قال صلي الله عليه وسلم: "سلمان منا أهل البيت". وقال: "بلال منا أهل البيت". وقال: "صهيب منا أهل البيت".. وقال شاعر من زمان قديم: "عليك بتقوي الله ما كنت سالماً.. ولا تترك التقوي اتكالاً علي نسب" لقد فاز بالتكريم سلمان الفارسي. وخلد في النار أبولهب. وهو عم النبي.. فلم تنفعه عمومته للنبي. وسلمان الفارسي لم يحرمه أنه ليس من ذرية النبي من شرف الانتساب إليه.. يقول سبحانه وتعالي: "النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم" فإذا كان أزواج النبي أمهات المؤمنين فهذا انتساب إلي رسول الله نسباً إيمانياً.. معناه أن نسبهم آل إلي رسول الله فيسمون آل البيت. آل نسبهم إلي رسول الله بالإيمان.. وفي النهاية يجمع الطرفان -بالإيمان والذرية الصالحة- تحت مسمي واحد هو أهل البيت.. لا يدخل أحد تحت هذا الشرف إلا بالإيمان واتباع رسول الله ولو كان من ذريته لقوله صلي الله عليه وسلم: "من أطاعني دخل الجنة ولو كان عبداً حبشياً. ومن عصاني دخل النار ولو كان شريفاً قرشياً" وبهذا الإيمان.. وبحب جارف ينتسب المصريون إلي أهل البيت.. فهم منهم.. وفي رعايتهم.. ولهذا كان مقامهم الأخير ومستقرهم في مصر.