كلفت أوروبا خبراءها ومفكريها لوضع الخطط لمحاربة الإسلام بعد أن يدرسوا الإسلام. ويحددوا عناصر القوة فيه ليحاربوه وهم به عالمون هكذا قال الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه "الإسلام في القرن العشرين" وحدد عناصر القوة التي وقف عليها الغرب في القرآن. السنة وشخصية الرسول صلي الله عليه وسلم. تم دفع مجموعة من أنصاف المثقفين للهجوم علي السنة. ومن آن لآخر تنشط بعض الأقلام للطعن في الحديث النبوي الشريف. الملاحظ أن كل من زج به للهجوم علي السنة دخلاء أدعياء. كل حظهم أن قرأوا بضعاً من كتب التراث وأخذوا يبحثون عن العورات التي ظنوا أنها تفيدهم في تشويه حقائق الإسلام وعزله عن الحياة. مهاجمون جبناء الحقيقة أن المدفوعين للهجوم علي السنة.. جبناء لا ينشطون إلا حينما يشعروا أن الدولة قد ضاق صدرها من بعض المنتمين للتيار الإسلامي المتشددين المتطرفين.. ظناً من هؤلاء الجبناء أن الدولة تسمح لأمثالهم بمحاربة الإسلام. وهم في وهم وجبن. في أواخر التسعينيات من القرن الماضي حينما أكتوت مصر بنيران الإرهاب في صعيد مصر.. نشط هؤلاء الأدعياء وتبنوا حملة الطعن في الحديث. ففي عام 1999 علي وجه التحديد اشتد الهجوم علي السنة. ومن سوء حظ هؤلاء أن ظهر في الساحة المصرية مدافع شرس للإسلام. ومهاجم بضراوة لكل هؤلاء الجبناء. ظهرت جريدة عقيدتي التي لم يمض علي صدورها بضع سنوات. وقامت بحملة زلزلت كيان هؤلاء في حملتها ضد أباطيل مركز ابن خالدون الذي تبني حملة اتهام السنة بالتزوير. قاد حملة "عقيدتي" عالم فاضل يتميز بشراسته في الدفاع عن الإسلام. وغلبته في مبارزة هؤلاء أنصاف المتعلمين. قاد الحملة المرحوم الدكتور عبدالعظيم المطعني الأستاذ بجامعة الأزهر وانتهت الحملة بدحر هؤلاء. وأعادت أسلافهم داخل حجورهم. وانفك عنهم كل موتور مثلهم.. جبان يحمل صفتهم. 30 شبهة تصدي د.عبدالعظيم المطعني رحمه الله لثلاثين شبهة روجها هؤلاء وفندها وأثبت افكهم وضلالهم وضحالة علمهم. وندرة فكرهم. والغريب أن منكري السنة الجدد أقل من هؤلاء ضحالة. وفقراً في علمهم وكأن المنكرون الجدد يسوقون أنفسهم لمن يشتري من أعداء الإسلام بأبخث الأثمان. ومن الواضح أنهم بقلة بضاعتهم لا يجدون من يشتريهم. ونذكر هنا حسب المساحة المخصصة لنا هذه الشبهات وكيف رد عليها المرحوم د.عبدالعظيم المطعني. من أبرز الشبهات التي يستند إليها منكرو السنة الحديث النبوي "لا تكتبوا عني شيئاً إلا القرآن ومن كتب عني شيئاً فليمحه" فهم يقولون إن السنة لو كانت من أصل الإسلام لما أمر الرسول صلي الله عليه وسلم بكتابتها وهؤلاء وقفوا عند هذا الحديث ولم يطلعوا علي الأحاديث الأخري. فقد وردت أحاديث كثيرة أذن فيها النبي بكتابة الحديث منها عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قلت يا رسول الله إني أسمع منك الشيء فأكتبه؟ قال: نعم. قلت في الغضب والرضا؟ قال: فإني لا أقول فيهما إلا حقاً. والنهي عن كتابة الحديث كان أولاً خشية اختلاط الحديث بالقرآن ولما حصل التمييز الكامل بين أسلوب القرآن وأسلوب الحديث النبوي ارتفع الحظر فأذن عليه الصلاة والسلام برواية أحاديثه وكتابتها. هناك شبهة أخري من اختراعات زنادقة العصر يدعون أن القرآن نهي عن الإيمان بالسنة والعمل بها.. واستند في هذه الشبهة النكراء إلي قوله تعالي "اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون" "الأعراف 3" وقوله تعالي "أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء. وأن عسي أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون" هذه صور لهؤلاء جهلهم أو أرادوا هم أن يصوروا للناس أن محمداً صلي الله عليه وسلم ولي من دون الله. وأن هديه وبيانه للقرآن دين غير دين الإسلام فحذرهم الله من الإيمان بسنته والعمل بها! نفي الآية الأولي تثبت للمؤمنين علي ما بعث الله به محمداً فهل سال رءوس الجهل والضلال أنفسهم كيف يبعث الله رسولاً ثم يتخذ منه منافساً له؟.. أما الشبهة الثالثة فهي منع الخلفاء أبوبكر وعمر رواية الأحاديث وترديده. وما كان هذا من الخلفاء إلا للإقلال من روايته حتي يتمكن القرآن من القلوب. وليس صحيحاً أن الشيخان كانا يكرهان الاكثار من كل الأحاديث وإنما كانا يكرهان الإكثار من رواية أحاديث الرخص لئلا يتكلم الناس عليها وكذلك الأحاديث المتشابهة لئلا يستعصي فهمها علي الناس. يضيف الجهلاء شبهة رابعة في هذا الصدد وهي تشدد الخلفاء في الرواية وحبس المكثرين منها. حرق كتب السنة أما الشبهة الخامسة والتي يفتري فيها الجهلاء بقولهم إن كتب الحديث قد أحرقت في العهد الأول.. استندوا إلي الواقعة التي أوردها المذهبي في كتابه "تذكرة الحفاظ" قالت عائشة: جمع أبي الحديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وكانت خمسمائة حديث. فبات ليلته يتقلب كثيراً. فغمني. فقلت: اتتقلب لشكوي أو لشيء بلغك؟ فلما أصبح قال: أي بنية. هلمي الأحاديث التي عندك فاجأته بها. فدعا بنار فأحرقها. فقلت لم أحرقتها؟ قال: خشيت أن أموت وهي عندي فيكون فيها أحاديث عنها رجل أئتمنته ووثقت فيه ولم لكن كما حدثني فأكون قد نقلت ذاك". ورغم عدم تصديق العديد من العلماء لهذه الرواية إلا أن د.عبدالعظيم المطعني افترض صحتها. وفندها موضحاً أنها ليس فيها دليل علي ما أرادوه منها فأبوبكر تردد في صدق الذي املي عليه مجموعة الأحاديث فسارع احتياطياً في إعدامها. حتي لا ينتشر بين الناس أحاديث لم يثبت كل التثبت من صدق صدورها عن الرسول صلي الله عليه وسلم لم أحرقها لأنها ليست من الدين كما يدعي الجهلاء ولم يحرقها لعدم الثقة في رواة الأحاديث كلهم كما يروجون وإنما أحرقها لتردده في صدق راو واحد هو الذي أملي عليه تلك الأحاديث. كما أن أبي بكر لم يتهم من روي له بالكذب متعمداً. وإنما لأسباب أخري مثل النسيان. وعدم الضبط والسهو والغفلة وكلها أسباب تحمل أصحاب الورع والتقوي علي دقة التحري. ومن الشبهات التي يعود عليها الجهلاء كثيراً في تحقيق أغراضهم ضد السنة. وهي تأخر تدوين السنة.. حيث يبالغون في توظيفها للتهوين من مهزلة السنة. وكونها عندهم دخيلة علي الإسلام. يقولون لو كان أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم يرون للسنة أهمية في الدين لعجلوا بجمعها. لكن الصحابة أهملوها