* يسأل إيهاب محمد داود من الشرقية: لماذا لم يختار الله سبحانه وتعالي امرأة لتكون من الأنبياء؟ وهل السيدة مريم والسيدة أسية زوجة فرعون من الأنبياء؟ ** يجيب الشيخ عثمان عامر من علماء الأزهر: شاءت إرادة الله تعالي وحكمته أن يكون الأنبياء والمرسلون من البشر لتكون مهمتهم في التبليغ عن الله أيسر. ولتكون القدوة بهم موجودة وميسرة. فهم من البشر ومثلهم في الشكل والهيئة والقدرات البشرية والمواهب الفطرية ويتحدثون لغتهم قال تعالي: "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم.." آية رقم 4 من سورة إبراهيم. ولو كان المرسلون من الملائكة فلن يستطيع البشر أن يتعاملوا معهم أو يقتدوا بهم كما قال تعالي في الرد علي الطالبين منه سبحانه -تعنتا وتشددا- أن يكون الرسول ملكا "ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون" آية رقم 9 من سورة الأنعام. والأنبياء والمرسلون الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم خمس وعشرون نبيا ورسولا جميعهم بعض العلماء شعرا في قوله: حتم علي كل ذي التكليف معرفة بأنبياء علي التفصيل قد علموا في تلك حجتنا منهم ثمانية من بعد عشر ويبقي سبعة وهمو إدريس هود شعيب صالح وكذا ذو الكفل آدم بالمختار قد ختموا ج2 ص60 أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري ولم يكن من هؤلاء المذكورين امرأة علي الصحيح بل كلهم من الرجال يؤيد ذلك: قول الله تعالي: "وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القري" آية رقم 109 من سورة يوسف وقوله تعالي: "وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر.." آية رقم 43 من سورة النحل وقوله تعالي: "وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر.." آية رقم 7 من سورة الأنبياء ففي هذه الآيات الكريمة يبين الله تعالي أنه أرسل من المرسلين امرأة بل كان المرسلون كلهم رجالا يوحي إليهم من قبل الله تعالي. يقول الحافظ ابن حجر عند تعليقه علي حديث الرسول صلي الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران.. الحديث.. يقول: استدل بهذا الحصر علي أنهما نبيان "يقصد آسية ومريم" قال القرطبي: الصحيح أن مريم نبية لأن الله تعالي أوحي إليها بواسطة الملك وأما آسية فلم يرد ما يدل علي نبوتها وقال الكرماني: لا يلزم من الكمال ثبوت نبوتها لأنه يطلق لتمام الشيء وتناهيه في بابه. والمراد بلوغها النهاية في جميع الفضائل التي للنساء قال: وقد نقل الإجماع علي عدم نبوة النساء. ج6 ص50 فتح الباري بشرح صحيح البخاري. وفي حاشية الجمل عند تفسيره لقوله تعالي: "فأرسلنا إليها روحنا" آية رقم 17 من سورة مريم قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري: فإن قلت: كيف قال الله تعالي ذلك مع اتفاق العلماء علي أن الوحي لم ينزل علي امرأة؟ فقد قالوا في قوله تعالي: "وأوحينا إلي أم موسي أن أرضعيه" آية رقم 7 من سورة القصص أنه وحي إلهام. وقيل: وحي منام. قلت: لا نسلم أن الوحي لم ينزل علي امرأة. فقد قال في قوله تعالي: "وأوحينا إلي أم موسي أن ارضعيه" أنه كان وحيا بواسطة جبريل. والمتفق عليه أن المنفي وحي الرسالة لا مطلق الوحي. والوحي هنا هو ببشارة الولد لا بالرسالة ج3 ص40 حاشية الجمل علي الجلالين. وقال ابن كثير في قوله تعالي: "وأوحينا إلي أم موسي" أن هذا الوحي وحي إلهام وإرشاد كقوله تعالي: "وأوحي ربك إلي النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا.." آية رقم 68 من سورة النحل وليس هو بوحي نبوة كما زعم ابن حزم وغير واحد من المتكلمين. وذكر ابن حزم في كتابه الملل والنحل: أن هذه المسألة يقصد الكلام عن نبوة النساء لم يحدث التنازع فيها إلا بقرطبة وحكي عنهم أقولا.. ثالثها: الوقوف قال: وحجة المانعين أي المانعين أن يكون من الأنبياء امرأة- قول الله تعالي: "وما أرسلنا قبلك إلا رجالا" آية رقم 7 من سورة الأنبياء. ولا حجة فيه لأن أحدا لم يدع فيهن الرسالة وإنما الكلام في النبوة فقط قال: واصرح ما ورد في ذلك "قصة مريم" وفي قصة أم موسي ما يدل علي ثبوت ذلك لها من مبادرتها بإلقاء ولدها بمجرد الوحي إليها بذلك قال: وقد ذكر الله تعالي بعد أن ذكر مريم والأنبياء "أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبين.." آية رقم 58 من سورة مريم. ونقل عن الأشعري: أن من النساء من نبيء وهن ست: حواء. سارة. وأم موسي. وهاجر. وآسية ومريم. والضابط عنده: أن من جاءه الملك عند الله بحكم من أمر أو نهي أو إعلام فهو نبي ولقد ثبت مجيء الملك لهؤلاء بأمور شتي من ذلك من عند الله عز وجل ووقع التصريح بالإيحاء لبعضهن في القرآن. وقال الغزي معلقا علي الكلام المنسوب إلي الأشعري: وما نسب إلي الأشعري من جواز نبوة الأنثي فلم يصح عنه. كيف وقد شرط الذكورة في الخلافة التي هي دون النبوة؟ وعلي ذلك فلم يجز أحد من العلماء علي الإطلاق كون المرأة رسولة مرسلة إلي قوم من الأقوام وأما كونها نبية فقد أجاز ذلك القرطبي وابن حزم وابن الهمام والأشعري إن صح النقل عنه. والصحيح أنها ليست رسولة ولا نبية وهو الرأي الذي تلقته الأمة بالقبول واشتهر بين العلماء اشتهارا كبيرا حتي وصل إلي درجة الإجماع وقد نقل الإجماع عن الكرماني شارح البخاري.