن المؤكد أن ما يحدث في الأندية الأوروبية من تعاقدات بالملايين يختلف كلية عما يتم عندنا، ولعل الفارق الأهم في الموضوع هو جدية هذه الصفقات التي تأتي بعد دراسة حقيقية ومتابعة مستمرة للاعبين، وليس من المحتمل بشكل أو بآخر أن يدفع أي من الأندية الأوروبية في لاعب ما هو لا يستحق هذه القيمة أو دون أن يكون هناك كسب مادي من ورائه. من هنا ووفقا للنهج الاقتصادي الذي يتبع في هذه الأندية كان عرض إنترلخت البلجيكي لشراء شيكابالا.. وكان السقف المالي الذي قدمه وتوقف عنده ويتفق وحسابات النادي صاحب العرض.. ولعل من المضحك والمحزن معا أن نري من يقارن بين ما تعرضه بعض الأندية المصرية قبل الفترات المسموح فيها بانتقال اللاعبين عندنا بين أندية الدوري المحلي.. والتي ينتقل فيها اللاعبون «كعب داير» من ناد إلي آخر.. ولا جديد في المستوي، والأغرب من ذلك أن بعض اللاعبين «المحليين» وهو الوصف الحقيقي الذي يتفق ومستواهم الفني المتواضع يتحدثون عن تلقيهم لعروض احتراف من الخارج.. وهي في الأغلب الأعم عروض من محض اختلاقهم ولا تستند إلي مستواهم الذي نراه جميعا في مباريات الدوري.. وتأثر به المنتخب الوطني الذي خسر أمام النيجر ويحتل ذيل المجموعة في التصفيات المؤهلة لنهائيات الأمم الأفريقية.. وهو حامل اللقب ثلاث بطولات متتالية؟!! إن المرء وهو يتابع هذه التداعيات ليجد نفسه حزينا علي هذه الأوضاع المتردية التي نعيشها علي مستوي «كرة القدم» كمثال وليدرك حجم الفجوة بيننا وبين العالم المتحضر الذي سبقنا بسنوات طوال.. وليس هذا بالطبع مقصورا علي الدول الأوروبية واتحاداتها المحترمة التي يدار العمل فيها كالساعة.. بينما اتحاد الكرة المصري يدار بالفهلوة ووفقا للمصالح الشخصية التي تحكم العلاقة بين من يجلسون في مقاعد مجلس الإدارة ويدعون أنهم يعملون للصالح العام؟!!