المسلم المؤمن يعلم أن النبي صلي الله عليه وسلم هو حبيب الله تعالي نظف الله قلبه ولسانه وجميع جوارحه من العصيان والغفلة، إلا أن المتابع لسنته صلي الله عليه وسلم يقرأ فيها المزيد من دلائل خشيته لله تعالي وتعبده الشديد واستغفاره الدائم ، علي الرغم من يقينه أنه حبيب الله ونبيه ومن أقرب البشر الي الخالق جل وعلا. وهذا يؤكد لنا أنه صلي الله عليه وسلم يحب الله ويخشاه لا لأنه بشر يرتكب الذنوب والمعاصي بل لأنه هو من خلقه ووهبه العلم والقدرة والتكريم وفضله علي جميع الخلق ليكون مكرما وخليفة له في أرضه جل وعلا. روي الترزي عن أبي ذر الغفاري أن النبي صلي الله عليه وسلم قال إني أرى ما لا ترون وأسمع مالا تسمعون أطت السماء ، وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله ، والله تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء علي الفرش ولخرجتم الي الصعدات تجأرون إلي الله تعالى. وعن ابن أبي هالة في وصفه صلي الله عليه وسلم : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم متواصل الأحزان ، دائم الفكر ليس له راحة
ويشهد الصحابة رضوان الله عليهم بخشية نبيهم، فعن عبد الله بن الشخير انه قال : أتيت رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو يصلي ، ولجوفه أزيز كأزيز المرجل. ونقل الصحابة ماصح عنه صلي الله عليه وسلم من قوله "إني لأسغفر الله في اليوم مائة مرة " ومن أدلة ذلك أيضا، ما حدث به عبد الله بن عمر رضي الله عنه إذ قال كنا نعد لرسول الله في اليوم الواحد قوله "رب اغفر لي وتب علي انك انت التواب الرحيم" مائة مرة.