ما زالت ردود الأفعال الغاضبة مستمرة عقب الهزيمة غير المتوقعة لمنتخب مصر أمام منتخب النيجر بهدف نظيف في إطار منافسات الجولة الثانية من تصفيات الأمم الأفريقية وضعف فرصة المنتخب في التأهل للبطولة التي يحمل لقبها لثلاث دورات متتالية . فقد تلقي الشارع المصري صدمة عنيفة بعد الهزيمة أمام منتخب مغمور لم يصعد من قبل إلي أمم أفريقيا .. وما زاد من شدة الصدمة المستوي الهزيل الذي ظهر عليه منتخب الفراعنة ..حيث لم نشاهد إلا أشباحا ترتدي زي المنتخب المصري .. فلا تشكيل ولا خطة ولا طموح النقد مرفوض الغريب أن حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب لم يعد يتقبل النقد تحت أي ظرف ، مهما كان الحال حتي لو كان النقد في صلب الأداء الخططي وليس له علاقة بالأمور الشخصية أو المطالبة برحيل الرجل البارز في منصبه. فدائما ما يضع شحاتة في ذهنه من يشكك في انتصاراته ويعتبر أن انتقاد طريقة لعبه أو خطته تشكيك في قدراته الشخصية. فبعد خسارة النيجر لم يخرج الإعلام ليطالب شحاتة بالتخلي عن منصبه أو شيء من هذا القبيل ، ولكن فقط كان الانتقاد لأمور فنية وهذا أمر وارد فلكل شخص رائع ومميز في عمله أخطاء يجب أن يتحمل انتقادها لا سيما أنه شخصية عامة تتحكم في مزاج كل المصريين وتمادي شحاتة في التطرق الي إنجازاته ولا نعلم محلها في هذا الموقف ، فإنجازات شحاتة لا يمكن المزايدة عليها لأسباب كثيرة أهمها أنها أسعدت الجميع بالطبع ولن ينسوها .. ولكن هذا لا يشفع للمعلم في عدم تقبل النقد نموذج مارشيللو ليبي لعل نموذج المدرب الايطالي " مارشيللو ليبي " خير دليل علي صحة كلامنا فبعد أن قدم ليبي للكرة الإيطالية أكبر مفاجآتها في التاريخ بالفوز بكأس العالم 2006 في ظروف لا تدل علي ذلك ما زاد شعورهم بالفرحة ، عاد بعد أربعة أعوام ليتلقي الهزيمة أمام فريق بحجم سلوفاكيا ويتعادل مع فرق مثل نيوزلندا وباراجواي. و تعرض ليبي لنقد متلاحق من الصحافة والمطالبة بإقالته ، ليس فحسب بل كانت الجماهير أكثر قسوة وهاجمت بيته وسبته ولم يشفع له الفوز بكأس العالم قبلها بأربع سنوات. لذلك فعلي شحاتة ألا يزايد علي إنجازاته لأنها ستكتب في تاريخه وستحفظ له لا محالة وهذا طبيعي، ولكنها لن تنقذه من الهجوم في حال الإخفاق وهذا أمر طبيعي أيضا مثلما حدث مع ليبي . ولكن الأهم هو الحديث عن الإخفاق في المباراة بشكل منطقي من جميع الأطراف ، فلا يجب التهويل من الأمر أو التهوين منه ، فشحاتة لم يخسر بطولة أو حتي فقد الأمل في التأهل لكأس الأمم الإفريقية ، وفي نفس الوقت خسر أمام فريق متهالك باعترافه شخصيا. نفد رصيدهم ويبدو أن هذا الجيل من اللاعبين نفد رصيدهم و استنفد كل قواه فقد حقق ما لم يحققه أي جيل قبله سواء مع المنتخب المصري أو الأندية ، ووصل اللاعبون إلي مرحلة التشبع واليأس في ذات الوقت بعد الفشل في الوصول إلي كأس العالم. وبات اللاعبون في وضع صعب , فالأضواء والنجومية التي يعيشونها من الصعب عليهم تركها، فمنهم من يلعب لأجل تحقيق رقم شخصي معين ومنهم من يلعب للشهرة أو حصد أكبر قدر من المال لأنهم يدركون أن أيام اللاعب قصيرة في المستطيل الأخضر، وقد يكون لهم العذر في ذلك . خطيئة الجهاز الفني لا ننكر أن الإنجازات التي تحققت علي يد هذا الجهاز تحسب له .. لكن هذا لا يمنع انه يؤخذ عليه العديد من الأخطاء .. فقد اعتمد شحاتة علي مجموعة معينة من اللاعبين (أهل الثقة)، وتخيل الجهاز الفني أن هذه المجموعة ستستمر بنفس قوتها وطموحاتها طوال العمر، ونسي أبسط اختصاصات أي جهاز فني، وهي متابعة المسابقات واكتشاف مواهب جديدة ومتابعتها وتجهيزها لتكون مستعدة لأخذ مكانها بدلاً من ضم عناصر عن طريق وسائل الإعلام فهو يشاهد اللاعبين مثلنا تماما عبر وسائل الإعلام ويتابع آراء المحللين واقتناعهم بلاعبين معينين ويمشي وراءهم. وكانت النتيجة أن خرج علينا "المعلم" بعد الخسارة من النيجر وقال بدون أي خجل: هناك لاعبون في المنتخب محليون ولا يستطيعون تمثيل منتخب بلادهم في المحافل الدولية..!!.. ومع اعترافنا الكامل بضعف المنتخب الحالي، وفشل الجهاز الفني في التعامل مع اللاعبين ، وعدم وجود خطة واضحة ، وعدم وجود إحلال وتجديد في منتخب شاخ لاعبوه وضعف عموده الفقري، وعدم الاهتمام منذ البداية بالتصفيات ، واللعب علي وتر " ما شربتش من نيلها" والمصريين أهمه".. فنخشي أن يدخل شحاتة التاريخ مرة أخري ولكن هذه المرة ليس بالفوز ببطولة أمم أفريقيا ثلاث مرات متتالية ولكن بالفشل في التأهل للبطولة الأفريقية للمرة الثانية في التاريخ .. ومعها سيغلق " دكان شحاتة" بالشمع الأحمر .