هل أصبحت الجماعة الحاكمة في مصر الآن راعية.. وحامية للإرهاب؟ وهل أصبحت مصر في زمن الإخوان.. دولة مصدرة للإرهابيين؟ نحن نعرف أن هناك مصريين توجهوا إلي دولة «مالي» وإلي العراق وسوريا.. للقتال، وأن بعضهم لقي مصرعه هناك وبعضهم ارتكب جرائم قتل ضد مواطنين في تلك الدول، ونعرف أن بعض المصريين يحاربون تحت راية «جبهة النصرة» الموالية لتنظيم «القاعدة» في سوريا. ونعرف أن سيناء تحولت بالفعل إلي مأوي وملاذ لذلك التنظيم الإرهابي «القاعدة». كل ذلك يجري تحت سمع وبصر وتشجيع وحماية الجماعة الحاكمة، والدليل علي ذلك أن النائب العام التابع للرئاسة لم يحقق في عشرات البلاغات التي قدمت له حتي الآن حول الإرهاب والإرهابيين، حيث إن الرجل مستغرق في مشكلة «أرض الطيارين» والعناصر الثورية التي يصدر أوامر ضبط وإحضار واعتقال لها. بل وصل الأمر إلي حد أن قيادات الإرهاب في القاهرة تهدد بتفكيك مصر إذا تجرأ الجيش ومد يده لتطهير سيناء من العناصر الإرهابية! وكما هو معروف، فإن محمد مرسي سبق أن أفرج عن 26 من قيادات الإرهاب علي رأسهم محمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة. ومعلوم أن الإرهابيين قتلوا حتي الآن 29 من قوات الجيش والشرطة في سيناء وأصابوا 117 بجراح.. هذا عدا الضباط الثلاثة وأمين الشرطة المختطفين منذ أكثر من عامين في غزة. والجديد في الأمر أن موسي أبومرزوق، الرجل الثاني في حركة حماس، يصرح بأن الضباط الثلاثة وأمين الشرطة قد قتلوا ودفنوا في سيناء، وأنه من الصعب التعرف علي شخصية كل منهم علي حدة! والغريب أنه لم يوجد في كل أجهزة الدولة المصرية من يسأل أبومرزوق: كيف عرف هذه المعلومات؟ ولم يتم استدعاؤه للتحقيق أمام النائب العام، ثم ألا يعني هذا التصريح أن حركة حماس هي التي اختطفتهم أو علي الأقل تعرف من اختطفهم وقتلهم؟ ورغم أن أبومرزوق قال إنه أبلغ الرئاسة المصرية بذلك.. إلا أن الرئاسة – كما جرت العادة – لزمت الصمت! ثم ألا يعرف محمد مرسي أن رمزي موافي، الطبيب الخاص لأسامة بن لادن، يتولي الآن تدريب جماعات من المقاتلين في سيناء.. وألا يعرف كل أسماء وعناوين من اختطفوا الجنود السبعة مؤخرا؟ وإذا صحت التكهنات أنه قد يفرج، مع حلول عيد الفطر المبارك – وبعد أن تهدأ الأمور – عن القتلة الذين طالب خاطفو الجنود السبعة بالإفراج عنهم.. فإنها ستكون شهادة وفاة الدولة المصرية، ويكفي التذكير بأن واحدا من هؤلاء المطلوب الإفراج عنهم – ويدعي حمادة شيتة – مسئول عن قتل أربعة ضباط مصريين وإصابة اثنين في الهجوم علي قسم ثاني العريش في يونيو 2011. ورغم أن هناك إجماعا من أهل سيناء علي تطهير شبه الجزيرة من الإرهاب واستئصال الإرهابيين وإغلاق الأنفاق.. لكن الجماعة الحاكمة غير معنية بهذه المسألة! ويبدو أن رعاية الإرهاب جزء لا يتجزأ من خطة التمكين التي يمكن في ظلها أن يتولي جيش الإرهابيين ضمان بقاء الجماعة الحاكمة في السلطة إلي ما لا نهاية!!