نواصل حديثنا عن التشرف بالحصول علي الانتساب لأهل البيت, فنقول وبالله التوفيق: هناك مدخل آخر للحصول علي شرف الانتساب إلي أهل البيت. المدخل الإيماني الذي دخل منه سلمان الفارسي , وبلال بن رباح الحبشي , وصهيب الرومي. فقد منحهم رسول الله شرف النسب إليه رغم أنهم ليسوا من ذريته. ليسوا من ذرية السيدة فاطمة الزهراء. قال صلي الله عليه وسلم: ¢ سلمان منا أهل البيت ¢ وقال: ¢ بلال منا أهل البيت ¢ وقال: ¢ صهيب منا أهل البيت ¢ وقال شاعر من زمان قديم: " عليك بتقوي الله ما كنت سالماً. ولا تترك التقوي اتكالاً علي نسب " لقد فاز بالتكريم سلمان الفارسي وخلد في النار أبو لهب وهو عم النبي. فلم تنفعه عمومته للنبي وسلمان الفارسي لم يحرمه أنه ليس من ذرية النبي من شرف الانتساب إليه. يقول سبحانه وتعالي: ¢ النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ¢ فإذا كان أزواج النبي أمهات المؤمنين فهذا انتساب إلي رسول الله نسباً إيمانياً. معناه أن نسبهم آل إلي رسول الله. فيسمون آل البيت. آل نسبهم إلي رسول الله بالإيمان. وفي النهاية يجمع الطرفان - بالإيمان وبالذرية الصالحة - تحت مسمي واحد هو أهل البيت. لا يدخل أحد تحت هذا الشرف إلا بالإيمان واتباع رسول الله ولو كان من ذريته لقوله صلي الله عليه وسلم: ¢ من أطاعني دخل الجنة ولو كان عبداً حبشياً , ومن عصاني دخل النار ولو كان شريفاً قرشياً ¢ وبهذا الإيمان وبحب جارف ينتسب المصريون إلي أهل البيت. فهم منهم وفي رعايتهم. ولهذا كان مقامهم الأخير ومستقرهم في مصر. ويقتدي المصريون بأهل البيت ليؤكدوا في كل لحظة انتسابهم لهم. فأهل البيت هم القدوة والبركة والمثل الأعلي للمصريين. ولا يمكن حصر جواهر أهل البيت. فهي التحلي بكل صفات الرسول عليه الصلاة والسلام. الرضا بالقليل والعمل بالتنزيل والعمل يوم الرحيل. بالإضافة إلي الشجاعة والشهامة والكرم والعفو وحب الله تعالي ¢ خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين ¢ لقد قابل الإمام الشافعي رجلاً راح يكيل له السباب ويصفه بالفُجْر والزندقة فنظر الإمام الشافعي إلي السماء وقال: " اللهم إن كان عبدك هذا صادقاً فتب عليَّ واغفر لي وسامحني وإن كان غير ذلك فتب عليه واغفر له وسامحه" إن العفو الذي لجأ إليه الإمام الشافعي أشد من القصاص. قدرة الرجل علي العفو أشد من قدرته علي القصاص لأن في القصاص أخذاً وفي العفو ترك قدرة. لذلك فإن من خصال أهل البيت العفو عند المقدرة. ومن خصالهم أيضاً عدم التوقف عن ذكر الله حتي إن الإمام علي رضي الله عنه عندما سُئل عن خصائص المنافقين قال: " لا أقول فيهم إلا ما قاله الله تعالي: ¢ وإذا قاموا إلي الصلاة قاموا كسالي يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً ¢". وللحديث بقية