وماتوا ولم تدون السنة في عهدهم. وتولي التابعون تدوينها بعد مائتي سنة. بل إن تدوينها تم في القرن الثالث الهجري عصر البخاري ومسلم وابن حنبل. وهذه الشبهة مهما غالي المعائدون في دلالتها علي مرادهم منها فإنها أشبه ما تكون بسحابة صيف في سماء صافية. فليس صحيحاً أن عصر الإسلام خلا تماماً من تدوين السنة. إذ من المعلوم أن أجزاء من السنة تم تدوينها في حياة الرسول نفسه. وبتوجيه مباشر منه من ذلك كتبه ورسائله لرؤساء الشعوب وزعماء العشائر والاتفاقات والمعاهد والتصالحات التي جرت في حياة النبي صلي الله عليه وسلم ولاشك أن كل هذه الوثائق جانب من جوانب السنة فيه من هدي النبوة ما فيه.. والحق يقال إن عصر النبوة يوصف بقلة التدوين للحديث لا يوصف بالخلو التام من التدوين. وممن عرفوا بكتابة الحديث في صدور الإسلام الأول عبدالله بن عباس وسعيد بن جبير. وابن هشام وغيرهم. ومن الممقوت أن منكري السنة يدعون أن السنة دونت في القرن الثالث الهجري وقصدهم التأكيد علي طول المدة التي أهمل فيها تدوين السنة توصلاً للتشكيك في صحة الرواية لبعد ما بين التدوين وبين حياة الرسول التي قيلت أو حدثت فيها السنة القولية والعملية. وهذا خطأ فاحش. لأن التدوين بدأ مع بداية القرن الثاني الهجري عام 101ه في عصر الخليفة الأشد عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه. فقد روي الإمام مالك في الموطأ أن عمر بن عبدالعزيز كتب إلي أبي بكر بن محمد بن حزم أن أنظر ما كان من حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم أو سنته أو حديث عمر أو نحو هذا فأكتبه فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء. ومن الشبهات التي لا تستحق الرد عليها الإدعاء من قبل الجهلاء بأن السنة دونت في قصور الأمراء وهذه أكذوبة بدليل أن علماء الحديث أنفسهم كانوا لا يقبلون حديثاً في سنده رجل عرف بالتردد علي السلاطين أو قبول الهدايا. ومن هذه الشبهة الإدعاء بأنه قد ضاع خمسمائة خطبة نبوبة. وهذه شبهة أملاها الشيطان علي بعض منكري السنة المعاصرين. ثم أخذ الآخرون يرددونها ويهولون من شأنها ظانين أنهم اكتشفوا معول الهدم للسنة لم يعرفه من قبلهم أحد. وهذه الشبهة تؤكد أفكهم بدليل: من أين عرف منكرو السنة أن سبب استبعاد خطب النبي ال "500" هو أن تلك الخطب كانت تتناقض مع نظم الحكم. إنهم يدعون أن تلك الخطب لم تدون. يعني حجبت بألفاظها ومعانيها عن رؤية النور. ولو سلمنا جدلاً بهذا فمن أين وعلي أي أساس حكمتم علي الخطب التي لم تدون بأنها كانت تناهض نظم الحكم. هل اطلعتم عليها؟! وإن كنتم اطلعتم عليها الآن فهي إذن مدونة فتسقط دعواكم الساقطة بطبيعتها. وإذا لم تدون فهل اطلعتم علي الغيب. ولهؤلاء الجهال أصحاب الكلام الساقط نقول لهم ارجعوا إلي كتابين صنعوا في العصر الحديث.. كتاب بعنوان "إتحاف الأنام بخطب رسول الإسلام" للشيخ محمد خليل الخطيب. وكتاب "خطب الرسول" وهي رسالة علمية جامعة جمعها وبوبها الدكتور عمر القطيطي التونسي. هذا بالإضافة إلي العديد من الشبهات التي أثارها الجهلاء في السنين الماضية والتي يعلنها الجهلاء اليوم.