¢ هيا بنا نؤمن ساعة ¢ دعوة لكل مسلم اقدمها في عدة عناصر اولها ¢ جدد إيمانك¢ إن الإيمان قول وعمل. الإيمان قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالجوارح والأركان. والإيمان يزيد وينقص. يزيد بالطاعات وينقص بالعصيان والزلات قال جل وعلا : ¢ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ¢ الفتح : 4 ¢. وفي الحديث الذي رواه ¢ ما من القلوب إلا وله سحابة كسحابة القمر مضيء إذ علته سحابة فأظلم فإذا تجلت عنه أضاء ¢ فإذا تراكمت سحب المعاصي علي القلب حجبت السحب نور الإيمان في القلب كما تحجب السحابة الكثيفة نور القمر عن الأرض. فإذا انقسعت السحب ظهر نور القمر لأهل الأرض مرة أخري كذلك إذا انقشعت سحب المعاصي والذنوب عن القلب ظهر نور الإيمان في القلوب. فلا بد من تعهد القلب. ولابد من تجديد الإيمان في القلب وزيادته من آن لآخر وذلك بتعويض القلب بمواد تقوية الإيمان بالله جل وعلا. ومن هذه المواد المقوية للإيمان قراءة القرآن. وذكر الرحمن. والصلاة علي النبي عليه الصلاة والسلام. والاستغفار. وزيارة القبور. وزيارة المرضي والمحافظة علي الصلوات في جماعة بالمساجد. والإنفاق علي الفقراء والمساكين. والإحسان إلي الأرامل واليتامي والمحرومين . هذه بعض الأعمال التي تقوي وتجدد الإيمان في القلب فإن القلب هو الملك والأعضاء والجوارح هم جنوده ورعاياه. فإن طاب الملك. طابت الجنود والرعايا. وإن خبث الملك خبثت الجنود والرعايا . كما في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير أن البشير النذير صلي الله عليه وسلم قال ¢ "الا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ¢ فلابد من تعهد حال الإيمان في القلب .. ولابد من تجديد الإيمان في القلب . ووالله الذي لا إله غيره. لا أعلم زمان قست فيه القلوب وتراكمت فيه الذنوب علي الذنوب. وقل الخوف من علام الغيوب كهذا الزمان ولا حول ولا قوة إلا بالله وهذا هو عنصرنا الثاني بإيجاز . ثانياً : قسوة القلوب وقلة الخوف من علام الغيوب قال تعالي : ¢ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرى مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ¢ الحديد : 16. ألم يأن لقلوب من وَحّدوُا الله وآمنوا برسوله صلي الله عليه وسلم أن تخضع لعظمة الله تبارك وتعالي. وأن تزعن لآمره. وأن تجتنب نهيه. وأن تقف عند حدوده تبارك وتعالي . إن قلة الخوف من الله جل وعلا ثمرةى مرةى لقسوة القلب وظلمته ووحشته. فمنا الآن من يستمع لكلام الرحمن يتلي ولا تدمع عينيه. ولا يتحرك قلبه. ولا تلين جوارحه. ولايقشعر جلده !!! ذلك أن القلوب قست. لأن القلوب في وحشة وأن القلوب في ظلمه. فقلة الخوف من اللهپ وإن الخوف من الرحمن ثمرة حلوة للإيمان. فعلي قدر إيمانك بالله. وعلي قدر حبك لله. وعلي قدر علمك بالله. وعلي قدر معرفتك بالله جل وعلا يكون حياؤك. وخوفك. ومراقبتك لله تبارك وتعالي. قف علي هذه القاعدة ليتبين كل واحد منا الآن : هل يحمل في صدره قلباً رقيقاً أم قلباً قاسياً وهو لا يدري ؟! قال تعالي :¢ إِنَّمَا يَخْشَي اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزى غَفُورى ¢ ¢ فاطر : 28 ¢ فعلي قدر علمك ومعرفتك بالله يكون خوفك من الله . فيا من تتجرأ علي المعصية. يا من ترخي الستور. وتغلق الأبواب وتبارز الله جل وعلا بالمعصية. وأنت تظن يا مسكين أنه لا يسمعك ولا يراك أحد. فاعلم أيها المسكين وكن علي يقين أنك لا تعرف الله جل وعلا. وعلي قدر علمك بالله يكون حياؤك منه كما قال أعرف الناس بالله رسولنا محمد صلي الله عليه وسلم" أما والله. إني لأخشاكم لله. وأتقاكم له ..¢ فالذي يعرف الله إن زلت قدمه في المعصية وارتكب كبيرة من الكبائر في حالة ضعف بشري منه تجده سرعان ما يجدد التوبة والأوبة والندم وهو الذي سرعان ما يطرح قلبه بين يدي الله بذل وانكسار وهو يعترف بفقره وعجزه وضعفه. وكان النبي صلي الله عليه وسلمپ يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء. وهو الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر . وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنهقال : خطبنا رسول الله r خطبة ما سمعت مثلها قط فقال : ¢ والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً. ولبكيتم كثيراً ¢¢¢. قال : فغطيَّ أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم وجوههم. ولهم خنين ¢ الخنين : شبيه بالبكاء مع مشاركة في الصوت من الأنف ¢ .ورد في مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي بسند صحيح بالشواهد من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ¢ كيف أنعم وقد التقم صاحب صاحب القرن القرن وحنا جبهته وأصغي سمعه. ينتظر أن يؤمر فينفخ ؟ فكأن ذلك ثَقُلَ علي أصحابه. فقالوا : فكيف نفعل يا رسول الله أو نقول ؟ قال : قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل. علي الله توكلنا. وربما قال : ¢ توكلنا علي الله ¢. والله لو وقفت علي خوف النبي صلي الله عليه وسلم من ربه وهو أعرف الناس به. وأتقي الناس له. وأخشي الناس منه. لرأيت العجب العجاب . وهذا فاروق الأمة الأواب عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي أجري الله الحق علي لسانه لما نام علي فراش الموت دخل عليه شاب فقال : أبشر يا أمير المؤمنين ببشري الله لك وصحبة رسول الله صلي الله عليه وسلم وقدمي في الإسلام ما قد علمت. ثم وليت فعدلت. ثم شهادة فقال عمر : وددت أن ذلك كفافى لا عليّ ولا لي .